أطلقت الحكومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، خطة "العنقود الزراعي" الأول في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية ضمن خطوات الانفكاك عن إسرائيل.
وجاء إطلاق الخطة، في إطار تعزيز المنتجات الفلسطينية وإحلال الواردات وتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم في مواجهة الجدار والاستيطان الإسرائيليين في المدينة.
وشارك في إطلاق الخطة التي تبلغ قيمتها 23 مليون دولار، مختلف الوزارات في الحكومة الفلسطينية ومشاركة القطاع الخاص والأهلي وشركاء دوليين بحضور رسمي وشعبي ودبلوماسي .
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال حفل الإطلاق، إن "التنمية بالعناقيد التي استندت إليها استراتيجية الحكومة الرامية إلى الانفكاك التدريجي من العلاقة التي فرضها علينا واقع الاحتلال ونعزز منتوجنا الوطني من أجل أن لا نستورد من أي صنف نحن نتجه في بلدنا للاعتماد على أنفسنا".
وأضاف اشتية، أن "إطلاق الخطة يواجهها تحديات كبرى سواء كان واقع الاستيطان ومصادرة الأرض أو جعل اقتصادنا حبيس وتابع للاحتلال الإسرائيلي أو الأزمة المالية التي ألقت بها إسرائيل علينا وما نتج عن ذلك من بعض التعثرات هنا أو هناك".
وأشار، إلى أن "الخطة ترتكز على أربعة مرتكزات الأول زراعة مزدهرة وتعزيز الإنسان على أرضه ومصادر الطاقة التي نحتاجها بشكلها المتجدد وتشجيع الإبداع والتمكين، داعيا رجال الأعمال الفلسطينيين والمستثمرين إلى الاستثمار في الأراضي الحكومية في الضفة الغربية".
من جهته أكد وزير الزراعة الفلسطيني رياض العطاري لوكالة أنباء "شينخوا" على هامش حفل الإطلاق، "أهمية الخطة التي تستهدف 10 الآف دونم في قلقيلية المحاصرة بالجدار ويبلغ سكانها 108 الآف مواطن فلسطيني في 34 تجمعا منها 4 بدوية والتي من شأنها خدمة قطاع التنمية الزراعية لتعزيز صمودهم".
وقال العطاري، إن "الخطة ستكون ردا استراتيجي على مشروع الإحتلال الإسرائيلي الهادف إلى تفريغ الأرض وطرد سكانها وإحلال المستوطنين، لافتا إلى أن قلقيلية المحطة الأولى في قطار العناقيد والتنمية التي يستوطن فيها 52 ألف مستوطن إسرائيلي ويسجنها جدار الفصل العنصري بطول 52 كم".
واعتبر، أن "العناقيد توجه جديد في فلسطين، ضمن توجهات الحكومة الفلسطينية بهدف الاستغلال الأمثل للموارد والثروات الطبيعية واستصلاح الأراضي، وتعزيز الموارد المائية المتعلقة بالخطوط المائية من آبار وسدود".
وأوضح العطاري، أن "الخطة ستساهم في تعزيز القاعدة الإنتاجية لقطاع الزراعة بفلسطين وتساهم بشكل فعال في الأمن الغذائي، لافتا إلى أنها ستفتح المجال لفرص عمل كبيرة وتؤسس إلى زراعة تخرج من معناها التقليدي لتصبح نشاط مستدام ونوعي يستطيع أن يحقق الجودة والتميز في الأسواق المحلية والعالمية".
وأشار، إلى أن "الخطة ستنقلنا بشكل تدريجي بالاستغناء عن المنتجات الزراعية الإسرائيلية، لافتا إلى أن الجانب الفلسطيني يستورد سنويا من إسرائيل بـ 356 مليون دولار".
وتابع العطاري، أن الجانب الفلسطيني ليس "لديه احتياج كبير من السوق الإسرائيلي فيما يتعلق بالخضروات وإنما في الفواكه ولذلك الخطة استهدفت هذا النمط الإنتاجي حتى يتم الاستغناء عن السوق الإسرائيلي، مؤكدا أن أي منتج يحقق اكتفاء ذاتي للفلسطينيين سنمنع دخوله من أي سوق سواء كان إسرائيلي أو غير ذلك".
وسبق أن أعلنت الحكومة الفلسطينية مدن قلقيلية وطولكرم وجنين عناقيد زراعية باعتبارهم سلة الخضار والفواكه الفلسطينية، بينما نابلس والخليل عنقودين صناعيين، وبيت لحم عنقود سياحي، وأريحا والأغوار عنقود زراعي صناعي سياحي.