كأنها جبهة حرب، فهي لا تنام ولا تدع الاحتلال ينام، فهناك صوت الرصاص الحي وصوت انفجارات لقنابل صوتية، وهناك صراخ الجنود وطرق الابواب بقوة، وهنا وهناك قنابل مسيلة للدموع، وصوت سيارات الاسعاف لا يتوقف، انها بلدة العيسوية المقدسية.
ما هي حكاية هذه القرية أو البلدة او الحي الذي يقع شمال مدينة القدس، وبالتحديد على منتصف الطريق بين قرى عناتا، وشعفاط، والطور، ويحيط بأراضيها أراضي قرى عناتا، وشعفاط، والطور، والخان الأحمر، والقدس.
كل ليلة تمر على بلدة العيسوية فيها جفون لا تعرف النوم، وهي تصدرت المشهد مؤخرا بتكرار تحديها ورفضها للاحتلال وتعيش انتفاضة متواصلة لا تتوقف، فكل ليلة لها صولة وجولة مع جنود وشرطة الاحتلال الذين يقتحمون حاراتها لشن حملات اعتقال، باتت شبه يومية طالت اعتقال عشرين شابا ليلة الاثنين 2392019 .
كل ليلة تقريبا يشن الاحتلال حملة اعتقالات في قرى وبلدات واحياء القدس المحتلة يكون نصيب بلدة العيسوية الاعلى منها.
حتى اطفال العيسوية لم يسلموا من هوس الاحتلال الامني، فقد كان آخر ضحايا الاحتلال من اطفال العيسوية هو استدعاء الطفل المقدسي محمد عليان (4 سنوات)، بحجة إلقاء حجارة باتجاه مركبة لقوات الاحتلال خلال اقتحامها البلدة، واستدعاء الطفل قيس فراس عبيد (6 سنوات) من العيسوية أيضا بحجة إلقاء عبوة عصير كرتون صغيرة زعم الجنود أنها ألقيت نحوهم.
قلعة العيسوية باتت حمل ثقيل على الاحتلال، حيث يشن حملة تنكيل واعتداءات في البلدة، وهي آخذة بالتصاعد خلال هذه الأيام، حيث الاقتحامات اليومية خاصة في ساعات الليل، والاعتقالات على مدار الساعة، ونصب الحواجز على المداخل، اضافة الى توزيع اخطارات هدم في البلدة، وغيره الكثير.
عدا عن الاعتقالات تسلم مخابرات الاحتلال بلاغات لمراجعتها لمن تظن انهم يقاومون، ومن يظن ان مخابرات الاحتلال دقيقة وتعرف كل صغيرة وكبيرة، فقد استدعوا ليلة الاثنين 239 الشاب يزن نعاجي وهو طالب يتعلم بالخارج، واستدعت مخابرات الاحتلال الطفل محمود محمد رشاد (١٠سنوات).
كل ليلة تقريبا تشهد بلدة العيسوية مواجهات عنيفة في ساعة متأخرة ،عقب اقتحام العشرات من قوات الاحتلال الخاصة والشرطة لأحياء البلدةـ بهدف الاعتقالات او الاستدعاءات او اخطارات هدم وطرد للسكان المقدسيين.
تتعمد شرطة الاحتلال استفزازها للسكان المقدسيين في العيسوية من خلال الانتشار في شوارع البلدة وتوقيف الشبان واهانتهم واذلالهم، واستخدام القنابل والاعيرة المطاطية بين المنازل السكنية وداخل الاحياء بصورة عشوائية.
ما الذي يجري بالعيسوية، ففي العيسوية تقتحم قوات الاحتلال بعناصرها المختلفة أحياء وحارات بلدة العيسوية وتعتقل من يزعم الاحتلال انهم يقاومون الجنود والشرطة والمستوطنين، لتبرير عمليات الاعتقال.
من خلال استعراض شهادات اهالي العيسوية فان الامر لا يتوقف الامر عند الاعتقالات، حيث تفرض قوات الاحتلال على قرية العيسوية حصاراً عسكرياً محكما ومشدداً منذ أكثر من شهرين، يتخلله اقتحامات يومية للبلدة ودهم منازلها ومتاجرها وتوقيف المركبات والمارة.
جنود الاحتلال والقوات الخاصة من المستعربين، وشرطة الاحتلال وجنود ما يسمى بحرس الحدود لا تفارق قرية العيسوية على مدار الساعة، بزعم البحث عن مطلوبين، او ملقي الحجارة او حتى اطفال صغار.
ويجمع اهالي بلدة العيسوية ان لا الاحتلال وممارساته العدوانية ستنسيهم حب المسجد الاقصى والقدس والدفاع عنها، مهما كلفهم من شهداء ومعتقلين وهدم منازل، واقامة جبرية او ابعاد عن المسجد الاقصى.
من خلال شهادات وافادات لمراكز حقوقية فقد تبين ان معظم المعتقلين وحتى من الاطفال، من بلدة العيسوية تعرضوا للضرب والتنكيل من قبل قوات الاحتلال وشرطته، وان الاحتلال يتعمد ان يعتقل من هم اقل من السن القانوني والتحقيق معهم في ظل غياب والديهم المخالف للقانون الدولي الانساني.
لسان حال المقدسيين جميعا ومن بينهم اهالي بلدة العيسوية انهم في مقاومة شعبية وانتفاضة لا تتوقف حتى كنس الاحتلال مهما غلت التضحيات، فلاجل حرية القدس والمسجد الاقصى المبارك، ترخص الارواح.
بقلم/ د. خالد معالي