دشن وزير التربية والتعليم الفلسطيني د. مروان عورتاني، ومحافظ قلقيلية اللواء رافع رواجبة ، اليوم الأربعاء، عدة مشاريع تعليمية جديدة في المحافظة ؛ تندرج في إطار الحرص الذي توليه وزارة التربية لتحسين البنية التحتية، ودعم قطاع التعليم في كافة محافظات الوطن، وبما يتقاطع وخطط الحكومة، واهتمامها بالقطاعات الاستراتيجية التنموية.
وشملت المشاريع؛ وضع حجر الأساس لمدرسة أساسية جديدة للبنات في بلدة حبلة؛ بتمويل من صندوق النقد العربي، وإدارة البنك الإسلامي للتنمية، حيث إن المدرسة من الصفوف الأول حتى الرابع تتألف من أربعة طوابق و12 غرفة صفية وقاعدة متعددة الأغراض وروضة تشتمل على صف تمهيدي وساحات وملاعب، بتمويل من الصندوق؛ بلغ حوالي مليون ومئة ألف دولار، بالإضافة إلى افتتاح أعمال صيانة شاملة في مدرسة حبلة الأساسية للذكور، والتي تشمل الصفوف من الأول حتى الرابع، وتتكون من ثلاثة طوابق وتضم 12 غرفة صفية ومرافقها وخدماتها، بقيمة بلغت 270 ألف دولار؛ بتمويل من برنامج سلة التمويل المشترك ( JFA)، والتي تضم دول ( النرويج، وإيرلندا، وألمانيا، وفنلندا).
وتضمنت المشاريع افتتاح أعمال صيانة شاملة في مدرسة ذكور السعدية الثانوية؛ شملت الصفوف من العاشر حتى الثاني عشر، وهي مكونة من مبنيين، بتكلفة بلغت 280 ألف دولار بتمويل من ( JFA).
أما المشروع الأخير، فهو افتتاح أعمال صيانة شاملة في مدرسة عزبة الطبيب الأساسية المختلطة، الواقعة في المنطقة المسماة (ج)، حيث تم إضافة طابق جديد يحتوي على 5 غرف صفية ومرفقاتها ومختبرات، وكذلك صيانة وتأهيل الطابق الأول والذي يشمل 4 غرف صفية ومرافق، بالإضافة إلى تأهيل روضة الأطفال التابعة لها، حيث تتكون المدرسة من الصفوف الأول حتى التاسع، بتمويل بلغ حوالي 255 ألف دولار بتمويل من ( JFA).
وشارك في هذه الفعاليات، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والإسلامية د. ناصر قطامي، وممثلة النرويج لدى فلسطين هيلدا هارالستاد، بحضور الوكيل المساعد لشؤون الأبنية واللوازم م. فواز مجاهد، وعدد من المديرين العامين، ومدير التربية في المحافظة، وحشد من الأسرة التربوية وممثلي الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات والأهالي والطلبة.
وفي هذا السياق، أكد عورتاني أن تدشين هذه المشاريع في محافظة قلقيلية اليوم يحمل مغزى خاصاً؛ كونه يتناغم وتوجهات الحكومة وتركيزها على هذه المحافظة التي شكلت وما تزال أنموذجاً ملهماً للتعليم المقاوم.
وأردف قائلاً: "طلبتنا الأحبة هم في قلب الأمر لذا نجتمع اليوم من أجلهم والتأكيد على ممارسة حقهم المقدس في التعليم"، مؤكداً التزام الوزارة بتهيئة بيئة تربوية كريمة على الرغم من شح الموارد والضغوط الراهنة.
وأشاد الوزير بدعم الرئيس ورئيس الحكومة للتعليم عبر توفير كافة المقومات؛ لديمومة المسيرة التعليمية، خاصة مع بداية العام الدراسي، معبراً عن شكره لكافة الشركاء والداعمين والأسرة التربوية على الجهود المبذولة في سبيل الرقي بهذا القطاع الحيوي.
