أصدر مركز معلومات وادي حلوة، تقريره الشهري عن شهر آب الماضي، رصد خلاله الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس.
وقال المركز إن الشهر الماضي شهد سابقة خطيرة في المسجد الأقصى المبارك، باقتحامه من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه في أول أيام عيد الأضحى، واستشهد طفل على عتبات الاقصى، كما لاحق وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الفعاليات في مدينة القدس بمنعها بحجة رعايتها من قبل السلطة الوطنية، فيما تواصلت حملات الاعتقالات وسياسة الهدم في شتى أنحاء المدينة.
شهيد ومواصلة احتجاز 4 شهداء في الثلاجات
في منتصف شهر آب الماضي استشهد الفتى نسيم مكافح أبو رومي (14 عاماً)، وأصيب محمد خضر الشيخ (16 عاماً)، من بلدة أبو ديس بعد إطلاق النار عليهما عند باب السلسلة –أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك-، بعد تنفيذهما عملية طعن لأحد أفراد الشرطة المتمركزين على الباب من الجهة الخارجية، كما أصيب خلال إطلاق النار العشوائي حارس المسجد الأقصى عمران الرجبي برصاصة في الفخد، وأظهرت تسجيلات شرطة الاحتلال حول العملية إطلاق عشرات الرصاصات باتجاه الطفلين وهما مطروحان أرضا دون حركة.
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 4 شهداء مقدسيين وهم: جثمان الشهيد مصباح أبو صبيح منذ شهر تشرين أول 2016، جثمان الشهيد فادي القنبر منذ شهر كانون ثاني 2017، شهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات منذ شهر أيار 2018، وجثمان الشهيد الطفل نسيم أبو رومي.
المسجد الأقصى المبارك
وقال المركز إن سلطات الاحتلال حولت باحات المسجد الأقصى إلى ساحة حرب في أول أيام عيد الأضحى (بتاريخ 11/8/2019)، بعد مهاجمة آلاف المصلين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية والضرب وملاحقتهم في باحات المسجد الأقصى وأروقته، لتأمين اقتحامات المستوطنين في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، بقرار من رئيس وزراء الاحتلال وقائد شرطة الاحتلال بالمدينة.
وأوضح أن قوات الاحتلال وكبار الضباط والمسؤولين في شرطة الاحتلال، اعتدوا على المصلين المرابطين عند باب المغاربة "عقب انتهاء صلاة وخطبة عيد الأضحى"، ليمتد الاعتداء إلى كافة المتواجدين في المسجد وإخراجهم بالقوة من كافة الأبواب، ومحاصرة المصلين داخل المصلى القبلي وإغلاق أبوابه بالسلاسل الحديدية، وتنفيذ اعتقالات في الساحات، واستمر الحال على ذلك منذ ساعات الصباح الأولى حتى ساعات بعد الظهيرة.
وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية أن ما جرى في الأقصى أول أيام عيد الأضحى هو كسر لقرار "الاستتيكو" الذي ينص على إغلاق الاقتحامات في الأعياد الإسلامية، وفي خرق آخر أيضا تغيير فترة الاقتحامات الصباحية والتي تتم عادة من الساعة 7:30 حتى 11، بينما بدأت يومها عند الساعة 10:55 صباحاً حتى الساعة 11:40، إضافة الى فترة الاقتحامات بعد صلاة الظهر.
وتمكن 1329 مستوطنا من اقتحام الأقصى في أول أيام العيد، وخصصت سلطات الاحتلال مسارا خاصا للمستوطنين للاقتحام، امتد من باب المغاربة حتى باب السلسلة "عدة أمتار فقط".
وأشارت عيادات المسجد الأقصى المبارك إلى إصابة حوالي 65 شخصاً في المسجد الأقصى، في أول أيام العيد، بينها "كسور وحروق"، وتم نقل 15 إصابة إلى مستشفى المقاصد، وإصابة واحدة إلى مستشفى هداسا عين كارم.
أما إجمالي عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال الشهر الماضي فقد بلغ 3576 من المستوطنين والطلبة اليهود، وفي تاريخ 15/8 قاد وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري ارئيل اقتحاما للأقصى برفقة عشرات المستوطنين.
وأغلقت قوات الاحتلال أبواب الأقصى، منذ ساعات عصر يوم 15/8 حتى بعد العشاء، وفي أول ساعتين منعت الدخول إليه، ثم أعادت فتح بعض الأبواب وسمحت لموظفي الأوقاف الإسلامية ولمن هم فوق ال50 عاما بالدخول إلى الأقصى.
