ذكر تقرير للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن اليمين في إسرائيل لا يزال هو الأقرب للفوز بانتخابات الكنيست الثانية والعشرين، التي ستجرى في السابع عشر من الشهر الجاري، وأن بنيامين نتنياهو، رئيس حزب الليكود ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، هو الأقرب لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال التقرير -الذي أشرف عليه وحرره اللواء محمد إبراهيم، عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية- إنه من الواضح أن المنافسة الانتخابية الحالية تدور بين اليمين المتطرف واليمين، ولا توجد فرصة لما يمكن تسميته مجازاً أحزاب الوسط والأحزاب اليسارية بتشكيل حكومة دون مشاركة من حزب يسرائيل بيتينو بزعامة أفيجدور ليبرمان، وهو الخيار الذي لا تتوفر أمامه فرصاً حقيقية.
وأشار التقرير - الذي صدر اليوم الخميس تحت عنوان "انتخابات الكنيست الإسرائيلية (22) وقائع الحاضر وتقييمات المستقبل" - إلى أن نتنياهو يستخدم كافة أدواته وأوراقه السياسية والأمنية من أجل أن يحقق الفوز في الانتخابات ويتولى رئاسة الحكومة، ويكثف من تحركاته الداخلية الإقليمية الدولية من أجل أن ينجح مع اليمين "دون ليبرمان" في الوصول إلى 61 مقعدا حتى يشكل حكومته بعيداً عن ابتزاز ليبرمان له، ولكنه من الواضح أن حكومة بهذه الأغلبية الضئيلة لن يكتب لها الاستمرار.
وأضاف التقرير أن نتنياهو يركز في هذا المجال على الجانب السياسي "التعهد بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وضم التكتلات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية"، والجانب الأمني "مواجهة عملية تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة ورفض أن تتحول إيران إلى قوة نووية تهدد إسرائيل"، مخاطباً بذلك كل التوجهات اليمينية التي تركز على وجود حكومة قوية قادرة على حماية الأمن القومي الإسرائيلي ما زال نتنياهو هو الزعيم المفضل لتولي منصب رئيس الوزراء في كافة الاستطلاعات.
ولفت إلى أن زعيم "أزرق أبيض" بيني غانتس يحاول الضغط على حزب الليكود أو إغراءه باستعداده للتحالف معهم لتشكيل الحكومة القادمة وتطبيق مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة بشرط أن يكون نتنياهو خارج هذه المعادلة، وهو الأمر الذي يُصعب قبول الليكود به بهذه السهولة.
وتابع التقرير أن "ليبرمان يظل يمثل "رمانة الميزان" في تشكيل الحكومة الجديدة، إذ إن حصول نتنياهو والأحزاب المتحالفة معه على حوالي 55 مقعداً يتطلب أن يضم إليه ليبرمان حتى يصل إلى حوالي 65 مقعدا ويضمن حكومة مستقرة، الأمر الذي يفرض على نتنياهو اللجوء مرغما ومضطرا للتحالف مع ليبرمان وتحقيق بعض مطالبه، سواء على المستوى الأمني أو طبيعة التعامل مع الحريديم، وهو أمر ليس مستحيلاً، خاصة إذا عرض نتنياهو على ليبرمان وزارتين فيها وزير الجيش، وثلاثة نواب وزراء