أكدت حركة حماس، في الذكرى التاسعة عشر لاندلاع "انتفاضة الأقصى"، أن المقاومة حقّ مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وفي المقدمة منها الكفاح المسلح الذي يمثل خيارًا استراتيجيًا لحماية القضية الفلسطينية واسترداد الحقوق الوطنية.
وجددت الحركة في بيان لها، اليوم السبت، تأكيدها على الدعم الكامل لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، ووقوفها إلى جانب الحشود الثائرة والجماهير العازمة على كسر الحصار وتثبيت حق العودة، وهي تخرج في ذكرى انتفاضة الأقصى في (جمعة الأقصى والأسرى).
كذلك جددت حماس الدعوة للجميع للالتقاء على أساس الثوابت والمصالح الوطنية، والتأكيد على تأيدها وموافقتها على المبادرة الوطنية التي قدمتها الفصائل الفلسطينية لرأب الصدع وتوحيد الصف.
وأكدت على رفضها لصفقة القرن، متعهدة بالتصدي لها بكل الوسائل مهما كانت التضحيات، مشددة "الوطن غالٍ، والحفاظ عليه والعمل لاسترداده واجب".
واعتبرت الحركة أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني خطرًا شديدًا يحدق بالقضية والحقوق الفلسطينية، محذرة من الاستمرار فيه".
ودعت حماس الشعوب العربية إلى الضغط على حكامها، وكل المطبعين المروجين للاحتلال على حساب حق الشعب الفلسطيني حتى يعودوا عن غيهم، ويتوقفوا عن الاستمرار في هذا الخطر الكبير، فلا يحق لأي كان أن يقرّ بوجود الاحتلال على أرض فلسطين.
وقالت إنها "وسط خطوب التحديات والمخاطر المحدقة بقضيتنا نقف واثقين مستحضرين إرادة شعبنا الفلسطيني وشجاعته في مواجهة الاحتلال الذي لا يستند إلا على كل باطل وظلم، وتحت صلابة هذه الإرادة ستتهاوى كل منظومة الاحتلال، فمن ذا الذي يقوى على انتزاع فطرة شعبٍ بأن يحيا حراً أبياً على تراب وطنه المحرر".
وأكدت أن "تاريخ 28/9/2000 الذي شهد انطلاق شرارة الانتفاضة، يمثل في مسيرة التحرير المتواصلة منارة سامقةً ودالّة على ثبات الحق ورسوخ الوعي الثوري وثقافة المقاومة عميقا في وجدان الفلسطينيين الذين لم يرتضوا للمسجد الأقصى أن يُدنّس من رأس الإجرام الصهيوني "شارون".
وذكرت أن "الاحتلال غره في ذلك الوقت التسويق المستمر لعملية سلمية ومشروع سياسي، إلا أن تقديراتهم قد فشلت، ورهانهم على تشكّل العقلية الفلسطينية من جديد قد باء بالخسران، فكان أن هبّ الشعب الفلسطيني بكليته في انتفاضة عارمة امتدت على طول المساحة الجغرافية لفلسطين المحتلة، سواء في 67 أو 48، ولم يتأخر عن هذه الانتفاضة صغير ولا كبير ولا إمرأة ولا رجل، وانخرط كل مكونات شعبنا الفلسطيني في حالة ثورية عارمة، فضربوا مثالاً رائعًا في الفدائية والإصرار والمقاومة على طريق النصر والتحرير، وقضى آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ما بين شهيد وجريح وأسير، ولكنهم لم يمضوا قبل أن يثخنوا في هذا العدو حتى خوت مستوطناته من ساكنيها، وبات مصطلح "التهديد الوجودي" حديث اللحظة على لسان كل إسرائيلي محتل لأرضنا".
وأكدت حماس، أن "الأسباب التي أدت إلى اندلاع انتفاضة الأقصى ما زالت قائمة وتتفاقم، وما زال العدو يعربد ويتجبر ويرتكب الجرائم والانتهاكات بدعم وغطاء أمريكي لا محدود، وشعبنا الفلسطيني ما زال متوثبًا للدفاع عن المسجد الأقصى"، مدركاً حجم المخاطر التي تحدق به، في ظل حديث متزايد عن مخططات لتصفية القضية الفلسطينية وتهويدٍ للقدس والأقصى.
كذلك حيت أبناء الشعب الفلسطيني الثائر في كل مكان، في القدس والضفة وغزة وال 48 ومخيمات الشتات على صمودهم وثباتهم في وجه المؤامرات، وفي مقدمتهم المرابطون والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وثمنت الحركة صمودهم وتمسكهم بحقوقهم والالتفاف حول المقاومة الباسلة، وتعاهدهم على المضي بهذا الطريق دفاعاً عن القدس والأقصى، مهيبةً بأبناء شعبنا للاستمرار في شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه.