مع حلول شهر أيلول وتحديداً في8/9/2019 سقط الأسير الفلسطيني في سجون الإحتلال بسام السايح شهيداً وإرتقت روحه الطاهرة الى عليين حيث النبيين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ,ليلتحق بكوكبة من سبقوه من شهداء الحركة الأسيرة منذ النكسة عام 1967 والبالغ عددهم حتى الساعة الراهنة 221 شهيداً سقطوا ضحايا قمع السجان الصهيوني وسياسة حكومة الإحتلال الفاشية التي مارست بحق الأسرى جل ألوان القهر والتعذيب ومختلف وسائل القتل البطيء والممنهج بحق أسرانا البواسل أسرى حرية فلسطين وتحريرها من براثن المحتل الغاصب الجاثم على الأراضي العربية الفلسطينية منذ ما يزيد على السبعون عاماً خلت ,مارس خلالها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي العنصري المبرمج , وزج قرابة المليون فلسطيني وعربي في أتون سجونه التي ذاق فيها أسرانا الأبطال المر العلقم في زنازين تشبه تماماً باستيلات الفاشية وأشفتزات النازية حيث تعرضهم لشتى صنوف وألوان القهر والقمع والتعذيب الجسدي المميت الذي راح ضحيته مئات الشهداء ممن إرتقت أرواحهم الطاهرة الى بارئها دون تمكينهم من إستنشاق عبق الحرية ,وخرجت أجسادهم العطرة من عتمة السجن جثامين لتدفن في مقابر الشهداء الأكرم منا جميعاً, إضافة للاّلاف من المعاقين جسدياً جراء وسائل التعذيب القاسي الممارس بحقهم من قبل جنود وضباط الإحتلال المجرمين.
إن إستشهاد الأسير بسام السايح الرقم 221 يسلط الضوء مجدداً على معاناة أكثر من ستة اّلالاف معتقل فلسطيني وعربي لا زالوا يقبعون حتى اللحظة هذه خلف قضبان السجان الصهيوني وعتمة زنازينه ومنهم أكثر من 1800 أسير مريض نصفهم يحتاج لتدخل علاجي عاجل بسبب خطورة أوضاعهم الصحية الناجمة عن سياسة الإهمال الطبي المتعمد, والتي تندرج في إطار سياسة القتل البطيء لمعتقلينا البواسل من قبل حكومة الإحتلال وإدارات سجونه , وهناك أيضا 230 طفل أسير جلهم دون الخامسة عشر من العمر, و48 إمرأة خلف القضبان الموحشة يكابدن ظروف قاسية جراء سياسة العزل والحرمان والقهر . ولا ننسى في السياق الإشارة للحالة الخطيرة للأسير البطل سامي أبو دياك الذي تشهد حالته مرحلة النزاع الأخير مع الموت دون إكتراث أو مبالاة من حكومة الإحتلال الماضية قدماً في جرائمها التي لا تعد ولا تحصى بحق أسرانا البواسل , مما يستدعي منا جميعاً إستنهاض كل الإمكانات والطاقات فلسطينياً وعربياً ودولياً والتحرك سريعاً وعاجلاً وبكل المكونات والمستويات الشعبية منها والرسمية وضرورة العمل الجاد نحو تصعيد وتيرة الفعل الشعبي وطنيأ وقومياً وفي مختلف العواصم العربية بهدف إسناد أسرانا وبمختلف الوسائل الكفيلة بالضغط على الإحتلال للكف عن مواصلة جرائمه بحق الحركة الأسيرة في سجونه , وكذلك المستوى الرسمي المطالب ببذل المزيد من الجهود عبر تحريك سفاراتنا في الخارج بهدف حشد أكبردعم لقضية الأسرى , والدعوة لعقد مؤتمر دولي تحضره كافة المنظمات والهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان وتطبيق إتفاقات جنيف الخاصة بأسرى الحرب زمن الصراع وممارسة الحق الذي كفلته الشرعية الدولية في مقاومة المحتل الغاصب .
أخيراً نتوق لرؤية أسرانا أحراراً وليسوا شهداء أو جثامين ويساهموا معنا في معركة التحرير والبناء وتأسيس لبنات دولتنا المستقلة العتيدة بعاصمتها الأبدية القدس العربية قبلة المسلمين الأولى خيارنا الأكيد مهما كلفنا ذلك من ثمن .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
أيلول - 2019