كلنا اطلع اليوم من خلال وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية على قرارت مجلس الوزراء الفلسطيني الخاصة بجلسته ليوم الاثنين 09 سبتمبر 2019 والتي كان أحد بنودها يقضي بوقف استيراد العجول من طرف الاحتلال والتوجه إلى السوق في الدول العربية الشقيقة. كلام جميل وقرار وطني بامتياز يساهم في عملية الانفكاك من المحتل وانهاء جزء من حالة التبعية الاقتصادية مع الاحتلال التي انهكتنا ماليا وسياسيا . لكننا وللأسف تفاجئنا بعد ساعات من صدور القرار برفضه من طرف وزارة زراعة غزة وجاء ذلك على لسان ابراهيم البسيوني الناطق باسم الوزارة في غزة حيث قال في تصريح نشرته وكالة دنيا الوطن للأنباء انه من الصعب تنفيذ هذا القرار في غزة لتميز العجول المستوردة من طرف الاحتلال بجودة عالية وان القرار يمكن تطبيقه في الضفة المحتلة بشكل أسهل من غزة ، أنه فعلا عذر أقبح من ذنب انه استحمار لكل معاني الوطنية التي يحارب من أجلها كل أحرار العالم انه الخلط بين الوطني واللاوطني صديقنا المبجل في زراعة غزة يخشى أن لاتعجبه العجول العربية يخشى على قيادته أن تجوع اذا لم تعمر موائد سمرهم وترفهم بالعجل الإسرائيلي ، أي عقل تريدونه أن يؤمن بعد هذا بأنه يمكن أن تستئمنوا على مشروع وطن وعلى أرواح ودماء شبابه وبناته وشيوخه، القائد الذي لايستطيع أن يكبح جماح شهواته في الأكل والشرب فلا أعتقد أنه بامكانه يستطيع أن يكبح جماح شهواته في ما هو أكبر من ذلك كالمنصب والجاه والمال ، أي وطن يمكن أن تشرق عليه شمس الحرية ومن يتشدق بالثورة فيه يتمسكون بالمحتل حتى في اكلهم أننا فعلا امسينا أمام كارثة وطنية تتجلى حقائقها كل يوم وتزداد وضوحا خاصة كلما كانت قرارات القيادة أكثر تشددا تجاه المحتل ، فما المانع لو صامت قيادات غزة وكل الشعب الفلسطيني عن أكل لحم العجول الإسرائيلية
لفترة من الزمن مقابل نجاح القرار لا أعتقد أن في ذلك مشكلة صحية أو مالية ، ولكن للأسف التضحية من أجل ماهو وطني لازال بعيدا وغير ناضجا أمام هذه المواقف التي نحياها في غزة خاصة والوطن عامة.
أذكر في ما أذكر أن الثورة الجزائرية في أحد فتراتها قررت منع شراء الدخان من المحتل الفرنسي وقررت من يتم ضبطه يخالف القرار يقطع أنفه، نعم نفذ العقاب ونجح القرار ونجحت الثورة وتحرر الشعب وأعلن استقلاله، يجب أن يفهم المتبجحون بالثورة إعلاميا فقط أن ثورات الشعوب لكي تنتصر تحتاج إلى مصداقية وإلى إرادة صلبة تنتصر على شهوات النفس وصولا إلى الانتصار في المعركة ضد المحتل وإعلان الحرية والاستقلال.
فادي شحادة