يقول نافذ عزام، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن منظمته "تفخر" بعلاقاتها الوثيقة مع إيران؛ وتعتبر أنها تصب في صالح الشعب الفلسطيني.
ويرفض عزام، في حوار مع وكالة "الأناضول" التركية، الاتهامات الموجهة لحركته، بالاشتباك عسكريا مع إسرائيل في غزة بالوكالة عن إيران، التي تتعرض لهجمات إسرائيلية في سوريا.
ويقول في هذا الصدد: "هذه الأكاذيب يراد منها التشويش على القضية وعلى الحركة، فالجهاد الإسلامي لم تعمل يومًا على تحقيق أجندتها الخاصة".
ويضيف: "نحن نفخر بعلاقتنا مع إيران، ومع أي طرف يقدّم الدعم لنا ولمقاومتنا ولشعبنا، ويقف بشجاعة ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية".
لكنه يستدرك قائلا: "علاقتنا بإيران تصب في مصلحة الشعب والقضية بشكل عام".
واتهمت إسرائيل، مرات عديدة، حركة الجهاد، بالوقوف وراء عمليات إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، انطلاقا من قطاع غزة، وهو ما لم تؤكده الحركة.
وقالت صحف إسرائيلية إن "الجهاد" تطلق الصواريخ، بالوكالة عن إيران، ردًا على الهجمات التي تتعرض لها الأخيرة في سوريا.
وأعلنت إسرائيل مرارا، خلال الشهور الماضية، أنها هاجمت أهدافا إيرانية في سوريا.
ويؤكد القيادي في الجهاد أن حركته حريصة على وحدة الموقف الداخلي الفلسطيني وجبهته الداخلية، من خلال غرفة العمليات المشتركة.
ويشدد على وجود "تعاون مستمر بين حركته وكافة الفصائل الأخرى في إطار الدفاع عن الشعب".
ويضيف عزام: "لا يمكن أن نخرج عن السياق الطبيعي الذي ندافع فيه عن الحق الفلسطيني، ولا يمكن أن نرتكب عملا يهدد وحدة الموقف الداخلي (الصعيد العسكري)".
ويستكمل قائلاً: "نقوم بواجبنا فقط، ونحن حريصون على سلامة جبهتنا الداخلية، وفي أحيان كثيرة نقبل بخطوات وإجراءات ربما لا نكون على قناعة تامة بها؛ لكن نقبل بها تقديرا لمصلحة شعبنا وسعيا لتخفيف معاناته".
ظاهرة التطرف
وفي موضوع آخر، لا ينف عزام، أو يؤكد، الأنباء التي تحدثت عن انتماء الانتحاريَيْن المتطرفَين، اللذين نفذا نهاية الشهر الماضي، تفجيرين قرب حاجزين يتبعان للشرطة (تديره حماس) بمدينة غزة.
لكنه يقول: "أن يكون الانتحاريان يتبعان للحركة، فهذا أمر لا يضرها، ففي كل الفصائل الفلسطينية تجد أشخاص منحرفين فكريا يخرجون عن السياق العام، وهذا يحدث في كل الحركات، هنا وبالخارج".
وفي 27 أغسطس/ آب الماضي، نفّذ انتحاريان، هجوميْن بمدينة غزة، أسفرا عن مقتل 3 من أفراد الشرطة، وإصابة آخرين.
وبحسب عزام، فإن الأهم هو أن "هذا الفعل الإجرامي لم ينجح في توتير علاقة الجهاد الإسلامي بحركة حماس أو الفصائل الأخرى، ولن ينجح في ذلك".
وعن الأطراف التي حاولت توتير العلاقة بين حركته و"حماس"، يكشف عزام عن محاولات متواصلة من "الأعداء"، للتشويش على الشعب الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الحركتين الأبرز في الساحة، والمدافعة عن الشعب.
وكانت تقارير فلسطينية، قد ذكرت أن الهدف من هذه التفجيرات، هو ضرب العلاقة بين حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي.
ويبيّن أن حركته تعاونت بشكل حازم مع حركة "حماس"، لكشف ملابسات هذه العملية التي وصفها بـ"الآثمة".
ويؤكد عزام، أن هذه الأحداث التي ينفذها المتطرفون، لا "تأذن ببدء مرحلة من العنف والفوضى في القطاع"، مشيرًا أن "حالة التطرف بغزة، أمر مُسيطر عليه حتّى الآن".
فيما يعتبر تلك التفجيرات، محاولة "إجرامية لحرف الأنظار عن العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني".
أسباب وتداعيات
ويفسّر عزام وجود حالات التطرف "المحدودة" في غزة، بأنها امتداد لتلك الظاهرة في المجتمع العربي والإسلامي، والتي ساهم في تأجيجها "سياسة الحكومات وحالة الاستبداد التي تُمارس ضد الناس، والقهر ومحاولة تقييد حرية التفكير".
ويوضح أن حالة التطرف حينما تتعلق بالفلسطينيين، يجب أن تكون أكثر من مُدانة، متابعا: "إذا ما تعلّق الأمر بالمجتمع الفلسطيني الذي يجب أن تصوّب فيها البنادق والأنظار نحو العدو".
ويشدد عزام على ضرورة مضاعفة الجهود لمواجهة التطرف ومنع آثاره على المجتمع، ومن أجل لجم الأفكار المنحرفة.
العمليات الفردية
وعن العمليات المسلحة الفردية التي يشنّها شبان فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، يذكر عزام أنها عمليات "فعلا فردية غير منظّمة"، معتبرا أنها مؤشر للأوضاع الصعبة والمأساوية التي يعيشها سكان القطاع.
ويتابع بهذا الصدد: "هذه العمليات هي رسالة للعالم بأسره كي يرى المأساة التي يعيشها الشعب، من بطالة وفقر بسبب الحصار وتداعياته وتبلّد الموقف الدولي إزاء ذلك، لا بد للعالم أن يقرأ هذه الرسالة".
ومنذ بداية أغسطس/ آب الماضي، ينفذ شبان فلسطينيون مسلّحون من حين لآخر هجمات ضد القوات الإسرائيلية في مواقع مختلفة قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة.
الملف الداخلي الفلسطيني
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية الداخلية، يقرّ "عزام" بأن هذا الملف "لا زال متعثّرا حتّى اللحظة".
ويوضح: "لا نستطيع أن نعد الشعب أنها ستتحقق قريبا، هناك الكثير من العثرات الكبيرة في طريقها".
وباستياء شديد يقول: "لم تفلح الجهود المبذولة في تخطي العقبات والعثرات، والأمور تراوح مكانها، ما يفاقم من معاناة الشعب".
ويستنكر القيادي في الجهاد سياسة التمييز التي تتبعها السلطة الفلسطينية بحق موظفيها في قطاع غزة، معتبرا أنها تضر بالقضية.
ويتابع: "تقليص رواتب موظفي غزة، والمساعدات التي تقدمها السلطة للقطاع، أمر مؤذي للكل الفلسطيني، ويفاقم من معاناة الشعب، ويؤخر الوصول للمصالحة".