بين المزة وغزة : عن مؤتمر المزة الفلسطيني

بقلم: علي بدوان

(نص مقتطع من سيرة ذاتية)

بعد ضغوط أمريكية هائلة، تم تحديد يوم 22 نيسان/ابريل 1996، في مدينة غزة لعقد الدورة الــ (21) للمجلس الوطني الفلسطيني لتعديل بعض المواد في الميثاق الوطني الفلسطيني. بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق وليام جيفرسون كلينتون.

تحالف الفصائل الفلسطينية العشرة المعارضة في حينها، وهو التحالف الذي كانت كلاً من (ج ش + ج د) من فصائله، اعلن عن ترتيب عقد مؤتمر مُضاد بنفس التوقيت بمدينة الشباب في حي المزة بدمشق، للإعلان عن رفض تعديل بعض مواد الميثاق الوطني والتمسك بكل نصوصة. وترأس اللجنة التحضيرية للإعداد السريع للمؤتمر المرحوم الدكتور أنيس صايغ.

اذاً، التئم المؤتمر بحضور : حركة حماس + حركة الجهاد الإسلامي + الجبهة الشعبية القيادة العامة + الجبهة الشعبية + منظمة الصاعقة + الحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري + ج د + حركة فتح/الإنتفاضة، جناحي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية. عدا عن عدد كبير من الفعاليات والشخصيات الوطنية الفلسطينية في سوريا والأردن ولبنان والمهجر. وبالفعل خرج المؤتمر ببيان ختامي عن اعماله التي استمرت يومين متتاليين، وفيه التمسك بالمياثق الوطني كاملاً. فيما كان مؤتمر غزة قد صوت على تعديل بعض المواد، واحيل الموضوع الى لجنة معينة ومن وقتها حتى الآن لم تجتمع تلك اللجنة، فمات الموضوع بأرضه.

لكن المفارقات في مؤتمر المزة، كانت واضحة، ومضحكة أحياناً، وكنت شاهداً عليها من خلال دوري وعملي في المؤتمر. ومن تلك المفارقات، استطيع أن اشير للتالي :

أولاً : تلاسن وقع في البداية بين العقيد أبو خالد (موسى العملة) نائب أمين سر حركة فتح الإنتفاضة في حينها، والأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل. فأبو خالد العملة (المعروف عنه بانه كان من أصحاب الرؤوس الحامية رحمه الله) وقف في المؤتمر عندما كان أبو جهاد أحمد جبريل يلقي كلمته بتوجيه بعض الكلمات التي كادت أن تعف بجلسة الإفتتاح.

ثانياً : في الوقت الذي التئم فيه مؤتمر المزة كان عدد من قيادات فصيلين من المشاركين في مؤتمر المزة قد وصل للقطاع عن طريق مصر بعد تلقيهم دعوات لحضور المجلس الوطني في غزة باعتبارهم أعضاء في المجلس، وكانت حجة الفصيلين، انهما التقطا الفرصة لإدخال كوادر لهم للوطن ...

ثالثاً : جاء صاحبنا لمؤتمر المزة مُحرجاً، واراد ان يميّز نفسه، فطلب اصطناع "فرتينة"، وهو مادفعني لإبلاغ الصحفيين والإعلاميين عند بدء اعمال المؤتمر بأن "صاحبنا" سيخرج بعد قليل ليلقي عليكم موقف مُستجد، وحددت زاوية خارج قاعة المؤتمر ليكون متواجداً عندها بعد عشرة دقائق، وهو ماكان، فاحدث خروجه من القاعة، وبوجود الجميع، بما فيهم الحلفاء والأصدقاء وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في افتتاح أعمال المؤتمر "همروجة" وفوضى، وخرج ليقول ان هناك تياران في المؤتمر واحد مع شق المنظمة والعودة لخلق البديل، وتيار أخر يدعو للتمسك بها والتصحيح من داخلها.

وأمام تلك الحالة، وعودة صاحبنا للقاعة، حاولت ترطيب الأجواء بينه وبين الأخرين الذين اشتاطوا غضبا، ومنهم أبو جهاد أحمد جبريل الذي رفض ترطيب الجو معه، رغم كل جهودي التي بذلتها.

 

بقلم علي بدوان