أثارت وسائل الإعلام العبرية، مساء الأحد، جدلًا كبيرًا بعد أن أظهرت صور وفيديوهات تشير إلى نقل جرحى من الجنود الإسرائيليين عبر طائرة مروحية إلى مستشفى رامبام في حيفا بعد الهجوم المسلح لحزب الله على الحدود الشمالية.
وبحسب قناة ريشت كان العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي أظهر أن تلك الفيديوهات من مناورةٍ أُجريت لحظة الهجوم، أو قبله بوقت قصير، مشيرةً إلى أنه لدى وصول الجنود تبين أنهم غير مصابين رغم أن الدماء كانت تغطي كافة مناطق أجسادهم.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور أن هناك جنود فعلًا أُصيبوا بالهجوم ووصلوا وهم ملطخون بالدماء، ليتبين فيما بعد أنها خدعة.
وبحسب قناة 12 العبرية، فإن هذه خطة من الجيش لخداع حزب الله اللبناني بأنه أصاب جنودًا ولكي يصل الخبر إلى لبنان وهو ما جرى فعلًا.
وأشارت القناة إلى أن الجيش أراد من هذه الخطوة أن يشعر حزب الله بأنه حقق إنجازًا ويوقف ضربته، لكنه تعرض لخدعة كبيرة، مشيرةً إلى أن الآليات العسكرية المستهدفة والثكنة العسكرية بالأساس كانت فارغة وفيها دمى جنود.
واشتكى أطباء مستشفى رامبام مما جرى، خاصةً بعد الإعلان عن حالة الاستنفار في المستشفى وكافة المستشفيات بالمنطقة بعد إبلاغهم بوجود عدد كبير من الإصابات.
من جهة أُخرى، نشرت قنوات التلفزة العبرية، مساء الأحد، تفاصيل جديدة حول الهجمات التي نفذها حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية ضد قاعدة ومركبات للجيش الإسرائيلي على الحدود.
وبحسب قناة 13 العبرية، فإن الحزب أطلق أول صاروخ تجاه مركبة اسعاف عسكرية تتبع للجيش وكانت مأهولة بالأشخاص، مبينةً أن الصاروخ لم يصب المركبة، وفق قول ألون بن دافيد المراسل والمحلل العسكري والأمني للقناة.
ورأى بن دافيد أن حزب الله ربما كان متسرعًا في هجومه، ما يعبر عن رغبته في إنهاء الحدث بأي صورة كانت، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي ما زال في حالة تأهب، خاصةً أن الحزب اعتبر الهجوم ردًا على ما جرى في سوريا، وليس ردًا على الهجوم المنسوب لإسرائيل في بيروت.
ورجح أن يكون حزب الله لا يريد رد فعل يسمح لإسرائيل بشن هجوم غير مرغوب فيه في لبنان من أي جهة كانت.
وبثت القناة تقارير ميدانية من منطقة الأحداث، تشير إلى تضرر عدد من المواقع في المكان، فيما تحدث مستوطنون من سكان الجبهة الشمالية عن خوفهم من تصاعد الأوضاع، مشيرين إلى أن الانفجارات التي وقعت في المنطقة كانت كبيرة وأحدثت حالة من الخوف الكبير.
وأمر الجيش الإسرائيلي بالعودة للروتين الطبيعي، مع منع المزارعين من العمل قرب الجدار، وإبقاء قواته تحت حالة التأهب.
ورجحت قناة ريشت كان أن يكون حزب الله وإسرائيل اقتنعا بما جرى، وأن الحادث قد يكون انتهى مع البقاء على حالة التيقظ لأي طارئ أو سيناريو قد يشعل الأوضاع مجددًا.
ووفقًا للقناة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل الحفاظ على الهدوء وعدم التصعيد.
وأجمع عدد من المحللين في القناة أن حزب الله كان سعيدًا بالضجة الذي حدثت خلال الهجوم ولا يريد أكثر من ذلك.
وأكد ليذور ليفي من يديعوت أحرونوت مثل هذه النظرية بأن الحزب حقق ما يريد من حد أقصى من الضوضاء الإعلامية دون خسائر، وأن الجيش الإسرائيلي ساعدهم تكتيكيًا من خلال الإجراءات الميدانية التي اتخذها على ذلك.
ورجحت قناة 12 العبرية أن تكون المركبات التي تم استهدافها وحتى القاعدة العسكرية خالية من أي جنود، وأن الجيش كان متأهبًا لمثل هذا السيناريو، ما منع هجومًا أكبر، مشيرةً إلى أن الجيش بادر بقصف عنيف لمنع استمرار الهجوم أو تسلل أي مسلحين.
واعتبرت القناة أن الجيش الإسرائيلي أفقد حزب الله ورقة قوية وهي الأنفاق التي دمرها، ما منع الحزب من تنفيذ هجوم أقوى.
وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه لم يُصب أي من الجنود في الهجمات، وأنه رد عليها بإطلاق 100 قذيفة وصاروخ عبر المدفعية والطيران المروحي. مشيرًا إلى أنه هاجم الخلية التي نفذت الهجوم، وأن الحدث انتهى بفشل لحزب الله.
فيما قال نتنياهو إنه لم يُصب الجنود بأي خدش، وإنه يواصل المشاورات الأمنية لمتابعة الأوضاع واتخاذ أي قرارات مستقبلية، بعد أن تم الرد بشكل مناسب.