منذ اليوم الأول لغزو العراق الشقيق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الشر المتحالفة معها عام 2003م إنطلقت ثورة العراق المسلحة الكبرى التي خُطٌّط لها وأعدتها القيادة الوطنية العراقية بقيادة المجاهد البطل صدام حسين.. ليوم لقاء الإرادات على الأرض بين إرادة الحق وإرادة الباطل والشر.. وتكون فيها الغلبة حتماً لقوى الخير المفعمة بقيم العطاء والتضحية في سبيل مبادئ الأمة وأهدافها النبيلة .. ومع إستمرار حرب الإرادات على الأرض سجلت المقاومة العراقية الباسلة أعلى الأرقام في عدد العمليات الفدائية اليومية ضد جنود الإحتلال وقواعده العسكرية , وكذلك كثافة غير مسبوقة في الضربات الموجعة لصدور الأعداء ودقتها في الإصابة وإلحاق أفدح الخسائر في الأرواح والممتلكات , إضافة للتعقيدات المحيطة ببناء الخلايا الفدائية السرية وترابطها ورصانتها بشكل أربك قطاعات العدو وأوقع قواته في حالة من التخبط وإنعدام التوازن وفقدان الأعصاب , جعلت الاّلاف من قطعان جنودهم في حالة من الهلع والصدمة والهوس والجنون بل ودفعت العديد منهم نحو الإنتحار , وكانت المقاومة العراقية أروع مقاومة في التاريخ الإنساني أبهرت العالم وسجلت في صفحات التاريخ البشري أروع الملاحم البطولية , كما وبيضت وجوه العرب وأثبتت بالدليل القاطع صفات العربي المقاوم المتصل جدلياً بماضي أمته وتاريخها العريق الحافل بالملاحم والبطولات والإنتصارات.
ومع تصاعد وتيرة المقاومة العراقية الباسلة وحجم ضرباتها الموجعة للإحتلال وأعوانه من المرتزقه , والتي إضطرته لاحقاً للتقهقر والتراجع والهروب من الميدان والإستعانة بالنظام الإيراني المسكون بالحقد على العروبة بهدف معاونته في السيطرة على العراق وحفظ مصالح العدو الأمريكي الحيوية والأمنية وحماية عمليتها السياسية هناك لقاء تنفيذ الفرس أجندتهم الخبيثة وحقدهم المدفون على العروبة والإسلام والخلافة الراشدة ,والعمل معاً سوياً وبكل ما لديهم من طاقات ومخزون من الشر لإطفاء جذوة الثورة المتقدة في كل أرجاء العراق عبر تدمير مدنه وبلداته ومؤسساته وكل معالمه الحضارية والعلمية والصناعية ,وكذلك إرتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي والتي فشلت كلها في تحقيق المراد منها وبقي العراق عزيزاً صامداً صابراً شامخاً.
ومع أن العراق بات منطقياً يرزح تحت نير إحتلالين تشابكت مصالحهما المعادية لطموحات أمتنا المجيدة فإنهما أبداً لم يتمكنا من إثباط عزيمة وإصرار العراقيين على مواصلة الكفاح والمقاومة بكافة أشكالها وبقي صوت الشعب هادراً في ميادين العز والكرامة يهتف للثورة والإنتصار على الظلم والفساد والخيانة والإحتلال, ويواصل إنتفاضته الباسلة التي أرغمت أمريكا في الأمس على الخروج من العراق مهزومة مدحورة تجر ورائها أذيال الخزي والعار ,واليوم يصطف العراقيين بكل أطيافهم ومذاهبهم وفي كل مدنهم وبلداتهم ليقولوا بعالي الصوت لإيران المسكونه بحقدها الفارسي اللئيم (إيران برا برا )مؤكدين في ذات الوقت تصميمهم الأكيد على دحر الإحتلالات وتطهير العراق وتحريره تحريراً شاملاً وكاملاً وعميقاً ..وتذكير النظام الإيراني الفارسي بهزائمه أمام العرب في ذي قار والقادسيتين وقدرة الشعب العراقي على إعادة بناء العراق مجدداً بحيث يكون قادراً على تبوء مكانته في الصدارة من نضال أمتنا ومعركة نهوضها وتحررها.
وفي ظل إنتفاضة الشعب العراقي الباسلة التي تناغمت وتماهت مع إنتفاضات الشعب العربي الفلسطيني نستطيع القول مرة أخرى أن العراق حقاً وعبر مراحل التاريخ كان وسيظل مقبرة أمم الشر ومفصل التحولات الكبرى في المنطقة على طريق إستنهاض المارد العربي القادر على دحر الغزاة وكبح جماح الطامحين في بلادنا وتحرير كافة الأراضي العربية المحتلة وفي المقدمة منها قضية العرب المركزية (فلسطين).. ودرء كل المخاطر المحدقة بواقع أبنائنا وأجيالنا القادمة على طريق بناء الدولة العربية الديمقراطية الإشتراكية الواحدة من المحيط الى الخليج , والتي ينعم في ظلالها كل أبنائها بمختلف أطيافهم الدينية والمذهبية بالأمن والإستقرار والنهوض والتقدم.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
تشرين الأول - 2019