في هذا صباح هذا اليوم، من السابق لأوانه إنهاء حالة التأهب العالي في الشمال وإجمال أحداث يوم أمس. ساعات الليل التي ستمر منذ وقت كتابة هذه السطور كفيلة بأن تشير إلى الاتجاهات اللاحقة. فمن شأن التطورات والمفاجآت الأخرى أن تقع في هذه الأوضاع. ولكن الوضع، كما يبدو في هذه اللحظة، انتهى بلا إصابات في طرفنا تسمح لقيادتنا السياسية – الأمنية بأن تعيد علامات الاستفهام مرة أخرى إلى حزب الله. مثلما في كل جبهة قتال، لاختبار النتيجة آثار على اختيار طريقة عمل إسرائيل. في هذه اللحظة قد نفهم التصريحات من الجانب الإسرائيلي بأنه إذا لم يعد حزب الله مرة أخرى، فهذا الحدث سنتركه خلفنا أو على الأقل في هذا الفصل. وحيال مشروع التدقيق فإن تواصل إسرائيل أغلب الظن العمل إذا كانت هي في حاجة إلى ذلك.
في حزب الله أعلن أمس بأن العملية كانت رداً على تصفية النشطاء اللبنانيين في سوريا، وأن الحساب على هجوم الطائرات المسيرة في حي الضاحية في بيروت لا يزال مفتوحاً. الجيش الإسرائيلي لن يخاطر وستبقى حالة التأهب العالية عالية جداً حتى في الأيام القريبة المقبلة. ومع ذلك، فإن نتائج الجولة الحالية كفيلة بأن ترضي كل الأطراف في هذه المرحلة وتوفر لهم الجواب اللازم. حزب الله سيعرض “صور نصر” لإصابة المركبة العسكرية الإسرائيلية المحصنة، بل وسيدعون بأن إسرائيل تكذب حين تدعي بعدم وجود إصابات. سيشرح نصر الله بأنه دافع عن شرف لبنان، وفي الفرصة ذاتها يرسم من جديد الخطوط الحمراء لإسرائيل، بحيث تفكر مرة أخرى قبل أن تهاجم لبنان. بالمقابل، في سيعرض الجيش الإسرائيلي، وعن حق، الجاهزية الجيدة في الميدان التي أدت إلى أن لا تقع إصابات في هذا الحدث. في السطر الأخير، في هذه المرحلة على الأقل، ثمة صلة لكل اللاعبين ذوي الصلة لأن يعيدوا إلى الوراء أدوات اللعب والاستعداد للخطوة التالية التي ستكون في أغلب الظن بقوى أعلى.
استعد الجيش الإسرائيلي جيداً لسيناريو العملية، ويمكن أخذ الانطباع بأن الأوامر والتعليمات من مستوى القيادة العليا انتقلت جيداً إلى الميدان، إلى المستويات التكتيكية في الكتائب والسرايا، بدءاً من الانضباط العملياتي وتقييد التحركات على طول الحدود، وتعزيزات القوات ذات الصلة، وبالأساس في تحليل التهديدات من جانب حزب الله. ويمكن أن نفهم من جراء أعمال الإعداد بأن صورة الاستخبارات لم تكن هي الأخرى سيئة على الإطلاق. ربما سخِر حزب الله ولبنان، الأسبوع الماضي، من الجيش الإسرائيلي بعد تلك الصور التي التقطت للدمى التي وضعها الطرف الإسرائيلي كأهداف وهمية. ومع ذلك، فإن حقيقة إصابة مركبة محصنة للجيش الإسرائيلي لم تؤد إلى إصابات في الجيش الإسرائيلي تلزم، على ما
يبدو، رجال حزب الله بأن يسألوا هل كانت هذه هي نتيجة مناسبة من ناحيتهم. على مدى أكثر من ساعتين أبقت إسرائيل على حالة من الغموض بالنسبة إلى المصابين في جانبها، وليس صدفة. إذ لم تكن هنا أي مشكلة من حيث نقص المعلومات وانعدام السيطرة على الوضع. إسرائيل غير معنية بحرب في الشمال، مثلما هو حزب الله أيضاً لا يريدها. والنتائج الآن قد تسمح بإعادة الحياة اليومية إلى الشمال بعد بضعة أيام، ولكن في وضع واضح فيه أن المعركة ضد مشروع الصواريخ في لبنان ستستمر، يبدو أن هذه مهلة توقف حتى الفصل التالي.