أم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، اليوم السبت، آلاف المواطنين والزوار، رغم بوابات وحواجز وعراقيل الاحتلال الاسرائيلي، للمشاركة في الاحتفال الاسلامي المركزي الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحت رعاية رئيس الوزراء، لمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.
وتخلل الاحتفال الذي حضره إلى جانب المواطنين، فعاليات الخليل ومؤسساتها الرسمية والأهلية والأمنية، أناشيد دينية "مدائح نبوية" لفرقة حياة، إضافة إلى دروس ومواعظ دينية.
وقال مدير أوقاف الخليل جمال أبو عرام، إن الهجرة النبوية تمثل العامل المفصلي في حياة الأمة الاسلامية، لأنها خرجت من مرحلة الضعف إلى القوة، ومن الذل إلى الانتصار والعزة، حيث شيد المسلمون دولتهم وانتشر الإسلام في كافة أصقاع الأرض.
ودعا أبو عرام في كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء، وزير الاوقاف محمد اشتية، إلى وحدة الصف الفلسطيني للدفاع عن المقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي، وقال: "لنحافظ عليهما من الاحتلال الذي يحاول تهويدهما ويعبث فيهما، لكن نحن صامدون وسنبقى ندافع عن مقدساتنا، وهذه المقدسات ملك لجميع المسلمين وهي ليست للفلسطينيين وحدهم".
وممثلا عن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، شدد مفتي الخليل الشيخ ماهر مسودة، على أهمية تمسك أبناء شعبنا بمقدساته وحقوقه المشروعة، رغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة على المواطنين والمقدسات.
وقال: "المسجد الاقصى والحرم الإبراهيمي لنا ولا يحق للاحتلال أن يمنعنا من دخولهما، وعلى كافة مسلمين العالم الرباط في باحاتهما وأروقتهما وساحاتهما حتى تحريرهم وكافة مقدساتنا من الاحتلال ومستوطنيه".
وممثلا عن محافظ الخليل، عبر رفيق الجعبري، عن تقديره للمواطنين الصامدين في البلدة القديمة وفي محيط الحرم الابراهيمي بمواجهة كافة ممارسات الاحتلال ومستوطنيه العنصرية، مؤكدا أن شعبنا سينتصر في النهاية، رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
ومن ناحيته بين رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينه، أن ما يجري في القدس والخليل خاصه، من انتهاك لكافة الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية، يندرج ضمن سياسة التهويد المتواصلة منذ عقود للمقدسات وممتلكات المواطنين، من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أهمية الوقوف صفا واحد للدفاع عن المقدسات وممتلكات وحقوق شعبنا المشروعة، وتحريرها من الظلم الذي يحيط بها من كل جانب.
وحث مدير الحرم الإبراهيمي، رئيس السدنة حفظي أبو اسنينه، كل محب لهذا الوطن إعمار الحرم الإبراهيمي الشريف والمسجد الأقصى المبارك، قائلا: "سيبقى المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي مسجدين إسلاميين بكامل مساحاتهما وجميع أجزائهما، ولا علاقة لليهود فيهما لا من قريب ولا من بعيد، وجميع إجراءات الاحتلال المتخذة بالقوة بحقهما باطلة وغير شرعية وهي والاحتلال الى زوال".
وقال الحاج محمد ناصر الدين لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية"وفا"، "أعداد الزوار للحرم يجب ان تتضاعف لان وجودنا في باحاته وساحاته واروقته، رغم إجراءات الاحتلال وممارساته التعسفية على مداخله وفي محيطه، تؤكد التفافنا حول حرمنا ومقدساتنا واننا متجذرون فيها وسنمضي في الدفاع عنها، وستبقى اجيالنا القادمة على عهدنا متمسكة بإرث ابائنا واجدادنا محافظة على مقدساتنا".