حذر وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم السبت، من تأييد أمريكي لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته ضم الأغوار ومناطق في الضفة الغربية حال فوزه في الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل.
وقال المالكي في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، إن "الجانب الفلسطيني ينظر بخطورة بالغة لما رشح عن مسؤول في الخارجية الأمريكية بأن الإدارة الأمريكية لا ترى أنّ ما أعلنه نتنياهو حول ضم الأغوار للسيادة الإسرائيلية، يتناقض مع أي عملية سلام مستقبلية".
ونقلت جريدة "القدس" الفلسطينية أمس الجمعة، عن مسؤول في الخارجية الأمريكية لم تسمه، بشأن إعلان نتنياهو قوله، "لقد تم إبلاغ واشنطن بهذا الإعلان قبل صدوره ولا نعتقد أن (تعهد نتنياهو بضم الأغوار) يحول دون إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية في المستقبل".
واعتبر المالكي، أن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي يوم غد في السعودية في "غاية الاهمية والهدف منه إرسال رسالة قوية لا لبس فيها تؤكد موقف هذه الدول حيال تصريحات نتنياهو الخطيرة".
وقال، إن "الاجتماع وزراء الخارجية سيسبقه اجتماع لكبار المندوبين ستبحث فيه مخرجات هذا الاجتماع من حيث اصدار بيان أو قرار من قبل الوزراء يعكس موقف مجموعة الدول الاسلامية المنضوية تحت منظمة التعاون الاسلامي وعددها 57 دولة".
وأشار المالكي، إلى أن "البيانات القوية تساعد القيادة الفلسطينية لما تحضر له في الأمم المتحدة سواء على مستوى مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة من اجراءات تصعيدية ضد تصريحات نتنياهو ما يسمح لنا بارسال رسائل أكثر قوة لاسرائيل وحليفاتها بعدم الحديث عن هذا الموضوع حتى لو كان مجرد تصريحات".
وكان نتنياهو قال خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي قبل أسبوع من إجراء الانتخابات المقررة الثلاثاء القادم، "أريد أن أفرض السيادة الإسرائيلية على عدد كبير من المستوطنات في الضفة الغربية بتعاون مع الإدارة الأمريكية، كما أعلن أنني سأفرض السيادة على غور الأردن إذا أعيد انتخابي".
من جهة أخرى اعتبر المالكي، أن عدول المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات عن استقالته ، يدلل على وجود "تخبطا وعدم اتزان بالموقف الامريكي تجاه الملف الفلسطيني".
وقال، إن "عدول غرينبلات عن استقالته جاء إثر ضغوطات من قبل اللوبي اليهودي في ظل الحديث عن إمكانية طرح خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلاميا (صفقة القرن)، بعد الانتخابات الإسرائيلية".
واشار المالكي، إلى أن "دول العالم تراقب التخبط الأمريكي تجاه الملف الفلسطيني ما يجعلنا نتحرك بالدفع نحو مؤتمر دولي للسلام"، لافتا إلى أن "الرئيس محمود عباس سيدعو في خطابه في اجتماعات الأمم المتحدة ولقاءاته على هامشها إلى ذلك".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ نهاية عام 2017 إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفضت مسبقا خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومنذ إعلان ترامب يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.