المطران حنا: لست تابعا لاية جهة سياسية ولن اكون ولست في جيب احد

 قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس "إننا لسنا من اولئك الذين يتأثرون بالتحريض والاساءات والتطاول والتي نتعرض لها في بعض الاحيان من قبل اشخاص او جهات نعرف جيدا ما هي اجندتهم ومن هي الجهات التي تقف خلفهم ."

وجاءت كلمات المطران هذه لدى لقائه ، يوم الثلاثاء، وفدا من ابناء الكنيسة الارثوذكسية في القدس . مضيفا "ففي الاونة الاخيرة تلقيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل تحتوي على كلمات بذيئة وتحريض واساءة من قبل اشخاص يدعون انتماءهم للمسيحية وهم لا يتفقون معنا حول ما نطرحه من افكار ومواقف تتعلق بالشأن الوطني ."

وأضاف "اخر الاساءات كانت من شخص وصفني بأنه من الافضل ان اذهب لكي اصبح شيخا او ان اكون عضوا في حزب سياسي او ان استلم منصبا سياسيا مدعيا بأنني اتدخل في الشؤون السياسية .

لا بد من التوضيح اولا بأن هذه الاصوات النشاز التي نسمعها من بعض المسيحيين في هذه الديار لا تمثل الا شريحة بسيطة فقدت البصر والبصيرة ولربما هؤلاء تعرضوا لغسيل دماغ او هم متأثرون بالدماغوغية الصهيونية العنصرية الحاقدة التي تستهدفنا كفلسطينيين وتستهدف المسيحيين والمسلمين معا ."

وقال المطران " لست من اولئك الذين يردون الاساءة بالاساءة والتحريض بالتحريض فهؤلاء المسيئين وان كنا نتحفظ على مواقفهم ونرفضها جملة وتفصيلا الا اننا نعتبرهم ابناءنا وان كانوا يعيشون في ضلال ولذلك فإننا نسأل الله بأن ينير عقولهم وقلوبهم لكي يعودوا الى الطريق المستقيم ولكي يكتشفوا ايضا بأن المسيحية ليست شعارات وليست تعصبا وتقوقعا  وانعزالا عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية .

المسيحية الحقة التي نؤمن بها انما تحثنا دوما على ان نكون منحازين لكل انسان مظلوم ومعذب ايا كان دينه وايا كان معتقده او انتماءه العرقي ."

وتابع " المسيحية تعلمنا ان نتحلى بالجرأة والا نخاف من الحكام والجبابرة المتسلطين فالحاكم المخطىء يجب ان نقول له انك مخطىء والا نصبح شركاء في الجريمة المرتكبه منه، ونحن في فلسطين الارض المقدسة عندنا احتلال يمارس ظلمه وقمعه واستهدافه لشعبنا الفلسطيني ونحن كمسيحيين فلسطينيين لا يمكننا ان نكون صامتين متفرجين امام هذا الظلم التاريخي الممارس بحق شعبنا الفلسطيني والذي لا يستثني احدا على الاطلاق ."

واستدرك المطران " من قال ان القضية الفلسطينية هي شأن سياسي فحسب فلا يجوز اختزال القضية الفلسطينية على انها قضية سياسية فقط بل هنالك ابعاد اخلاقية انسانية روحية لهذه القضية .

والى من قال لي اذهب لكي تصبح شيخا ولكي تكون عضوا في حزب سياسي اقول بأنني اسقف ارثوذكسي يفتخر بانتماءه الفلسطيني فهكذا كنت وهكذا سأبقى حتى الرمق الاخير من حياتي ، افتخر بأرثوذكسيتي كما وافتخر بفلسطينيتي فأنا ابن هذه الارض المقدسة التي اعشق كل حبة تراب من ثراها .

اقول لهؤلاء المحرضين والمسيئين بأنكم عندما تدافعون عن فلسطين انتم تدافعون عن انفسكم وعن تاريخكم وعن تراثكم ولكن يبدو انكم لم تقرأوا التاريخ جيدا ."

وأضاف "اقول لهؤلاء المسيئين بأن دفاعنا عن فلسطين هو دفاع عن المسيحية في مهدها ودفاع عن اقدس بقعة في هذا العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته للبشر .

اما اولئك الذين ارتموا في الاحضان الاحتلالية الصهيونية فهم تخلوا عن مسيحيتهم وخانوا انجيلهم حتى وان ادعو انهم مسيحيين وابناء للانجيل المقدس.

افتخر بأنني خادم واسقف في اقدم واعرق كنيسة في هذا العالم والتي لها حضور لم ينقطع لاكثر من الفي عام ووجود بعض الاصوات النشاز في الاوساط المسيحية في بلادنا لن يؤثر علينا اطلاقا لا بل سيزيدنا هذا يقينا وثباتا وتمسكا بموافقا المبدئية التي لا تراجع عنها ."

وقال المطران "ادعو المسيحيين في بلادي ان يتمسكوا بالقيم المسيحية الحقة والا ينحرفوا باتجاهات تتناقض وقيمنا المسيحية المستندة على تعاليم الانجيل المقدس ، ادعو مسيحيي بلادي بألا تنحرف بوصلتهم فوجود المنظومة الداعشية في منطقتنا لا يجوز ان يؤدي بنا الى اختيار خيارات غير صحيحة فمكاننا الصحيح هو الانتماء المسيحي النقي والانتماء الفلسطيني الحقيقي، ولاولئك المسيئين اقول بأنني سأبقى اسقفا ارثوذكسيا ولن اكون سياسيا كما يظن البعض فأنا خادم للكنيسة وسأبقى وانطلاقا من رسالتي الكنسية والرعوية سأبقى ادافع عن شعبي الفلسطيني شاء من شاء وابى من ابى .

لست تابعا لاية جهة سياسية ولن اكون ولست في جيب احد ."

 

 

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -