يوم 9/12/1988، وقبل ساعة من الفجر، تسلل كوماندوس "إسرائيليون" عبر قوارب (دبور البحرية) إلى الطريق الساحلي بين بيروت وصيدا، وتحديداً الى (احراش الناعمة) حيث معسكرات وانفاق الجبهة الشعبية/القيادة العامة، في عملية مدروسة، استخدم فيها جيش الإحتلال، وتحديداً الوحدة المنتخبة، وحدة هيئة الأركان (سييرت متكال)، كل التقنيات والوسائل المساعدة، بما في ذلك الإستعانة بــ "الكلاب المفخخة" السوداء اللون، في الظلام، بعد تلغيمها، بهدف دفعها للدخول الى نفق القيادة العامة الأساسي وتفجيرها داخل الأنفاق وعن بعد، لكن حراس الكمائن من الفدائيين أطلقوا النار على الكلاب المسرعة التي ظهر منها ضوء أحمر صغير يركض فأردوها..
تَحَرَكَ "الإسرائيليون" من وحدة هيئة الأركان) سييرت متكال(، للهجوم المباشر بعد فشل الخطة، ومقتل الكلاب المفخخة، فووجهوا بغزارة نيران لم يتوقعوها، وبدأت عمليات القنص وتبادل النيران حتى طلوع الشمس. وهو مادفع بالقيادة "الإسرائيلية" لإشراك سلاح الجو بقصف مواقع الناعمة والأنفاق، بمشاركة أكثر من ستين طائرة، كانت تهاجم كل دقيقة، وترمي عشوائياً برشاش ال 800m على مواقع محصنة ومموهة جيداً .. وذلك بهدف تأمين التغطية النارية لسحب وحدة هيئة الأركان (سييرت متكال(.
بعد فشلها، وهو ماتم أخيراً حيث استطاع جنود وحدة هيئة الأركان (سييرت متكال) من الإنسحاب، بعد أن تركوا أسلحتهم وعتادهم خلفهم دليلا على هزيمتهم وفشلهم..
في هذه الأثناء، تجمعت اعداد جيدة، من المراسلين والصحفيين، ومندوبي وكالات الأنباء العربية والعالمية، في مكتبي في ساحة الشهبندر بدمشق، ومنذ صباح اليوم ذاته، بغرض اعطائهم تصريحات وتحليلات سياسية، ومعلومات عن واقع ماحصل في الإغارة "الإسرائيلية" على الناعمة. فالجبهة الشعبية/القيادة العامة رفضت وطلبت منهم التريث لوقتٍ أخر. وكان من ابرز المراسلين : وكالة الصحافة الفرنسية، رويتر، اسوشيتدبرس، شبكة (WTN) للتلفزة البريطانية، شبكة (CBS) الأمريكية للتلفزة، وشبكة (CNN) التي كانت لتوها قد بدات البث عبر الأقمار الإصطناعية، ينما لم تكن في حينها أي فضائية عربي تبث عبر الأقمار الإصطناعة...الخ. عدا عن الإتصالات الخارجية من وسائل الإعلام، ومن عددٍ لابأس به من الصحفيين العرب والأجانب ممن كنت قد تعرفت عليهم في مسارات عملي الإعلامي.
استشهد في معركة الدفاع والتصدي للوحدة المنتخبة من جيش الإحتلال، المسماة وحدة هيئة الأركان، الصديق، الشهيد أبو جميل عبود، ابن مدينة صفد، وابن مخيم اليرموك، واحد ابطال الصمود في ملحمة حصار بيروت، رحمه الله.
بقلم علي بدوان