نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، اليوم الخميس، ورشة بعنوان : "التطرف وخطورته على السلم الأهلي"، بمقر الهيئة في مدينة غزة".
وافتتح اللقاء سامي عكيلة عضو مجلس إدارة اللقاء، بالترحيب بالحضور، مؤكداً على أهمية هذا اللقاء الذي يهدف للتعريف بظاهرة التطرف، وأسبابها، وكيفية معالجتها.
وأوضح عكيلة أن التطرف ومواجهته بالعنف لا يؤدي إلا إلى المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكداً على أهمية أن تدعيم وتعزيز قواعد حقوق الإنسان، وإيجاد استراتيجية شاملة على أساس أنه عرض وليس مرض، ويجب معرفة الأسباب التي أدت إلى التطرف.
من جهته تحدث حسن الصيفي وكيل وزارة الأوقاف، عن تعريف التطرف الفكري وأسبابه، معرفاً التطرف على أنه تجاوز الحد، والشذوذ، وتجاوز الصواب .
وأشار إلى أن الكثير من الباحثين والمفكرين والسياسيين، قد تطرفوا عندما ناقشوا ظاهرة التطرف وأسقطوا خصائص هذه الظاهرة في الدول المختلفة على واقعنا.
وبين الصيفي أنه من الخطأ البدء بالمعالجات الأمنية في علاج التطرف، مؤكداً أن التطرف لا يواجه بالقوة والعنف، وإنما يحتاج إلى منهجية حكيمة، إذا أردنا أن نحمي بلادنا من أي تطرف قادم، كما يجب أن تكون المعالجة بهدوء وبعيداً عن محاورتهم داخل السجون.
بدوره تحدث محمد لافي مسؤول التوجيه السياسي والمعنوي بوزارة الداخلية بغزة، عن العوامل التي ساعدت على وجود عناصر متطرفة في قطاع غزة، وأبرزها: الاستغراق الكامل في الرمزية الإسلامية، انتشار السلاح وثقافة التصنيع العسكري، والكراهية والحقد، الانقسام الفلسطيني بين غزة ورام الله.
وتابع:" كما أن الظروف المعيشية الصعبة وتشديد الحصار، وتواجد ولاية سيناء، وتعطش تلك العناصر للقتال"، إضافة إلى التراخي والتردد في إجراءات حكومة غزة في التعامل مع مرتكبي المخالفات.
وتحدث لافي عن المخاطر الأمنية الناجمة عن وجود جماعات متطرفة، سواء على الصعيد الخارجي والداخلي.
من جهته تحدث يوسف فرحات متخصص في قضايا التطرف، إلى أن أزمة الغلو والتطرف من الآفات الخطيرة التي تعد من الآفات القديمة، التي تفاقمت في العقود الأخيرة.
وأوضح أن أهمية هذا اللقاء جاء للحد من آفة التطرف والعنف، التي ابتلي بها شباب الأمة العربية والإسلامية، ولم تعد قاصرة عليهم وحدهم.
وقال فرحات إن السبب الرئيسي والأهم في هذه الظاهرة هو أزمة الفهم للدين، وضعف البصيرة وقلة التفقه في الدين، مؤكداً أن آفة المتطرفين باتت في عقولهم وليس دينهم.
وأوضح أن سوء الفهم والتعامل مع النصوص بمنهجيات غير علمية يؤدي إلى نتائج خطيرة بالمجتمع، وصولا إلى التكفير والقتل واستحلال الدماء البريئة.
واكد المجتمعون علي ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية لمواجهة التطرف تراعي ,الموازنة بين متطلبات الأمن وحقوق الإنسان واشاعة ثقافة التسامح وتعزيز الانتماء الوطني وتوعية الشباب الفلسطيني بمخاطر التطرف والتعصب والانتباه من الاختراقات ونشر الفكر المعتدل وقيام كل الجهات الرسمية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني بدورهم في مواجهة التطرف وخطورته علي السلم الاهلي، والعمل علي استعادة الوحدة الوطنية علي أسس الشراكة وتعزيز صمود الناس والتخفيف من معاناتهم واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.