توصل سكان العيسوية في نهاية الأسبوع إلى اتفاق مع الشرطة الإسرائيلية وبلدية القدس، لتقليص نشاطات تطبيق القانون المبالغ فيه في الحي الذي يقع شرقي القدس، كجزء من الاتفاق سيلغي السكان الإضراب في مؤسسات التعليم الذي خطط له غدا، مقابل أن تطلق الشرطة سراح شخصين من أعضاء لجنة الآباء المحلية وتقلص تواجد قواتها العاملة هناك في الحي يومياً في الشهرين الأخيرين.
منذ بداية الصيف والشرطة تعمل بقوات كبيرة في الحي، ويشمل النشاط إقامة حواجز، والقيام بدوريات، ونصب كمائن، وهذه تنتهي على نحو دائم بمواجهات مع شباب القرية. في هذه الفترة اعتقل أكثر من 340 شخصاً من سكان الحي وأجريت عشرات التفتيشات في البيوت. ورغم ذلك قدمت لوائح اتهام ضد خمسة أشخاص فقط بتهمة رشق الحجارة.
يوم الخميس، في نهاية أسبوع من المواجهات والاعتقالات، طلب قائد لواء القدس، المفتش دورون يديد، الالتقاء مع لجنة الآباء في الحي، التي هددت بإضراب في مؤسسات التعليم بدءاً من الغد (اليوم الأول من السنة الدراسية في جهاز التعليم في شرقي القدس). وفي هذا اللقاء احتج أولياء الأمور على تعامل الشرطة مع سكان العيسوية وقالوا إن هذا يمثل عقاباً جماعياً.
وفي اللقاء أيضاً جرى الاتفاق على أن تسحب الشرطة بشكل جزئي قواتها وألا تدخل إلى الحي دون حاجة خلال اليوم، وألا تضع رجال شرطة في محيط المدارس في أوقات التعليم. وأضافت مصادر في العيسوية بأن الشرطة تعهدت أيضاً بتقليص قواتها التي تدخل إلى الحي في ساعات مساء، وحسب أقوال السكان، في اليومين الأخيرين شعروا بتقليص في عدد رجال الشرطة العاملين في المكان. وجرى إطلاق سراح شخصين من لجنة أولياء الأمور اعتقلا، الأسبوع الماضي، بتهمة تهديد مديري المدارس والضغط عليهم من أجل عدم افتتاح السنة الدراسية.
في أعقاب اللقاء، توجه قائد منطقة القدس إلى رئيس البلدية موشيه ليئون وطلب منه التدخل في مواضيع عدة مرتبطة بطريقة معالجة البلدية للحي. أمس، التقى ليئون لجنة أولياء الأمور ونشطاء آخرين في العيسوية، وبعد وقت قصير أُطلق سراح أعضاء اللجنة المعتقلين. في أعقاب ذلك، أعلنت لجنة أولياء الأمور عن إلغاء الإضراب. في اللقاء، تعهد ليئون وشخصيات رفيعة في البلدية بالدفع قدماً بمواضيع مختلفة في مجال الفضاء العام والتعليم في الحي.
في الأسبوع الماضي، وقبل المعرفة عن الاتفاق، أرسل 41 مديراً مدرسة في القرية رسالة لرئيس البلدية طلبوا فيها تدخله في أزمة العيسوية. المديرون الذين توحدوا في برنامج “مديرون معاً” لإدارة التعليم في بلدية القدس كتبوا لليئون بأنهم يطلبون تدخله لدى الشرطة لمساعدة مديري مدارس المدينة في افتتاح السنة الدراسية. نصف الموقعين تقريباً هم مديرون يهود من غربي المدينة.
وجاء من مكتب ليئون بأن رئيس البلدية التقى في مكتبه ممثلي الحي، والمخاتير، ولجنة أولياء الأمور وممثل الشرطة، في أعقاب التهديد بالإضراب عن التعليم على ضوء نشاطات الشرطة في العيسوية في الأشهر الأخيرة. كان اللقاء ممتازاً وخرج الطرفان بشعور جيد. ووعد رئيس البلدية بمساعدة الحي، وتم الاتفاق على التعاون بين الطرفين لصالح السكان وأولاد الحي.
يصعب تحديد السبب الذي بسببه بدأت عملية تطبيق القانون في العيسوية. السكان ينسبون ذلك إلى التعيينات الجديدة في قيادة لواء القدس في شباط الماضي، وجهاز الشرطة يرفض هذا الادعاء ويقول إنه يعمل لـ”الحفاظ على النظام العام وتطبيق القانون في كل زمان ومكان”. عدد من السكان قالوا إن أحد الضباط الكبار قال لهم بأن العملية ستستمر إلى حين أن “يسافر وهو يحمل كأس القهوة في السيارة دون أن تسكب قطرة منها”. أي، دون أن يرشق حجر على سيارات الشرطة في الحي.