فيما أدى المصلون "من تقل أعمارهم عن ال50 عاما من الرجال والنساء" صلاتي المغرب والعشاء على أبواب المسجد الأقصى، ورابطوا على أبواب الأقصى رغم قمعهم وملاحقتهم.
وبتاريخ 7/8/2019 اعتدى أفراد شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى، بالضرب المبرح على الحارس مهند إدريس وأصابوه بجروح برأسه خلال تواجده على رأس عمله، كما تم الاعتداء بالدفع على عدد آخر من الحراس.
ولم يسلم مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى من الاعتداءات، وقد تمثلت في شهر آب الماضي باقتحام المصلى وإخراج الفواصل الخشبية "التي تفصل صفوف النساء عن الرجال"، وخزانة الأحذية، ومصادرة "ساعة الكترونية" لمواقيت الصلاة، وإزالة يافطة "مصلى باب الرحمة" عن سطحه من الخارج، إضافة الى مصادرة وتمزيق يافطات تهنئة بعيد الأضحى.
وواصلت سلطات الاحتلال سياسة إبعاد الفلسطينيين عن المسجد الأقصى المبارك، حيث رصد المركز إصدار 21 قرار إبعاد عن الأقصى لشبان وفتية وإناث، وقرارا بإبعاد عن القدس القديمة، ومن بين المبعدين الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام أوقاف القدس.
الاعتقالات
رصد المركز 162 حالة اعتقال في مدينة القدس، منها "طفل أقل من 12 عاماً و33 قاصرا، و6 إناث.
وأوضح أن الاعتقالات تركزت في بلدة العيسوية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال من البلدة 87 مقدسيا، تلتها اعتقالات من ساحات وأبواب المسجد الأقصى، وبلدة سلوان، واضافة الى اعتقالات متفرقة من بقية البلدات والاحياء بالمدينة.
وتابع أن من بين المعتقلين – والذي لا يزال قيد الاعتقال والعلاج في المستشفى- الفتى محمد خضر الشيخ 16 عاماً.
واستدعت مخابرات الاحتلال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ الدكتور عكرمة صبري، ومدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، وتم التحقيق معهما عدة ساعات في مركز "المسكوبية" بالقدس الغربية.
قمع ومنع
صعدت سلطات الاحتلال من استهداف النشاطات والفعاليات في مدينة القدس، وأصدر وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان قرارات بمنع6 فعاليات بالمدينة .
ورصد المركز منع حفل تأبين الراحل المقدسي الدكتور صبحي غوشة باقتحام قاعة مركز يبوس في القدس، ومنع حفل تأبين للرياضي الراحل أحمد عديلة، باقتحام جمعية الشبان المسيحية في المدينة، ومنع إقامة دوري العائلات المقدسية في ملعب برج اللقلق بالقدس القديمة لمرتين الأولى منتصف آب والثانية اليوم الأخير من الشهر، ومنع تنظيم بطولة رياضية بمناسبة رأس السنة الهجرية وكان من المقرر أقامتها على ملعب بلدة العيسوية، ومنع ورشة عمل قانونية حول "إشكاليات البناء في مدينة القدس"، باقتحام قاعة في برج اللقلق".
هدم
واصلت سلطات الاحتلال هدم المنشآت السكنية والتجارية في مدينة القدس خلال آب الماضي، ورصد المركز هدم 8 منشآت في القدس، "2 منها هدم ذاتيا بأيدي أصحابها بقرار من بلدية الاحتلال.
وأوضح المركز أن الاحتلال هدم الشهر الماضي 6 منازل سكينة، 1 بركس، 1 سور.
العيسوية
واستمرت حملة "الاعتداءات والعقاب الجماعي" في بلدة العيسوية، والتي بدأت في شهر حزيران الماضي، وأوضح المركز أن سلطات الاحتلال بمؤسساتها المختلفة واصلت الاعتداء على سكان بلدة العيسوية، حيث الاقتحامات اليومية والتواجد على مدار الساعة في أحياء وشوارع البلدة، ونصب كمائن على مداخل البلدة وداخل الشوارع، واقتحام المنازل السكنية وتفتيشها وتفجير أبوابها، حيث فجرت قوات الاحتلال الخاصة باب منزل واعتقلت طفلا بينما كان يتواجد فيه مع أشقائه الأطفال.
كما واصلت سلطات الاحتلال مضايقة تجار البلدة، باقتحام المحلات التجارية والتمركز على أبوابها وفرض الضرائب المختلفة، كما واصلت طواقم بلدية الاحتلال إصدار أوامر الهدم وإيقاف البناء في البلدة.