قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى استقباله وفدا من اساتذة المدارس الثانوية في القدس بأنه "لا يجوز على الاطلاق الاستسلام لاولئك الذين يريدون لنا ان نكون في حالة ضعف وترهل واستسلام وخنوع واحباط ويأس ."
وأضاف "نسمع بعض الاصوات النشاز التي تقول بأن الواقع في مدينة القدس قد حُسم لصالح اسرائيل والبعض الاخر يقول بأن مسألة القدس انتهت في حين ان كلاما من هذا النوع ليس دقيقا وليس صحيحا .
فلا يجوز القبول بهذه المقولة مع ادراكنا الشديد بخطورة ما يحدث في القدس والسياسات الاحتلالية المستمرة والمتواصلة فيها ولكن لا يجوز ان يستنتج البعض بأن مسألة القدس قد حُسمت لصالح اسرائيل في ظل الغياب العربي الرسمي وفي ظل التآمر الامريكي والغربي."
وتابع "ان ما تقوم به السلطات الاحتلالية في القدس انما هو ظلم مستمر ومتواصل منذ ان تم احتلال هذه المدينة المقدسة ومن يقرأ التاريخ يكتشف بأن كل ظلم في هذا العالم كانت له بداية وكانت له نهاية فلا يمكن للظلم ان يبقى وان يستمر ومهما اشتدت سطوة الاحتلال وقمعه وما يغدقه من مليارات على مشاريعه الاستيطانية فلا بد لهذا الاحتلال ان يزول .
لا ننكر ان اسرائيل قوية بسلاحها واموالها ، وقوتها تستمدها من الضعف العربي الرسمي ، كما ان من اتوا اليها من مختلف ارجاء العالم جلبوا معهم خبراتهم وثقافتهم، ولا ننكر ان هنالك ترتيب ونظام في اسرائيل يضاهي كبريات الدول العالمية ولكن في المقابل فإن هذا النظام بني على حطام الشعب الفلسطيني وعلى نكبة شعبنا الذي طرد من وطنه وشرد عام 48."
وشدد بالقول "لا يجوز لاي عاقل ان ينسى ما حدث عام 48 حيث اقتلع الفلسطينيون اقتلاعا من وطنهم وشردوا وهم اليوم في مخيمات اللجوء كما انهم منتشرون في سائر ارجاء العالم ، ولا يمكن لاي نظام ان يبنى على الظلم والقمع والاستبداد والعنصرية فأي نظام مبني على هذه العناصر مآله الانهيار ونحن على يقين بأن اسرائيل التي تظهر اليوم على انها قوية وفيها ترتيب ونظام فإن كل هذا سوف ينهار لانه مبني على باطل وهو مبني على ظلم شعب شُرد واضُطهد وأُقتلع من ارضه ومن وطنه .
لست من اولئك الذين ينبهرون بناطحات السحاب وبالشوارع الفخمة والمولات الجميلة، ولست من اولئك الذين ينبهرون بنظام بُني على ظلم وعلى عنصرية وعلى دماء شعبنا الفلسطيني ."
واكد "يجب ان نقول لابناءنا افتخروا بفلسطينيتكم ولا تخافوا من ان تقولوا بأنكم فلسطينيون فهذا هو تاريخنا وهذه هي هويتنا ولن نستسلم للاحباط واليأس والقنوط مهما تعاظمت المؤامرات والمشاريع المشبوهة ومهما اشتدت حدة المشاريع الاستيطانية التي تستهدف شعبنا الفلسطيني في مدينة القدس وفي غيرها من الاراضي الفلسطينية المحتلة."