الأوضاع السياسية والعسكرية التي نعيشها هذه الفترة لم نتوقع أن نشهدها بهذا الشكل الكبير، واختلاف الأدوار حيث أن الكبير أصبح صغير والصغير أصبح كبير، هذا كان مُفاجئ وغيَّر قواعد اللعبة كاملة، وهناك من فَشِل في الانتخابات وفَشِل أيضاً في تشكيل حكومة كيان غاصب، وما رافقه من فَشل في تطبيق صفقة القرن، والأخبار الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية أن الديمقراطيين يتجهون إلى عزل ترامب.
بعد مجموعة الإخفاقات التي لحقت بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال عجزها عن حماية نفسها من أي هجوم أو تحليق طائرات فوق بوارجها، وعجزها أيضاً عن حماية حُلفائها، وكان على رأسها العجز في التدخل في الانتخابات الإسرائيلية لإنجاح النتنياهو في الانتخابات أو تشكيل الوزارة، كان لحُلفاء أمريكا بان يغيروا بوصلتهم إلى روسيا ليتم التعاون العسكري معها.
إعلان الديمقراطيون في أمريكا أن ترامب أجرى مكالمة هاتفة مع نظيره الأوكراني من اجل التأثير على الانتخابات التي ستجرى في عام (2020)، كان هذا الفيصل في السياسة الداخلية الأمريكية لعزل ترامب عن الحكم، وكما جاء على لسان رئيسة النواب الأمريكية أنها بدأت بالفعل إجراءات عزل ترامب من الحكم.
وجاء هذا الإجراء بعد تشبُث ترامب بالحكم وحصوله على دعم ناخبيه الذي بات الآن لا جدوى منه، علماً بأن ترامب منذ استلامه الحكم والقضايا مستمرة ضده لكي يتم إسقاطه ولو بطريقة قانونية، لكن المكالمة الهاتفية مع نظيره الأوكراني كانت هي الفيصل في بقائه على الحكم، وكما قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي أن الهدف من الاتصال هو التأثير على منافسه بايدن كي لا يفوز في الانتخابات القادمة، ويبقى ترامب هو على سدة الحكم.
حاول ترامب الاستفادة من هذا القرار بالقول بأن هذا التصرف هو فرصته في إعادة ترشيحه للانتخابات القادمة، والآن سيبدأ دور هيلاري كلنتون ومنافسيه في تلميع نفسهم والاستفادة من هذه الثغرة كي يقوموا بترشيح أنفسهم.
في حال تم عزل ترامب عن سدة الحكم كما يقول المحللون المهتمين في الشأن الأمريكي بأن الأمور في العالم ستهدأ، وهذا الهدوء من شأنه أن يُفشل أو يُلغي صفقة القرن بما أن واضعي هذه الصفقة لن يكونوا في الإدارة الأمريكية القادمة.
عزل أي رئيس أمريكي عن الحكم يمكن أن يستمر لسنتين، لكن فكرة عزل أي رئيس أمريكي بهذا الشكل ولأي سبب هو توجيه صفعة قوية لهذا الرئيس كما حصل مع جونسون في سبعينيات القرن الماضي وكلينتون في تسعينات القرن الماضي.
يُمكنكم الاشتراك بقناتي الخاصة باسم: (الكاتب والباحث محمد فؤاد زيد الكيلاني) على اليوتيوب، وتفعيل الجرس ليصلكُم كُل جديد.
بقلم/ محمد الكيلاني