موراتينوس: سأكون صريحا مع الإسرائيليين حول حماية دور العبادة

 أكد الممثل السامي لتحالف الحضارات، ميغيل موراتينوس، أنه تقدم بخطة شاملة لحماية أماكن العبادة في كل البلاد دون تمييز بين مسجد أو كنيسة أو كنيس أو معبد. وقال إن الخطة التي اعتمدها الأمين العام، يوم الخميس، وعرضها على المجتمع الدولي، تبدأ بالإجراءات الوقائية كالتثقيف حول التسامح ودرء خطاب الكراهية والتعاون مع كل المؤسسات والقيادات الدينية واستخدام أنجع لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وحول الطريقة التي سيتعامل بها مع إسرائيل- التي تتصرف وكأنها فوق القانون وقد قامت بحفر نفق تحت المسجد الأقصى ما يهدد بانهياره وقصفت المساجد وخاصة في غزة في حرب 2014- قال المسؤول الدولي  في لقاء مع الصحافة المعتمدة في الأمم المتحدة،  "أعرف أن القدس مسألة صعبة ومعقدة. أعرف هذه الحقائق منذ كنت عضوا في الرباعية (مسؤول الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية). أنا إنسان واضح وصريح. البعض لا يحبني ولكن هناك من يحب صراحتي. سأعمل على الالتزام بمبادئي وسأكون واضحا ومباشرا. والسؤال هو كيف سنحرز بعض التقدم. الخطة التي أنجزتها تلقت دعما كبير من رجال الدين اليهود في إسرائيل. لديهم حساسية من بعض المواضيع لكننا سنعمل معا وأنا على بينة من هذا الأمر" .
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن موراتينوس قوله "نولي اهتمامنا لكافة المواقع الدينية بما فيها تلك التي تقع في مناطق النزاعات. ولكننا سنكون إيجابيين في نهجنا لوقف أي اعتداء على الأماكن الدينية. سنظل نراقب الأوضاع وسنظل على تواصل مع الجميع وسنستخدم الدبلوماسية والحوار كما كنت في الماضي عندما تعاملت مع الطرفين".

يذكر أن إسرائيل وخلال حربها على غزة في عام 2014 دمرت 203 مساجد من بينها 73 دُمرت بالكامل.

وفي شأن آخر حول إمكانية أن يتم حوار مع السعودية للسماح لمعابد دينية غير إسلامية قال موريتانوس "إن زيارته للسعودية كانت مهمة وكما تعرفون فالتغييرات في الشرق الأوسط لا تحدث خلال ليلة واحدة بل بشكل بطيء. لكن هناك حوار بين السعودية والكنيسة الكاثوليكية وهناك زيارات لبعض المطارنة للسعودية أخرها المطران جان توران الذي توفي مؤخرا. أؤكد لك أن هناك تقدما في السعودية. وقد أنشأوا مركزا لحوار الأديان وشعوري بأن السعودية تدريجيا تنفتح على الأديان الأخرى. وقد تلقيت منهم الدعم والتشجيع للخطة التي طرحتها".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد طلب من موريتانوس أن يضع خطة عمل صادرة عن الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية تحت شعار "في الوحدة والتضامن من أجل عبادة آمنة وسلمية"، وذلك بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في 15 مارس/ آذار 2019 على مسجدين في مدينة كرايس تشيرش بنيوزيلندا. وقد أعلن الأمين العام وموراتينوس، الخميس، إنجاز الخطة وعرضها على المجتمع الدولي.

وتقدم هذه الخطة توصيات ملموسة لدعم الدول الأعضاء في جهودها لضمان سلامة المواقع الدينية، وتمكن المؤمنين بالقيام بعباداتهم بسلام. كما تدعو إلى تعزيز قيم التعاطف والتسامح على مستوى العالم.

وقال غوتيريش في طرحه للخطة "يواجه عالمنا موجة من معاداة السامية وكراهية المسلمين، بالإضافة إلى الهجمات ضد المسيحيين والتعصب تجاه الجماعات الدينية الأخرى. في الأشهر الأخيرة وحدها، قُتل اليهود في أماكن عبادتهم، والمسلمون في مساجدهم والمسيحيون أثناء أدائهم للصلاة". وأضاف أن "المواقع الدينية هي رموز قوية لوعينا الجماعي. عندما يتعرض الناس للهجوم بسبب دينهم أو معتقدهم، فإن المجتمع كله يتضاءل. يجب أن تكون أماكن العبادة حول العالم ملاذات آمنة للتأمل والسلام، وليس مواقع سفك دماء وإرهاب. يجب أن يكون الناس في جميع أنحاء العالم قادرين على ممارسة إيمانهم بسلام".

من جهته، قال موراتينوس في إعلانه عن خطة الحماية إنها "نتيجة لعملية تواصل واسعة النطاق لجميع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك كيانات الأمم المتحدة والحكومات والزعماء الدينيون والمنظمات الدينية. وتدرك الخطة أيضا أهمية اتباع نهج شامل لحماية المواقع الدينية التي تلعب فيها جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة دورا".

 

 

 

 

المصدر: نيويورك - وكالة قدس نت للأنباء -