(المضمون: في الاعلان عن غور الاردن جرى الدوس مرة اخرى على المصلحة الوطنية في صالح حيلة انتخابية - المصدر).
غضب قادة جهاز الامن على اعلان بنيامين نتنياهو عن النية لضم غور الاردن. فالشؤون السياسية، بالفعل، هي من صلاحية القيادة السياسية. الموضوع هو أن لمثل هذا الاعلان آثارا تفترض بحثا مسبقا وجديا. وعندما يكون تخوف من ردود فعل سياسية او في المجال الامني – فثمة حاجة الى الاستعداد. هذا لم يحصل. فقد كان الاعلان نزوة سياسية. مرة اخرى يداس على المصلحة الوطنية في صالح حيلة انتخابية.
لقد اصر الليكود نفسه على ان يثبت بان اعلان الضم هو حزبي. فقد ترافق الاعلان وبث الدعاية التي اتهمت بني غانتس بالاستعداد للتنازل عن غور الاردن. غانتس؟ الوحيد من أزرق أبيض الذي كان له ضلع في قصة الغور هو بوغي يعلون، في الايام التي كان فيها وزير الدفاع. وردا
على البث الدعائي، غرد مارتن اينديك، الرجل الذي رافق المفاوضات بادارة جون كيري في عامي 2013 – 2014، بان المعارض الاكبر للتنازل الاسرائيلي عن الغور كان يعلون.
من المحق؟ وبالفعل، في تلك الايام اعرب نتنياهو عن استعداده لتنازلات بعيدة الاثر. وكان كيري يتحدث مع نتنياهو كل يوم تقريبا. واعد وزير الخارجية الامريكي مسودة اولى للاتفاق. وحسب الخطة، كانت اسرائيل ستبقى مع تواجد عسكري معين في المناطق، علني وخفي. هكذا ايضا في غور الاردن. ولكن ليس الضم وليس السيادة.
لقد وافق نتنياهو في تلك الايام على المسودة الاولى التي وضعها كيري. بين المؤيدين كانت تسيبي لفني، التي كانت في حينه الوزيرة المسؤولة عن المفاوضات، وافيغدور ليبرمان الذي كان في حينه وزير الخارجية. على رأس المعارضين، بالفعل، وقف في حينه يعلون. ثمة من يحاول اعادة كتابة التاريخ، ولكن تقارير تلك الايام تعرض الصورة الحقيقية. في اذار 2014 كتب في "واي نت" ان يعلون هو "جوزة منيعة على الكسر" بسبب معارضته لمخطط كيري. اما بالنسبة لليبرمان فهو نفسه قال في مقابلة مع "تلغراف" البريطانية، في كانون الثاني 2014 ان المسودة الاولى التي عرضها كيري هي "الصفقة الافضل التي يمكن لاسرائيل أن تحصل عليها".
لقد وجد موقف نتنياهو تعبيره ايضا في الاحاطة التي قدمها للصحافيين مصدر في مكتب رئيس الوزراء في 26 كانون الثاني، حيث قيل انه ستبقى مستوطنات خارج حدود دولة اسرائيل. كما ان بينيت ومسؤولين كبار
آخرين في الليكود هاجموا الاعلان، ولكن مكتب رئيس الوزراء رفض التأكيد أو النفي. هكذا بحيث انه لا توجد أي حاجة لتغريدة اينديك كي نعرف بان نتنياهو قال نعم، اما يعلون فقال لا. ولكن ينبغي أن نضيف ان المفاوضات فشلت بسبب الفلسطينيين. ليس بسبب يعلون. في اللقاء الذي جرى في 17 اذار في البيت الابيض ردوا بالرفض التام حتى على المسودة الثانية التي تضمنت تقسيما للقدس. اما نتنياهو فلم يتمكن من الرد بالسلب.
جلسة الحكومة اليوم، التي يفترض أن تنعقد في غور الاردن، هي مرحلة اخرى في مسرحية كلها اعادة كتابة ما كان فقط قبل خمس سنوات. فنتنياهو ليس فقط لم يضم الغور بل أبدى ايضا الاستعداد للتنازل عنه. ولكن حتى المسرحية في اطار الدعاية الانتخابية لا يمكنها أن تخفي التاريخ غير البعيد.