تغير الحكومات الإسرائيلية وتبدلها في الكيان الصهيوني لا يغير من البرامج والأهداف الأساسية التي أنشء عليها الكيان منذ عام 1948م أنشئ على القتل والتدمير وسفك الدماء وسرقة الأرض وتهجير أهلها واقتلاعهم من جذورهم ومواصلة سرقة الأرض الفلسطينية وبناء المستوطنات والثكنات العسكرية عليها.
تتعرض مدن وبلدات القدس هذه الأيام لحملة إسرائيلية شرسة تستهدف تهجيير وإخلاء الفلسطيين من بلدات القدس منها العيساوية وعزون وكفر قدوم وغيرها من أحياء القدس القديمة، حيث تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات البلدات والأحياء المقدسية وهم المنازل وتهديد المقدسيين واعتقالهم من أجل كسر إرادة وعزيمة أهل القدس الذي يواصلون ليل نهار الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى من مخططات الاحتلال الإسرائيلي ..
ويتابع كاتب المقال ما يحدث في بلدات وقرى القدس من جرائم الاحتلال الإسرائيلي حيث تصاعدت هذه الأيام عمليات هدم المنازل بصورة كبيرة في القدس المحتلة وأحيائها؛ فقد حذرت المراكز الحقوقية من ارتفاع وتيرة أعمال هدم المنازل في أحياء القدس، وهو ما تم مناقشته أمميا خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان في الدورة العادية الثانية والأربعين، حيث كشفت بيانات المرصد الأورومتوسطي التوثيقية عن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين بهدم ( 11) مبنى سكنيا تضم ( 72) شقة سكنية خلال الشهرين الماضيين وهي تعد أضخم عملية هدم تحدث في يوم واحد منذ عام 1967م.
وتحدث المرصد المتوسطي عن أرقام هدم خطيرة حيث دمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ( 59) منزلا شرقي القدس خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما تم إحصاء عمليات هدم لعدد ( 215) وحدة سكنية خلال العام 2018م، في المقابل يزيد الاحتلال الإسرائيلي من بناء الكتل والثكنات الاستيطانية في القدس المحتلة حيث يعمل على إنشاء ( 216) وحدة سكنية جديدة في مستوطنة ( جيلو) جنوبي القدس ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطيين من البناء في القدس أو تأهيل وترميم منازلهم القدس ويتعرضون للتضييق والملاحقة والاعتقال التعسفي وفرض الغرامات الباهظة عليهم .
إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل هذه الأيام بصورة ممنهجة على تشديد قبضتها الإجرامية على سكان القدس؛ وهناك ضوء أخضر من الجنرالات الصهاينة والمسؤولين في الكيان لمواصلة اعتقال وملاحقة المقدسيين وإبعادهم عن القدس، ومواصلة وتهجير أصحاب المنازل التي تتعرض لهدم هذه الأيام .
إن الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر القليلة الماضية نهج منهجا جديدا تجاه بلدات وقرى القدس وعلى رأسها بلدة العيساوية حيث يستهدف شباب القدس ورجالها وتشديد القبضة عليهم ومنعهم من التحرك والدفاع عن القدس ومواجهة المخططات الاحتلالية التي تستهدف بلدات القدس، ويعمل الاحتلال على إخضاعهم وكسر إرادتهم وعزيمتهم الصلبة في التحدي ومواجهة جرائم الاحتلال بحق القدس وأبنائها ..
إن التغيرات السياسية في الكيان الصهيوني وانتخابات شخصيات جديدة سواء من السياسيين أو الجنرالات العسكريين فلن تتغير الأهداف والبرامج الأساسية للكيان الصهيوني في مواصلة هدم منازل الفلسطينيين وسرقة أرضهم وبناء الثكنات الاستيطانية عليها ..
ولن تؤثر على هذه القرارات أية تغيرات حكومية أو أي شخصيات سواء شخصيات سياسية أو شخصيات عسكرية كلهم سواء في حربهم على شعبنا الفلسطيني وكلهم أصحاب أرقام قياسية في قتل أبناء شعبنا الفلسطيني واعتقالهم وتشريدهم، ولا ننسى الجرائم والمذابح التي ارتكبها المجرم ( نتنياهو) والسجل يطول منذ نكبة عام 1948م عندما كانوا السياسيين وغيرهم جنود في عصابات الهاغاناة والأرجون والبلماخ والشيترون..
إلى الملتقى ،،
بقلم/ غسان الشامي