نظمت حركة الجهاد الإسلامي، مساء الثلاثاء، مسيرة حاشدة بعنوان "لن نترك أسرانا وحدهم"، وذلك دعما وإسنادا للأسرى المضربين عن الطعام، وفي مقدمتهم الأسير القائد طارق قعدان المضرب عن الطعام منذ 42 يوما، والأسير سلطان خلوف، المضرب منذ 56 يوما احتجاجا على استمرار اعتقالهما إداريا من دون تهمة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن "المسيرة جاءت أيضا وفاءً للشهيد الأسير بسام السايح، ودعما للمقاومة ورجالها."
وانطلقت المسيرة من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، بعد صلاة مغرب اليوم، وعقب اداء صلاة الغائب على روح الشهيد بسام السايح، الذي قضى نحبه في سجون الاحتلال أمس الأول بعد صراع مرير مع المرض بسبب الإهمال الطبي المتعمد.
وتوجهت المسيرة التي شارك فيها الآلاف من كوادر وقيادات وعناصر ومناصري حركة الجهاد الإسلامي، نحو برج شوا وحصري في شارع الوحدة، حيث رفع المشاركون صورا للأسرى المضربين عن الطعام، ورددوا هتافات مساندة وداعمة لهم.
وألقى الدكتور جميل عليان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، كلمة خلال المسيرة، أكد فيها على ضرورة الوقوف إلى جانب الأسرى ومساندتهم، وتحدث عن جملة من القضايا المحلية والإقليمية.
وقال عليان: الأسرى هم متن التاريخ وأصله، هم الذين قضوا شهداء وهم يحاربون الجلاد من نقطة صفر".
وأضاف: استقبلنا الأسير بسام السايح شهيدا، ولن نقبل بأن نستقبل أسرانا شهداء أو معاقين، ولن نتركهم خلف القضبان، هناك مقاومة تحمي شعبها، وتحمي أسراها الأبطال". مؤكدا إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الطريق والوقوف في وجه الظالم.
وتابع عليان بالقول: الأسرى كانوا دوما عنوان الانتصار منذ أن بدأوا معركة الأمعاء الخاوية التي سنّها الشيخ خضر عدنان، وحققوا الانتصارات..معركة الأسرى طويلة، لكنها أكثر المعارك شرفا، ونحن سنبذل كل الوقت والجهد من أجل تحريرهم".
ويخوض عدد من الأسرى الفلسطينيين إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ فترات متفاوتة،رفضا لسياسة الاعتقال الإداري.
ومن بين الأسرى المضربين الأسير القائد طارق قعدان، والأسير سلطان خلوف.
ويخوض الأسير طارق قعدان، من بلدة عرابة قضاء جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 42 يوما ،احتجاجا على تجديد الاعتقال الإداري له بعد انقضاء مدة حكم سابقة.
وتستهدف سلطات الاحتلال القيادي قعدان بالاعتقال منذ العام 1989 بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث تجاوزت مجموع اعتقالاته 11 عاما معظمها اعتقالات إدارية.
ولليوم السادس والخمسين على التوالي، يواصل الأسير سلطان أحمد خلف، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، من بلدة برقين قضاء جنين، إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال احتجاجا على تمديد اعتقاله الإداري.
واعتقلت سلطات الاحتلال الأسير خلف في الثامن من تموز الماضي، ويعاني من أزمة صدرية وضيق في التنفس، وهو متزوج ومن مواليد العام 1981.
من جهة ثانية، تطرق القيادي في الجهاد جميل عليان، إلى إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء اليوم، عن نيته ضم غور الأردن وشمال الضفة الغربية إلى السيادة الصهيونية، مشيرا إلى أن هذا لا ينفك عن سياسات المنطقة.
وقال: منذ اتفاق أوسلو ونحن نُذبح، وآن الأوان لنصرخ في وجه الجميع أننا في حِلّ من هذا الاتفاق المشئوم الذي ذقنا الويلات بسببه، ولا زلنا نعاني إلى هذا الوقت الذي خرج لنا فيه ترامب بصفقة القرن، ليقضي على ما تبقى من فلسطين" داعيا السلطة الفلسطينية إلى نبذ اتفاق أوسلو وإطلاق يد المقاومة في الضفة، ومبينا أن المقاومة هناك قادرة على إنهاء وجود الاحتلال والمستوطنات خلال عام، إذا وجدت حرية في التحرك والعمل.
وطالب عليان بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة أن فلسطين لنا من بحرها إلى نهرها، ولا حق للكيان الصهيوني على أي بقعة منها.
وأشار إلى أن قوى المقاومة التي تنهض في المنطقة هي من يحدد قواعد الاشتباك.
وتحدث عليان عن التفجيرات التي وقعت في غزة مؤخرا واستهدفت رجال الأمن، حيث أكد رفض الكل الفلسطيني للعبث بأمن القطاع، وأن غزة قادرة على دحر المؤامرات التي تحاك ضدها.
وشدد القيادي عليان على ضرورة استمرار مسيرات العودة مهما كلف ذلك من ثمن.
وقال: حان الوقت لبدء مرحلة جديدة في مسيرات العودة، لتصبح أكثر ضغطا على المشروع الصهيوني، المسيرات ستتواصل، لأنها جزء مكمل للعمل العسكري وللجهاد السياسي".
وجدد عليان انتقاد حركة الجهاد الإسلامي لتطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، موضحا أن أمريكا وإسرائيل لم يعد بمقدورهما حماية أي نظام عربي، لأنهما تبحثان فقط عن مصالحهما الشخصية.
وبيّن أن دولة الاحتلال تعيش حالة من التخبط، يدلل عليها ما تقوم به من ضربات في كل مكان، كالعراق وسوريا ولبنان.