لم يكن رفيقنا الخالد بشير البرغوتي قائدا عاديا.. ليس بوصفه ملاكا، ولا لأنه منزها عن الخطأ.. وانما لامتيازه بشخصية صقلها فكر ثوري صادق، وبفهم وقدرة على التحليل العلمي المستند للفكر الماركسي اللينيني لمختلف التطورات والاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
ولأنه قائد تحلى بقيم واخلاق نبيلة صادقة امتازت بالوفاء والاخلاص والتواضع، وحب الاخرين، والابتعاد عن الكره والغيرة، ومحاربة اي شكل من اشكال التكتل او الدسائس داخل الحزب او خارجه، وعندما كان يختلف مع الاخرين لم يناصبهم العداء او الحقد . بل كان مستمعا جيدا حتى لمن يختلف معهم مهما كان هذا الاختلاف .
ولان توجهاته احتكمت لمصلحة الوطن والحزب، فكان كبيرا بأقواله وافعاله ومواقفه.. تلك المواقف التي احبه واحترمه الاخرين من خلالها.. فاصبح رمزا وقائدا وطنيا قبل ان يكون رمزا وقائدا حزبيا، واصبحت تحليلاته السياسية الدورية التي امتازت بالواقعية الثورية والتحليل العلمي، منارة وهاديا لكل الوطنيين الفلسطينيين وغيرهم من خارج حدود الوطن .
الرفيق بشير.. لم يفقد في يوم من الايام البوصلة، لا على المستوى الوطني، ولا على المستوى الحزبي، وان كان للظروف الموضوعية احيانا تأثيراتها، كما للذاتية.. فحزبنا ومسيرة الشيوعيين الفلسطينيين لم تتفاعل في فضاء معزول، بل حياة كانت تتأثر وتؤثر في محيطها.. لكنه يمكن القول، بان رفيقنا بشير ومعه قيادة الحزب التاريخية، استطاعت وسط حقول الالغام ان تعبر بالحزب الى مرفأ الامان، وان تحافظ عليه حزبا يساريا تقدميا ثوريا امتدادا لمسيرة الشيوعيين الخالدة .
اننا بحاجة اليوم لان ننهل من هذا الارث والتراث المشرق الذي ابقاه لنا رفيقنا الراحل، وكل قادة حزبنا الاوائل.. ارث تعنون بالحرص على مسيرة الحزب وتقويم اي خلل قد اصابه عبر مسيرته الطويلة.. ارث تعنون بالحرص الجماعي المشترك على هيبة الحزب ومكانته، والتضحية بأغلى ما نملك دفاعا عنه وعن الوطن.. ارث تميز بنكران الذات لأجل المجموع.. والحرص على مكانة كل عضو بالحزب وكانه المجموع .
اجل انها منارة القيم الخالدة لحزب خالد.. وذكرى خالدة لرفيق احببناه وخالد في عقولنا وقلوبنا، وسيبقى دوما عنوان لنا ولكل الاحرار، نستمد منه القوة والثبات والحفاظ على بوصلتنا بالاتجاه الصحيح مهما عظمت المصاعب الخارجية والداخلية .
دمت حيا ودمت ميتا رفيقنا القائد الخالد/ بشير البرغوتي
بقلم/ نافذ غنيم