ان اقتحام نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيونى الى الحرم الإبراهيمي فى هذا التوقيت، يعتبر انتهاك للقانون الدولى ويشكل جريمة ضد الانسانية، واعتداء فاضح على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وانه يعتبر من صميم دعايته الانتخابية، لكى يتمكن من إرضاء المستوطنين، ويكسب دعمهم وتأيدهم له ولحزبه، وهذا يعتبر من أخطر الجرائم التى ترتكب فى الدعايات الانتخابية فى العالم اجمع، عندما يستخدم فيها الدين والأماكن المقدسة "الإسلامية والمسيحية"، كوسيلة غير قانونية للوصول إلى أهدافه السياسية، وبهذا يكون رئيس الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو قد اعلن الحرب الدينية فى مواجهة الشعب الفلسطينى،والأمة العربية والاسلامية، وعليه فان اقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء يوم الأربعاء للحرم الإبراهيمي الشريف، في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال الصهيونى في البلدة القديمة بالخليل ، يشكل انتهاكآ خطير للقانون الدولى والى الاتفاقيات التى أبرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية ويعتبر جريمة ضد الانسانية، وإعلانا صريحا وواضحا لرعايته ودعم مخططات المستوطنين ، وجرائمهم بحق ابناء شعبنا الفلسطينى ،حيث قال نتنياهو، في كلمة له إلى المستوطنين "نحن لسنا غرباء في مدينة الخليل وسنبقى فيها إلى الأبد ، واضاف قائلآ انا فخور بأن حكومتي كانت أول من وضعت برنامج الحي اليهودي في المدينة، لبناء عشرات الوحدات السكنية الجديدة".
وقد رافق نتنياهو في الاقتحام، قادة المستوطنين وأعضاء كنيست، فيما صدحت وعلت التكبيرات في كافة أرجاء الخليل القديمة عبر مكبرات الصوت والمساجد، تنديدا بهذا الاقتحام الاجرامى والاستفزازى لأبناء الشعب الفلسطينى بالخليل، وقد سبق اقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي، اقتحام رئيس دولة الاحتلال الصهيونى رؤوبين ريفلين للحرم في ظل إجراءات عسكرية مشددة.
وكانت قوات الاحتلال الصهيونى، أغلقت منذ ساعات الصباح، المحالات التجارية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وأخلت كافة المدارس فيها، تمهيدا لاقتحام نتنياهو وريفلين الحرم الإبراهيمي.
كما منع جنود الاحتلال الصهيونى، الطواقم الصحفية من تغطية اقتحام الحرم الإبراهيمي، وأعاقوا عملها.
واندلعت مواجهات بين بعض الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيونى في الخليل، رفضا لاقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي، وخطورة هذه الجريمة التي تأتي قبيل الانتخابات الصهيونية المقررة يوم 17 سبتمبر الجاري.
إن اقتحام تنياهو ورئيس دولة الاحتلال الصهيونى رؤوبين ريفلين لمدينة الخليل يشكل تصعيدا واستفزازا خطيرآ لمشاعر العرب والمسلمين، ويأتي هذا في سياق استمرار الاعتداءات، على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المحتلة، أو مدينة خليل الرحمن.
ان هذه الانتهاكات والجرائم التى تقترف بحق المقدسات، ستؤدى الى تداعيات خطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتنياهو، لكسب أصوات اليمين المتطرف الصهيونى، وتنفيذآ لمخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف".
وعليه فأن رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى يتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية، لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها".
وأننا نطالب القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس ابومازن، بضرورة دعوة المجتمع الدولي إلى التدخل وتحمل المسؤولية الدولية والإنسانية والاخلاقية عن تلك الاعتداءات ، خاصة منظمة "اليونسكو"، ووضع حد للانتهاكات وجرائم الاحتلال الصهيونى فى مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات اللازمة لمنعها ، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي الذى لايجوز للاحتلال الصهيونى ارتكاب، او عمل اى مخالفات فى الأماكن المقدسة.
بقلم/ د.عبدالكريم شبير