“صبرا وشاتيلا“ .. مجزرة بـ “48 ساعة“

بقلم: محمد يوسف الحلو

لقد مر بحق الشعب الفلسطيني عدة مجازر من دير ياسين إلى كفر قاسم ؛والهدف أن تكون أرض فلسطين بلا شعب.

وعند إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وبدأ الشعب الفلسطيني بالإلتفاف حولها ودعمها ،وأخذت شرعيتها من نضال فصائلها ضد الكيان الصهيوني المسخ ،وبدأت القضية الفلسطينية تظهر للعالم كقضية حق عادلة لشعب مسلوب يؤمن بحتمية النصر ؛فكانت مجزرة أيلول الأسود في أوائل السبعينيات ومن ثم خروج الثورة الفلسطينية إلى لبنان بإتفاق وقرار عربي ،فتحركت قوة الإستعمار بتأليب ودعم الإنعزاليين من المسيحيين في لبنان وبدعم دولة الكيان الصهيوني من أجل طرد الثورة الفلسطينية من لبنان والقضاء على المقاومة الفلسطينية.

فكانت الحرب الأهلية في لبنان سنة 1975م

واستطاعت الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية بتحرير 80% من الأراضي اللبنانية من ايدي الإنعزاليين المسيحيين ؛ ولكن بعد تحالف الجيش السوري مع الإنعزاليين اللبنانيين وتشكيل جيش جنوب لبنان المدعوم من دولة الكيان الصهيوني وارتكبت مجزرة بشعة في مخيم تل الزعتر واستشهد بها الألاف من المواطنين الفلسطينيين العزل والذي ارتكب مجزرة تل الزعتر هو الجيش السوري مع الإنعزاليين ( المسيحيين اللبنانيين ) وجيش جنوب لبنان العميل الموالي للكيان الصهيوني ؛ وكان ذلك عام 1976م.

وتطورت القوة العسكرية الفلسطينية في جنوب لبنان وبدأت دولة الكيان الصهيوني تشعر بالخطر من تعاظم هذه القوة ،فكانت حرب الليطاني سنة 1978م

والهدف منها إبعاد صواريخ المقاومة الفلسطينية عن المدن والمستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين.

وتطورت المقاومة الفلسطينية من التدريب والسلاح فكان الخطر الحقيقي على دولة الكيان الصهيوني؛ وعندما كان الطائرات الصهيونية تقصف قواعد الثورة الفلسطينية في لبنان فكان هناك رداً بصواريخ الكاتيوشا على المدن والمستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين.

فكانت حرب 1982م المدمرة فأدخل الكيان الصهيوني ما يفوق ال100ألف جندي وألاف الدبابات والمدرعات العسكرية وإشتراك الطائرات الصهيونية بشكل فاعل ؛وحوصرت بيروت ما يفوق الثمانين يوماً ،ولم تستطع دولة الكيان الصهيوني بجحافلها المجحفلة وعملائها من جيش جنوب لبنان ومن حزب الكتائب والقوات اللبنانية أن تحدث أي إختراق وتدخل بيروت.

فكان الصمود الأسطوري للثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وبعض كتائب الجيش السوري الذي تحاصر في بيروت فكان القتال من نقطة الصفر وكانت البطولة وعقد الإتفاق عبر المبعوث الأمريكي فيليب حبيب بعد أن تأكدت دولة الكيان الصهيوني عدم مقدرتها بدخول بيروت ؛وكان الإتفاق خروج قوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية والجيش السوري المحاصر معهم إلى البقاع اللبناني وجزء من القوات خرج عبر السفن بعتادهم وأسلحتهم إلى اليمن وتونس وعدد من الدول العربية.

بعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان عبر إتفاق دولي وخوفاً من إرتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني تم الإتفاق أن تحل مكان الثورة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية في بيروت قوات أمريكية وفرنسية وإيطالية لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل في مخيمات لبنان.

بعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان فرضت إسرائيل بأن يكون العميل/ بشير الجميل' هو رئيس لبنان ،وقبل حلف اليمين الرئاسي حكم من قبل المقاومة الوطنية اللبنانية على هذا العميل بالإعدام فقام / حبيب الشرتوني بتفجير مقر حزب الكتائب فقتل بشير ومعه 26 من قادة حزب الكتائب 9/14 وبعد إغتياله بيومين وبتاريخ 1982/9/16م ارتكبت إسرائيل أفضع وأبشع مجزرة عرفها التاريخ الحديث عبر الدعم الكامل لتنفيذ المجزرة البشعة ضد مدنيين عزل متسلحين بايمانهم بتحرير فلسطين ؛ فمقتل العميل بشير الجميل' ليس حدث عادي ومقتله أفشل المخطط الإسرائيلي في المنطقة وهي ترتيب المنطقة كما تراه إسرائيل فرض إستسلام على جميع الدول المحيطة بفلسطين المحتلة ومن أجل ذلك قامت بفرض حصار على المخيمات الفلسطينية وأدخلت إلى مخيم شاتيلا وحي صبرا ما يزيد عن ألف جندي من الماليشيا الإنعزالية ( الكتائب والقوات اللبنانية وجيش جنوب لبنان العميل التابع لإسرائيل ).

ومنعت الصحفيين والصليب الأحمر من دخول المخيم

ومكثت هذه المجزرة البشعة 48 ساعة من القتل المستمر.

فأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادا أطفال في سن الثالثة والرابعة ووجدوا غرقه بدمائهم وحوامل بقرت بطونهن ونساء تم إغتصابهم قبل قتلهن ورجال وشيوخ عزل ذبحوا وقتلوا وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره وكل من وصل إلى أطراف المخيم قتل من الجيش الإسرائيلي

48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة من قبل القوات الإسرائيلية وأحكمت الأليات الإسرائيلية إغلاق كل مداخل و مخارج مخيم شاتيلا وحي صبرا.

فلم يسمح للصحفيين والصليب الأحمر ووكلاء الأنباء بالدخول إلا بعد إنتهاء المجزرة ؛ حين أفاق العالم على مجزرة من أبشع المجازر في تاريخ البشرية وبلغ عدد الشهداء من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل أغلبهم من الفلسطينيين عددهم ما يفوق 3500 شهيد. وألف رحمة ونور للشهداء الأبطال ...

فحُملت القوات الأمريكية والفرنسية المسؤلية لعدم منعها لهذه الجريمة النكراء واتخذ القرار ضد قوات المارينز الأمريكية في بيروت والقوات الخاصة الفرنسية في بيروت من قبل المقاومة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية بإدخال شاحنتين محملات بالمتفجرات وتم تفجير مقر قوات المارينز الأمريكي ومقر القوات الخاصة الفرنسية في بيروت وقتل 251 جندي وضابط من قوات المارينز الأمريكي.

وقتل من القوات الفرنسية 48 جندي وضابط ... على أثر ذلك سحبت أمريكا وفرنسا قواتهم من لبنان,

وصار التسابق بين فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية بعمليات بطولية ضد جيش الكيان الصهيوني مما أدى إلى هروبهم من لبنان وإنهيار قوات جيش جنوب لبنان العميل وهروبها إلى إسرائيل.

وأوجه نداء إلى جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي في فلسطين بأن يتوحدوا عبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني للتصدي للمجازر التي ترتكب يومياً ضد أبناء شعبنا الفلسطيني والتصدي للمجزرة الكبرى وهي صفقة القرن التي تريد أن تشطب القدس والقضية الفلسطينية.

1_ أدعو لعقد مجلس وطني فلسطيني موحد ممثل به جميع التظيمات الفلسطينية بما فيهم حركة حماس والجهاد الإسلامي وأن يكون على غرار المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي الذي إنعقد في الجزائر البطولة عام 1988م.

2_ إنهاء الإنقسام البغيض وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون ممثل بها جميع التنظيمات الفلسطينية.

3_ عقد الإطار القيادي المتفق عليه من الأمناء العامون لجميع التنظيمات الفلسطينية لوضع برامج للتصدي لشطب القضية الفلسطينية وتفويت الفرصة على التحالف الصهيوأمريكي والرجعية العربية من محاولة فرض صفقة القرن لإنهاء القضية الفلسطينية.

4_أدعو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني إلى تقديم قادة الحرب الصهاينة إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمتهم كمجرمي حرب.

العميد / محمد يوسف الحلو: