لا يعلم قرابة ملياري مسلم و400 عربي، ان "نتنياهو" في مدينة خليل الرحمن، وانه دنس الحرم الابراهيمي المكان المقدس للمسلمين، وان الخليل حالها كحال القدس المحتلة، وبقية مدن الضفة الغربية من تهويد وتدنيس وتحت احتلال، ولكنهم لا يعلمون، وان علموا لا يتحركون او يغضبون.
مع اقتراب الانتخابات في دولة الاحتلال، يبذل "نتنياهو" جهودا كبيرة من اجل زيادة نسبة اصواته بين المستوطنين والمتدينين، ولذلك يقوم بزيارة الخليل، ومتوقع ان يتخذ قرارات مفاجئة وصادمة للفلسطينيين كونهم الحلقة الاضعف وخاصة الضفة الغربية، في ظل اتفاقية"اوسلو" التي تكبل الطرف الضعيف.
قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي الانساني ومنظمة "اليونسكو" كلها تؤكد على الهوية العربية الإسلامية للاماكن المقدسة في الخليل والقدس، وزيف كل ادعاءات الاحتلال و"نتنياهو" بالأحقية التاريخية فيها؛ وهذا يجب استثماره وعدم نسيانه أو إهماله كما جرى بخصوص قرار محكمة العدل الدولية في "لاهاي".
الاستخدام الأمثل للطاقات الفلسطينية ولأدوات المجتمع الدولي في نصرة الحق والقضية الفلسطينية والقضايا العربية والإنسانية الأخرى لا يستخدم بشكل صحيح، كون زيارة مثل هذه من المنطق ان تسير مظاهرات غاضبة على مستوى العالم، ولكن وكأن شيئا لا يحدث ولا نكاد نسمع لهم ركزا أو همسا.
منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" سبق وانكرت حق اليهود، وينفي أي علاقة لهم بالمقدسات في مدينة القدس والخليل وبقية مناطق الضفة، فيبقى المجتمع الدولي وأدواته المختلفة؛ هي أدوات مساعدة لا غنى عنها.
في زيارته "نتنياهو" للخليل، يعلم ان المجتمع الدولي، وعالم اليوم؛ لا يحترم ولا يقيم وزناً إلا للقوي، والقوي يفرض أجندته ورؤيته للواقع بحسب ما يراه؛ ولذلك يزور الخليل ويصرح ويتخذ ما يشاء من قرارات دون حراك فلسطيني او عربي.
لا يعني بان المجتمع ألدولي وأدواته لن تقوم بتحرير فلسطين؛ وان "نتنياهو " يستخف بها، بان نترك هذه الأدوات؛ فهي قبل يومين منعت زيارة "اولمرت" مجرم الحرب العدوانية على غزة بزيارته لسويسرا، بل يجب تطوير الأداء وتحسينه عبر استخدام هذه الأدوات بالطريقة الأمثل؛ كونها تفضح الاحتلال وتكشف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وكل ما يبرز القضية الفلسطينية ومظلوميتها؛ مطلوب على طول الوقت؛ كونه لن يضر في شيء؛ بل سيفيد القضية والشعب حتى وان تأخر.
حال النسيان مصاحب للفلسطينيين دون اخذ العبر الغزيرة من الاحداث، فحال فتوى محكمة العدل الدولية في "لاهاي"؛ بتاريخ 9/7/2004، التي قضت بإزالة الجدار وتعويض المزارعين الفلسطينيين، وهذه الفتوى صارت أثرا بعد عين، والكل نسيها؛ لعدم المتابعة والبناء عليها.
مزاعم "نتنياهو" باحقية اليهود والاستيطان بالخليل، باطلة وكاذبة؛ بحسب كل القوانين الدولية، لكن الأهم والأكثر اهتماما هو حماية التراث والهوية الثقافية للمعالم التاريخية الفلسطينية وعودتها إلى الحضن العربي والإسلامي والفلسطيني، وهذا يحصل بهمة الفلسطينيين وبخطط وبرامج، والتي هي للاسف بالكاد ترى بالعين المجردة.
بقلم/ د. خالد معالي