أكتب لكم اليوم وقلبي يملأه الحزن لأخبركم عن انتهاء مهمتي كممثل لليابان لدى فلسطين. لقد كانت أربع سنوات رائعة في فلسطين بعد أن مارست حق العودة إليها. وقد حان الوقت للعودة إلى اليابان. ولكني سأترك قلبي ومشاعري هنا في فلسطين، حيث عملنا بعزم وتصميم على تعزيز العلاقات الفلسطينية- اليابانية على كل المستويات. كنت أرغب دائمًا بأن يتحقق السلام العادل خلال عملي هنا في فلسطين، لكن للأسف يبدو أن طريق السلام يحتاج الى زمن أطول للوصول إليه. سأصلي دائما من أجل السلام والاستقرار على هذه الأرض المقدسة.
خلال فترة عملي كسفير للشؤون الفلسطينية، عملنا على انجاح العديد من الزيارات الرسمية على أعلى مستوى حيث قام الرئيس محمود عباس بزيارة تاريخية إلى اليابان، وقام رئيس الوزراء شينزو آبي بزيارة فلسطين مرتين. وقمنا بتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في الشتات. وعملنا بجد مع جميع الشركاء من أجل النهوض بمبادرات "ممر السلام والازدهار" و"ممر السياحة" إلى مستويات أعلى من خلال توسيع منطقة أريحا الصناعية الزراعية (JAIP)، ومشروع إنشاء تغطية لحماية وعرض فسيفساء قاعة الحمام الكبير في قصر هشام الذي سيتم إنهاؤه قريبًا، وكذلك الى العديد من مشاريع البنية التحتية ومشاريع دعم المناطق المهمشة المصنفة "ج".
أما بالنسبة لقطاع غزة، فقلبي سيكون دائمًا هناك. لن أنسى أبدا الزيارات الميدانية للمستشفيات التي هي في أمس الحاجة إلى مساعدتنا، وزيارة جرحى غزة ذوي الأطراف المبتورة، وتنظيم دوري طوكيو السنوي الذي من خلالها استطعنا كسر الحصار ولم الشمل حيث لعب فريق من الضفة وفريق من غزة على ملعب رفح الذي تم بنائه بمنحة يابانية. إضافة الى ذلك، قمنا بتطوير مشاريع الطاقة الشمسية في مختلف مناطق القطاع، ومشاريع مياه الصرف الصحي في شمال وجنوب غزة، وزيارات لمخيمات اللاجئين وسكانها. كلي أمل أن تنتهي معاناة قطاع غزة في القريب العاجل.
رسالتي لكم أصدقائي وأحبتي هي الاستمرار في بناء فلسطين خطوة بخطوة، ويدا بِيَد، وألا تفقدوا الأمل أبدا مهما عصفت بِكُم أوقات اليأس. اسمحوا "للسلام" أن يُنير طريقكم المشرق. هذا ما فعلناه أثناء فترة نهوض اليابان. وآمل أن نرى دولة فلسطينية مُستقلة وحُرَّة في القريب العاجل.
كتب الشاعر الفلسطيني العظيم محمود درويش في أحد أشعاره: "كيف نشفى من حب تونس "وأنا أقول لنفسي: "كيف أشفى من حب فلسطين".
مع خالص حبي وتقديري سأظل دائمًا صديقًا وفياً لفلسطين.
تاكيشي أوكوبو