حذّر منسق عملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، مجلس الأمن الدولي من أن تقويض حل الدولتين سيدفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى "مستقبل مظلم"، وسيعمل على زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
جاء ذلك في إفادته أمام الجلسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وأبلغ المسؤول الأممي أعضاء المجلس بعدم قيام إسرائيل باتخاذ أي إجراءات لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 الصادر في 23 ديسمبر/ كانون أول 2016، الداعي إلى وقف الاستيطان.
وطالب إسرائيل بـ "وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، مشددا على أن الاستيطان غير قانوني ويشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن.
وألقى ميلادينوف بالضوء على استخفاف إسرائيل بالقرارات الأممية قائلاً: "آسف بشدة للوضع المتدهور في الميدان، فالمستوطنات اتسعت منذ صدور هذا القرار (2334)، ووتيرة هدم المباني الفلسطينية في تزايد، وفرص تحقيق المصالحة الفلسطينية تتباعد".
كما حذر ميلادينوف في إفادته من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة .
وقال في هذا الصدد "القطاع الصحي ما زال على حافة الانهيار، والأوضاع الإنسانية مصدر قلق بالغ وتتدهور أكثر، ومن غير الممكن تحسين هذه الأوضاع بدون تخفيف القيود المفروضة على حركة السلع والأفراد أملا في رفعها بشكل كامل".
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 50% من الأدوية الأساسية و25% من المستهلكات الطبية و60% من لوازم المختبرات وبنوك الدم، نفدت من المخازن بقطاع غزة.
وتحمّل وزارة الصحة إسرائيل المسؤولية عن أزمة الأدوية جرّاء منعها دخول كميات الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة، ومنع وصول الوفود والقوافل الإغاثية والطبية في إطار الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ عام 2007.
وحث المنسق الأممي في إفادته "الفصائل الفلسطينية على أن تنخرط مع مصر في عملية المصالحة، واتخاذ خطوات ملموسة لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة" مؤكدا أن "القطاع يشكل جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
ومنذ 2007، يسود انقسام سياسي فلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس"، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه.
وشدد ميلادينوف في إفادته على "عدم وجود أي حل لوضع نهاية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي سوى حل الدولتين"، معتبراً أي بديل آخر "سيدفع الطرفين لمستقبل مظلم وتهديدات تزعزع الاستقرار بالمنطقة".