استباقا لإعلان الادارة الامريكية "رسميا" عن رؤيتها لحل الصراع في المنطقة بما يعرف بــ "صفقة القرن الأمريكية"، وقبيل الاجتماعات المقبلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي راهنت القيادة الفلسطينية عليها في السنوات الماضية، وأمام المحاولات الفلسطينية في الحراك السياسي الدولي بهدف تحقيق الإعتراف بحق قيام الدولة الفلسطينية وبل التحول من عضو مؤقت الى عضو دائم في الأمم المتحدة اسوة بكل دول العالم، يقتحم نتنياهو الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، برفقة عدد من الوزراء في حكومتة الاحتلالية، ، وذلك عقب اقتحام الرئيس الإسرائيلي، رؤوفن ريفلين، في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالخليل، وحالة من التأهب بين الفلسطينيين" , ويعلن ان الإسرائيليين سوف يبقون في المدينة في الضفة الغربية الى الابد، و كان الرد الفلسطيني ومن الرئاسة الفلسطينية " ستبقى المقدسات فلسطينية عربية للأبد ".
ان الزيارة الاستعمارية الاستيطانية لنتنياهو تأتي لتأكيد حضوره ودوره في مواجهة الفلسطينيين، للمنافسة على رئاسة الحكومة القادمة، في إطار الدعاية الانتخابية لحزب الليكود، وتستهدف الاستحواذ على أصوات المستوطنين في الخليل، خصوصا أن أصواتهم وكما أصوات المتدينين اليهود هم الأكثف حضورا في الانتخابات الاسرائيلية "كسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي" حيث من المقرر اجراء تلك الانتخابات منتصف هذا الشهر.
يدرك نتنياهو أن خطوته الاجرامية هذه قد تشعل فتيل التوتر الذي بلغ أقصى مدى له، وهو يؤكد هنا على البعد الديني والتاريخي في قضية الصراع الممتد، وهنا نجد أن الموقف الفلسطيني قد ترجم ذلك بالقول "نحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها".
بعيدا عن الانتخابات والحسابات الاسرائيلية الداخلية فإن ما قام به نتنياهو يأتي تنفيذا لمخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف، أي استكمالا لسياسات الاسرائيلية.
ويبدو واضحا الان أن الإدارة الأمريكية التي تتماهى تماما مع السياسة الاستيطانية الاسرائيلية، قد أعطت الضوء الأخضر للتصرف كيفما يشاء، وهي اعتقدت فيما يسبقث ما تتحدث عنه من قرب الاعلان الرسمي عن "صفقة القرن" أن اليد الفلسطينية التي ترسم علامة "لا" لسياسة الاملاءات الاسرائيلية والامريكية؛ يجب أن تكسر، وبالتالي فإن الخليل كما القدس تواجه انحيازا امريكيا عدائيا للاحتلال وتزييفا للتاريخ والانقلاب على القوانين الدولية، وتبقى اللاءات الفلسطينية حاضرة حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
بقلم/ د.مازن صافي