لم تأتِ يافا بالمراكب ... يافا قبل البحر كانت
مازالت عائلة الشهيد أحمد مرسي الكيالي المقيمة بدمشق منذ عام النكبة، اشقاء الشهيد وشقيقاته، والذي استشهد في يافا بمعارك الدفاع عنها في مواجهة عصابات ومجموعات (الهاجناه والبالماخ) يحملون صوره من فلسطين، ونعوته التي كتبتها الصحف الفلسطينية على متنها، فقد استشهد أحمد مرسي الكيالي، في منطقة كرم الصوان في يافا، واستشهد معه الشهيد توفيق المشهراوي، عام 1946. وقد تم تشييعهما من المشفى البلدي (المشفى الحكومي الفلسطيني) في يافا الى مثوى الشهداء في المدينة.
عائلة الكيالي، وتحديد والد الشهيد أحمد الكيالي حمل معه الى سوريا النسخ الأصلية تماماً لوثائق العقار المنزلي، وايصالات الدفع والضرائب والمياه ... وغيرها، والمُسددة لبلدية يافا التابعة لحكومة فلسطين التي كانت تدير البلاد بوجود سلطة اعلى منها هي سلطة الإنتداب البريطاني. ومازالت تلك الوثائق الموجودة لدى العائلة تحتفظ برونقها، من حيث نوعية ورقها المصقول، فبدت وكأنها نتاج اليوم. وكانت سلطات الإنتداب، ومنذ أن تم فرض صك الإنتداب على فلسطين بعيد مؤتمر سان ريمو 1922، قد فرضت على حكومة فلسطين اضافة اللغة العبرية الى ترويسة كل الوثائق الصادرة عن حكومة فلسطين، لتصبح تلك الوثائق مروسة باللغة الإنكليزية أولاً، ثم العربية، ثم العبرية. واحياناً اللغة العربية أولاً.
الكيالي والمشهراوي من العائلات العريقة في مدينة يافا، ومدينة اللد، وقد لجأت معظم عائلة الكيالي الى سوريا والأردن والقطاع. فيما توجهت عائلة المشهروي الى قطاع غزة، باستثناء عدة عائلات منها موجود في سوريا.
ومن ابرز عائلات الكيالي الشهيد الدكتور عبد الوهاب الكيالي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير العربية، ومؤسس المؤسسة العامة للدراسات والنشر في بيروت، والتي مازالت موجودة وفاعلة حتى الآن، وقد استشهد عبد الوهاب الكيالي عام 1980.
في الصور المرفقة : صورة الشهيد أحمد مرسي الكيالي، التقطت في يافا قبل استشهاده بعدة اشهر. وصورة ثانية في سنوات فتوته، وهو يمارس لعبة (البوكسينيغ) في احدى اندية يافا الرياضية عام 1942. والصورة الثالثة للنعوة التي نشرتها الصحف الفلسطينية للشهيدين الكيالي والمشهراوي في حينها. والصورة الأخيرة وصل الرسوم.
بقلم/ علي بدوان