حضر آلاف الشباب السعوديين والأجانب حفلا لفرقة البوب الكورية الجنوبية "بي تي أس" في الرياض مساء اول من امس، في حدث فني جديد يندرج في إطار مساعي المملكة لتقديم صورة جديدة وتطوير قطاع الترفيه في البلاد.
وقدم نجوم الفرقة السبعة مجموعة من أغنياتهم الضاربة التي حققت نجاحا عالميا مع خطوات راقصة حماسية أمام جمهور مختلط احتشد على الأرضية العشبية أو في مدرجات استاد الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية والذي يتسع لسبعين ألف متفرج.
وقالت أميرة لوكالة فرانس برس لدى حضورها الحفلة، "أنا سعيدة جدا لأنهم يأتون للمرة الأولى إلى السعودية. آمل في أن يقام المزيد من هذه الحفلات".
كذلك أبدت شابة أخرى لم تكشف اسمها، سعادتها لأن "السعودية تنفتح على موسيقى البوب"، مشددة على أن أغنيات "بي تي أس" كان لها أثر كبير عليها.
وقد واجه أعضاء الفرقة السبعة وجميعهم في العشرينيات من العمر، انتقادات بسبب قبولهم إحياء حفل في المملكة المحافظة التي غالبا ما تطاولها سهام منظمات غير حكومية على خلفية اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
ومنذ تولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مهامه في 2017، تحاول المملكة تحسين صورتها من خلال منح حقوق إضافية للنساء بينها القيادة أو السفر من دون إذن ولي الأمر، فضلا عن فتح البلاد أمام الزيارات السياحية واستثمار مبالغ طائلة في قطاع الترفيه.
وقد بدا الشباب الذين توافدوا بأعداد كبيرة إلى ملعب الملك فهد الدولي، وأهاليهم الذين كانوا ينتظرونهم في الخارج، مستمتعين بهذه السهرة في مدينة قلما تشهد هذا النوع من حفلات فرق البوب التي تستقطب اهتماما كبيرا لدى الجيل الشاب.
ومن بين هؤلاء الشباب، أكد محمد الذي يعرّف عن نفسه بأنه مدوّن على "يوتيوب" ومولع بالفنون والموسيقى، لوكالة فرانس برس أن هذا الحفل "يعني لي الكثير".
وقال وهو يضع العلم السعودي حول كتفيه "أشعر أنها تدعم بلدنا واقتصادنا وتري العالم أننا نرحب بالعالم كله لدينا".
وقد أتت مجموعة من ثلاث فيلبينيات من جدة على بعد 800 كيلومتر إلى الغرب من الرياض لحضور هذا الحفل.
وقالت إحداهن لوكالة فرانس برس، "كنا ننتظر مثل هذا الحدث منذ زمن طويل"، قبل أن تنهمر دموعها مع صديقتيها لدى أداء الفرقة أغنيتهن المفضلة.
ورغم تنظيم عدد متزايد من الحفلات الموجهة للجيل الشاب في مسعى لتحسين صورة المملكة في العالم، لا تزال السعودية تواجه صعوبات في إقناع جميع الفنانين بإحياء حفلات على أرضها.