لماذا نغادر الوطن

بقلم: مازن صافي

الأفكار التي تنتقل للناس، وتتناقل بينهم في بيوتهم وأماكن تجمعاتهم كثيرة ومختلفة، واليوم إن خصصنا مقالنا لموضوع "الهجرة المؤقتة"، فإن لها إمتداد إنساني وقد علمنا من خلال قراءاتنا في التاريخ، أن هجرات واسعة "إنتقال" قد تمت من مكان لآخر عبر عصور طويلة، بحيث تحولت "انتقلت" التجمعات البشرية من مكان لآخر، تحت تأثير عوامل مختلفة في أغلبها تخص "تحسين ظروف الحياة" سواء بالاستقرار حول الماء والزرع أو هروبا من الحروب والأوبئة والمتغيرات البيئية.

إن ما سبق هو المنطق الذي يمكننا الارتكاز عليه لفهم تلك "الظاهرة"، ولكننا اليوم وفي واقعنا نجد في السنوات الأخيرة قد "هاجر- تغرب – سافر –رحل" الناس الى البلاد البعيدة أو القريبة، وفي بعض ذلك السفر دواعي منطقية، وأخرى ترتبط بالخيال، أو التفكير في مستقبل مختلف بالتخيل، بعيدا عن منطقية القواعد في أبجدية الحصول على الاستقرار والوظيفة الآمنة والعمل بالشهادة او الخبرة المهنية، بل أن النتائج تبقى في علم المجهول، بحيث لا يمكن تعميم النجاح أو الفشل، التقدم أو التعثر، حتى الاستقرار بالحصول على الاقامة او الجنسية لا يخضع "مسبقا" لمدخلات واقعية معروفة، بل يترك لعامل الوقت وما يقال عنه النصيب أو متغيرات ما ..!؟

يسيطر التفكير بالتخيل على عقول الكثير من البشر، وهو يرتبط بالتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وسرعة الحصول على المعلومة أو التأثر المباشر بالصورة أو المشهد المرئي أو الصوتي، فيتحول ذلك التفكير الى "رغبة" في التجريب أو المغامرة، وهنا تتمحور النتيجة لهذا التفكير بالتخيل الى التنفيذ الفعلي، ليصبح ذلك التفكير فعل منطقي يخضع لعوامل مختلفة قد تنتهي بالنجاح أو الفشل.

إن صناعة المستقبل تبدأ من الوطن، وبناء الوطن يحتاج مقومات مختلفة، وأهمها الاستقرار وتوفر فرص العمل لصناعة المستقبل أو حتى استشرافه، لكي لا نغرق في التفكير بالتخيل، ونذهب الى المجهول.

بقلم/ د.مازن صافي

[email protected]