وجدد عورتاني تأكيده على أن التعليم سلاحنا للبقاء، وتعزيز صمودنا وبناء فلسطين التي يستحقها أطفالنا، ومجابهة مخططات الاحتلال في كافة المناطق لا سيما في القدس التي تجابه كل يوم ممارسات مجحفة بحق عديد القطاعات وعلى رأسها التعليم.
بدوره، نقل المحافظ تحيات الرئيس محمود عباس للحضور، شاكراً لوزارة التربية وكوادرها جهودهم في الدفع بعجلة التعليم إلى الأمام، مؤكداً أن الرقي في التعليم يحتاج لتضافر الجهود وتوفير بيئة آمنة للتعليم يكون لها الأثر الكبير والمحفز للإبداع، كما شكر الصناديق العربية ممثلة بالوزير قطامي الذي يولي محافظة قلقيلية أهمية كبيرة؛ نظراً لما تعانيه من إجراءات الاحتلال الظالمة.
وأكد رواجبة أن توجيهات الرئيس ورئيس الوزراء ترتكز على تعزيز صمود المواطنين لبقائهم في أرضهم ومواجهة سياسة الضم والتوسع التي يفرضها الاحتلال على المواطن والأرض، شاكراً مملكة النرويج على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، مشيداً بالعلاقات الثنائية التي تربط الشعبين.
من جهته، أكد قطامي أهمية هذه المشاريع التي تترجم حرص الحكومة وتوجهاتها لدعم القطاعات الاستراتيجية ومنها التعليم، وترجمة تطلعاتها على أرض الواقع، مشيدة بدور وزارة التربية وقيادتها وكافة الشركاء والداعمين لتطوير العملية التعليمية خاصة في محافظة قلقيلية التي تعاني من سياسات الاحتلال العنصرية.
وتطرق إلى المشاريع المنفذة بدعم من الصناديق العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن هذه الدعم يعكس اهتمام الرئيس محمود عباس وجهوده الدبلوماسية التي تشكل ضمانةً لاستمرارية الدعم لعديد من المحاور والأولويات خاصة في ظل معدلات الفقر والبطالة المضطردة.
من جانبها، شددت ممثلة النرويج على الشراكة القوية بين بلادها وفلسطين والتي تركز على دعم القطاع التعليمي؛ عبر تنفيذ مشاريع تطويرية والمساهمة من خلال برنامج سلة التمويل المشترك، مؤكدة نيابة عن الشركاء في هذا البرنامج على المساعي الجادة لخدمة أطفال فلسطين وتوفير التعليم النوعي لهم.
وأشارت إلى تاريخ الدعم والشراكة؛ عبر سلة التمويل المشترك للقطاع التعليمي، مثمنةً جهود الشركاء والخطوات التي تقودها الوزارة؛ لتوسيع آفاق التعاون واستدامته لتحقيق الغايات المنشودة.
وفي كلمته، أكد رئيس بلدية حبلة رضا عودة أن البلدية وفعاليات البلدة وضعوا نصب أعينهم تطوير العملية التعليمية في حبلة، من خلال الخطة الاستراتيجية لدعم المدارس، والارتقاء بواقع العملية التعليمية وخلق شراكة متينة مع وزارة التربية، شاكراً كل من أسهم في إخراج هذا المشروع إلى حيز النور.
وفي سياق متصل، التقى الوزير عورتاني بجميع مديري مدارس محافظة قلقيلية، وهو اللقاء الأول من نوعه، حيث تم التعرف إلى انطباعاتهم وآرائهم حول العملية التعليمية والبرامج التربوية المنفذة وآليات التواصل مع الوزارة؛ بغية الأخذ بتوصياتهم للنهوض بالواقع التعليمي، عبر تعزيز وتنفيذ البرامج التي تناسب المتطلبات التربوية، وإعادة النظر في عديد المحاور والمنطلقات ضمن رؤى ومنهجيات واضحة ومدروسة.