ترك أحد النابشين عن الآثار سجائره في طواحين السكر التي كانت تشتهر بها أريحا وتزرع القصب قبل أكثر من مئة عام. توقفت أريحا عن زراعة قصب السكر، وبقيت الطواحين الشاهد الوحيد على أبرز صناعات البلاد، والآن لا يدخلها سوى الباحثين عن آثار تحت الأرض.
تقع طواحين السكر شمال غرب مدينة أريحا، على المنحدر الشرقي لجبل قرنطل، وتقدر مساحة الموقع بنحو دونمين، وينخفض عن سطح البحر نحو 225 مترا. ويكتسب الموقع أهمية استثنائية كونه منشأة صناعية استخدمت في الفترة الأيوبية والصليبية والمملوكية لتصنيع السكر، الذي انتشرت زراعته في الساحل الفلسطيني ووادي الأردن.
ويقول مدير وزارة السياحة والآثار في أريحا إياد حمدان إن أريحا كانت أحد أهم المراكز الاقتصادية في تصنيع وتصدير السكر في العصور الوسطى.
في العام 1225 ميلادية، مرّ ياقوت الحموي على طواحين السكر في أريحا، ودوّن هذه الزيارة بوصفه أن لا سكر أفضل من سكر هذه البلاد، التي تحوّلت فيما بعد من بلاد السكر إلى بلاد المُر.