نظّم برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان،مؤخرا ، عرضا لفيلم " كان في الخان" ، بالتعاون مع جمعية مركز غزة للثقافة والفنون ضمن مشروع" الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية والذي تنفذه مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون ( SDC ). ، بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والمسرحيين والسينمائيين و الأدباء والكتاب،بقاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية.
تخلل العرض نقاشا حواريا ممتدا حول تجربة الفيلم والتطلعات لما بعد الفيلم ،وقد أوصى الفنانون المشاركون، بأهمية تعزيز دور الثقافة والفنون وتوظيفها في سياق مجتمعي برؤية واضحة وإبراز صوت المجتمع بما تمثله الأشكال الفنية ذات العلاقة بمنظور ثقافي إبداعي يحمل دلالات فنية تمثل تحدياً لمعالجة القضايا الملحة لدى المواطنين وتعبيرهم عن رؤى ذات نماذج إبداعية ومشاركة من أفراد المجتمع بما يعكس تفكيرهم وتطلعاتهم في سياق فني تشاركي بين أفراد المجتمع العاملين في المجال الفني الإبداعي وتمثل قضايا فنية إبداعية وخلق حراك مجتمعي مستمر للتعرف على قضايا الناس والتعبير عنها من خلال أعمال فنية تعزز المسؤولية المجتمعية للأفراد والمجتمع .
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية مركز غزة للثقافة والفنون أشرف سحويل أهمية التعاون ما بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسة عبد المحسن القطان من أجل رفع مستوى الاهتمام بالقضايا المجتمعية من خلال العمل الفني ،مثمناً دور مؤسسة عبد المحسن القطان في ابراز وطرح قضايا تهم المجتمع تصب في جلها بالارتقاء بالعملية التربوية وإحداث التغيير عبر الانخراط في الفعل المجتمعي وتأثيراته على الطلاب والمعلمين
ومن جهته عبر الكاتب/ محمود عفانة عن ضرورة نقل تجربة الطلاب في كافة محافظات قطاع غزة باعتبارها تجربة رائدة تستحق التقدير بما تحمله من نجاح في توثيق قضايا تمس حياة المواطنين بما تحمله من تناقضات دون مواربة.
أما الفنان التشكيلي محمد الحاج فاعتبر أن :"عملية البناء التي تضمنها فيلم " كان في الخان " هو تراكم لانجازات الطلاب في سياق مجتمعي قابل للتطور والاستمرارية وأن الفيلم هو بمثابة "كواليس" يمكن البناء عليها بطريقة مهنية ليصبح فيلماً طويلا يبرز القضايا بشكل أعمق".
الناشط الشبابي أحمد الكحلوت أبدى إعجابه كون الطلاب المشاركين نجحوا في طرق جدران الخزان عبر توثيق القضايا المجتمعية الملحة في واقعهم ومن المهم أن يستمروا فيما بعد مع فئات طلابية أخرى بشكل موسع بعيداً عن الغرف الصفية.
وقدمت الباحثة بالمشروع عبير المدهون تقديما عن رؤية المشروع ومراحل انخراط الطلبة وصولا لفيلم "كان في الخان" كنتاج عملهم التراكمي عبر عام ونصف من البحث والاستقصاء والتجريب كفريق يسعى ، لاكتشاف ذواتهم والوعي بها، وإعادة إنتاج الواقع من منظورهم الخاص، دون إهمال وجهة نظر الآخر و ودعت للتركيز في رؤية أدوار الطلبة المغايرة ومساحات الحوار الذي تخللتها".
الشاعر/ رزق البياري قال :" أدهشني الجهد الكبير الذي بذله الطلاب وطاقم العمل أثمر عمل فني سياق فيلم " كان في الخان " ليعبر عن قضايا الناس وهمومها ذات العلاقة " بالرغم من اختلافه حول مضمون دلالة اسم الفيلم وعلاقته بالسياق.
هذا وقد أضاف الأستاذ كريم حسين منسق فريق عمل المشروع في برنامج البحث والتطوير التربوي برام الله أنه قد بُني السياق الفلمي على مفهوم أن الطلبة هم كتاب السيناريو، الباحثون، والكاميرا عين للبحث، من خلال الصورة نرصد دورهم في المشروع وبحثهم عن القضايا، من جهة، ومن جهة أخرى، تكشف الكاميرا القضايا المجتمعية في مدينة خان يونس.
وقد عمل الطلبة ميدانياً في مجموعات لتوثيق خمسة قضايا بعد تجربة طويلة شاركوا فيها الناس والمعلمين والنشطاء واجروا مقابلات مع الصيادين والمزارعين وصناع القرار وصولا لمشاركة بلدية خان يونس في نتاجاتهم المرحلية ومحاولة التبئير في تلك القضايا ، وكان تدخل المخرجان منتصر السبع وعبد الرحمن حسين في مرحلة معينة لمساعدة الطلبة على توثيق أفكارهم في سياق فيلم وأكد على أهمية تطوير المشروع في مواقع جديدة عبر نقاش دور الفن المجتمعي وأدوار الفنانين في التعبير عن القضايا بأشكال فنية متعددة .
الشاعر/ عبد الله نسمان دعا إلى أهمية تطوير التجربة باستهداف فئات تدريبية جديدة تعمل على مجاورة الفنانين مع الطلاب في مرحلة مبكرة من العمل لصقل مهاراتهم في التعبير بما يساهم في تطوير الأشكال الإبداعية الفنية المختلفة وخصوصاً السينما منها ".
وفي سياق النقاش اعتبر المخرج مصطفى النبيه أن:" مشاركة الفنانين العاملين في مجال السينما بشكل متأخر في سياق المشروع ساهم في عدم تطوير تكنيك الفيلم وغياب للسيناريو بشكل واضح وبات تأخر مشاركتهم عقبة أمام الارتقاء بالعمل الابداعي على حساب تقنيات وأدوات الابداع السينمائي و موضوع القضية المطروحة".
المخرج فتحى عمر قال أن:" التركيز على هدف المشروع ورؤية الطلاب بشكل ابداعي يساهم في تطوير العمل الفني وقدرات الطلاب المشاركين بشكل تربوي ويبرز ما قدموه للمجتمع من خلال عمل فني تفتقر له المدارس والعملية التربوية بشكل عام".
وبدوره رأى محمد اشبير أحد منسقي المشروع :" أن الهدف هو مشاركة الآخرين بجميع فئاتهم واختلافاتهم عبر جولة عروض في مناطق مختلفة من القطاع وبالتشبيك مع مؤسسات المجتمع لنشاركهم تجربتنا عبر الفن تلك البوابة الصغيرة المفتوحة على أفكارنا لكي نعيد صياغة التفاصيل العادية في حياتنا من خلال نظرة جديدة لنكتشف أدوارا جديدة.