قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس "إننا ندعو المسيحيين الفلسطينيين في بلادنا بأن يتحلوا بالحكمة والرصانة والوعي والانتماء الحقيقي النقي لايمانهم ولانتماءهم الوطني لهذه الارض المقدسة الطاهرة التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر ."
وأضاف لدى استقباله وفدا شبابيا مسيحيا من مدينة الناصرة "ندعو ابناءنا للتمسك بالقيم المسيحية الحقة والتي تحثنا على ان تكون حياتنا مليئة بقيم المحبة والاخوة والرحمة والتعاطي الانساني مع اخينا الانسان ومع شركاءنا في الانتماء الانساني والوطني .
المسيحية لا تدعونا الى التقوقع والانعزال ولا تدعونا لكي نكون بعيدين عن قضايا وهموم شعبنا ووطننا فهذا الوطن هو وطننا وقضية شعبنا هي قضيتنا جميعا ولا يجوز لاي واحد منا ان يتنصل من مسؤولياته الوطنية وانتماءه الوطني ."
وقال "هنالك متآمرون كثيرون علينا فهنالك من يعملون ويخططون لاقتلاع المسيحيين في ديارنا من هويتهم الوطنية وهنالك من يريدون للمسيحيين ان يتأسرلوا وان يرتموا في الاحضان الاسرائيلية وهنالك من يريدوننا ان نعيش ازمة هوية في حين انه لا توجد عندنا كمسيحيين ازمة هوية على الاطلاق ، وهنالك من يعملون على تصفية عقاراتنا واوقافنا واعتقد بأن كل هؤلاء انما يعملون من اجل هدف واحد وهو تهميش واضعاف الحضور المسيحي في بلادنا والنيل من تاريخنا وتراثنا وهويتنا واصالتنا كما وتحويلنا الى جالية واقلية في ديارنا في حين اننا كمسيحيين لسنا اقلية ولسنا جالية في فلسطين والتي هي ارض الميلاد والتجسد والفداء والقيامة والنور .
اولئك الذين يعملون على تصفية اوقافنا واولئك الذين يغسلون عقول شبابنا ويستعملون ديماغوغية مشبوهة واولئك الذين يريدون للمسيحي ان يتخلى عن عروبته ومشرقيته وفلسطينيته انما كل هؤلاء يعملون في اطار مشروع واحد وهو تهميش حضورنا واضعاف صمودنا وثباتنا في هذه البقعة المقدسة من العالم ."
ودعا المطران حنا الشباب المسيحي بشكل خاص وكافة المسيحيين بشكل عام ان "يتحلوا بالوعي فنحن نعيش في زمن تنتشر فيه وسائل التواصل الاجتماعي بكل ما تحمله من سلبيات وايجابيات وهنالك مواقع للتواصل الاجتماعي ووسائل اعلامية هدفها التأثير على شبابنا لكي تختلط عليهم الامور ولكي يعيشوا في حالة ضياع وانعدام للبوصلة لكي يحزموا بعدئذ امتعتهم ويغادروا بلادهم ، المؤامرة علينا كمسيحيين فلسطينيين موجودة ولكننا نحن قادرون على افشالها بإيماننا اولا لان الايمان هو الذي يقوينا ويعزينا ويرشدنا الى الطريق القويم وكذلك بالوعي والانتماء الحقيقي لهذه الارض المقدسة."
وشدد على "رفض كافة المشاريع المشبوهة التي تستهدف المسيحيين ولا يجوز ان يكون ردنا على المنظومة الداعشية الدموية العنصرية بطريقة غير مدروسة فلا يمكن مواجهة التطرف بالتطرف والتخلف بالتخلف والجهل بالجهل فإيماننا يعلمنا الصدق والاستقامة ومواجهة كافة المظاهر السلبية بايمان واستقامة ومحبة ووعي وعمل حثيث من اجل البقاء والصمود والثبات في هذه الارض المقدسة .
من يتآمرون على اوقافنا المسيحية في القدس وفي غيرها من الاماكن انما هدفهم هو تصفية ما تبقى من حضور مسيحي في هذه الارض المقدسة ومن يعملون على اقتلاع المسيحيين من جذورهم الفلسطينية النقية انما يريدون لابناءنا ان يعيشوا غرباء في وطنهم وان يتصرفوا وكأنهم اقلية متقوقعة ومنعزلة عن محيطها العربي والفلسطيني."
وقال "لا ننكر وجود تيارات تكفيرية عنصرية حاقدة فهذه الظاهرة موجودة ويعرفها الجميع ومواجهتها لا يمكن ان تكون الا من خلال الوعي والصدق والاستقامة والايمان النقي المستقيم ، نحن مسيحيون مشرقيون 100% وفلسطينيون 100% ولن نسمح للمتآمرين علينا بأن ينجحوا في النيل من انتماءنا وعزيمتنا ومحبتنا لكنيستنا ولوطننا ولشعبنا ودفاعنا عن القدس وهويتها وتاريخها وتراثها واوقافها ومقدساتها .
نناشد ابناءنا مسيحيي بلادنا بضرورة ادراك وفهم ما يخطط لهم بهدف تهميش حضورهم وطمس معالم هويتهم وتغريبهم ."
وقال "نحن بحاجة الى مزيد من الوعي في هذا الزمن الذي تسود فيه ثقافة التجهيل والتضليل، نحن بحاجة الى مزيد من الوعي والصدق والاستقامة في هذا الزمن الذي اصبح فيه التخاذل والتآمر والخيانة وجهة نظر .
المسيحيون الفلسطينيون كانوا وسيبقون ملتزمين بإيمانهم وبانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتراثا وانتماء ."