أقدمت مجموعة رقص فلسطينية في الضفة الغربية على فتح أرشيفها البالغ عمره 40 عاما أمام الجمهور الفلسطيني في حادثة نادرة لاقت حضورا وإقبالا جماهيريا كبيرا.
وجرى عرض الأرشيف، الذي تضمن مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية وأغاني وصورا وكتبا في المركر الثقافي الفلسطيني بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، على أن يستمر لشهرين، فيما تستعد الفرقة لأداء عروض فنية جديدة في الخريف المقبل.
وتحت الزجاج والإضاءة الخاصة يظهر في الأرشيف مذكرات مكتوبة بخط اليد بعضها موجز والبعض الاخر بشكل مفصل تكشف عن مشاعر الفلسطيني تجاه الرقص والموسيقى الفولكلورية الفلسطينية منذ أربعة عقود.
وضمت الرسائل نموذج لطلبات عضوية مجانية لبعض الأعضاء الأوائل في "فرقة الفنون الشعبية للرقص"، والتي يعود تاريخها إلى عام 1979، للتعبير عن شغف الهوية الثقافية بعد 12 عاما من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية.
واشتهرت الفرقة بمجموعاتها التي تؤدي رقصة تقليدية معروفة باسم ((الدبكة))، واليوم تضم 206 أعضاء، بينهم 86 راقصا.
ويقول خالد قطامش أحد الأعضاء القدامى في الفرقة لوكالة أنباء "شينخوا" إن قرار الفرقة بفتح أرشيفها جاء "للاحتفال بعيد ميلادها الأربعين والعودة إلى الجماهير".
ويضيف قطامش "هذا ليس أكثر من 10 في المائة من أرشيفنا خلال تلك السنوات".
ويوضح أن المتطوعين المحبين للدبكة يهتمون بالتوثيق، وكان هدفهم في البداية البحث والتطوير في رقصات الدبكة والأغاني التقليدية التي تكون معها.
وسرعان ما أدركوا أهمية توثيق تجربة المجموعة بأكملها، لكونها واحدة من الأطر الشعبية الكبيرة التي انبثقت من الأحزاب السياسية.
وبالنظر إلى محاضر الاجتماعات القديمة وخطط الأداء وغيرها من الوثائق، قال قطامش إن "الوثائق بين عامي 1989 و1993 مفقودة، كوننا كنا مدفوعين بمخاوف أمنية خلال الانتفاضة الأولى حتى لا يقبض عليها جيش الاحتلال، لذلك لم نترك أي أثر، لكننا واصلنا العمل والأداء".
ومن بين الحضور لمشاهدة الأرشيف كانت عبير عواد، التي كانت واحدة من أعضائه لأعوام خلال مرحلة دراستها الجامعية في عام 1981.
وتقول عواد ل((شينخوا))، إنها "عملت مع الفرقة على أحد عروضها الأولى، (مرج ابن عامر)، والتي ترمز إلى نفي الفلسطينيين من مسقط رأسهم في ذلك الوقت".
وأضافت عواد: "كنا حوالي 20 عضوًا من جميع أنحاء فلسطين عندما بدأنا في ذلك الوقت"، لكن مع بدء زيادة عدد أفراد أسرتها، لم تكن قادرة على الاستمرار في الرقص، لكنها استمرت في متابعة فرقتها وانضم أطفالها للفرقة لاحقا كراقصين.
وتتابع عواد "فتح هذا الأرشيف للجمهور سمح لي بإعادة الاتصال بذكرياتي، ويبدو أن هذا هو أرشيفي الشخصي، صداقاتي، أفكاري وعملي".
ولسنوات كان أعضاء مثل عواد وقطامش، يقيمون مع عائلاتهم في القرى خلال مواسم الحصاد المختلفة، ويقومون بتسجيل أغانيهم خلال حفلات الزفاف والاحتفالات العامة ودراستها.
ونظرًا لأن العديد من هذه التسجيلات تم نشرها للجمهور، يُعتقد أنها الآن مصدر ثري للتاريخ الثقافي الفلسطيني.
وبينما كانت الفرقة تنمو، أدت المفاوضات السياسية إلى توقيع اتفاقيات (أوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في عام 1993.
ويشير قطامش إلى أن الفرقة كانت بالفعل "منظمة ناضجة ذات حكم ذاتي، راسخة في المجتمع"، وهو ما يظهره أرشيفنا بعد عام 1993.