ارتقت المقاومة الفلسطينية في استخدام الأساليب الأمنية فكونت سلاحاً قوياً من خيرة أبنائها في مواجهة الحرب الأمنية التي تشنها دولة الاحتلال الصهيوني، فلقد تمكنت الأجهزة الأمنية التابعة للمقاومة الفلسطينية من الابداع في التصدي للعمليات الصهيونية التي استهدفت المقاومة فحققت نجاحات عديدة في مواجهة الحرب الأمنية التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا ومقاومته ففككت شبكات عملاء وكشفت خفايا عمليات أمنية صهيونية.
لقد تمكن أمن المقاومة من بناء درع أمني في مواجهة الرواية الصهيونية والعمليات النفسية التي تشنها الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال من أجل انتزاع المعلومات الأمنية من المواطنين، تنوعت أساليب الشاباك الصهيوني وأجهزة الأمن ما بين الأساليب المباشرة من خلال استغلال معاناة المرضي ع حواجز الاحتلال وترهيبهم ومن خلال الاعتقال المباشر ومن خلال الابتزاز المباشر والاستغلال المادي لحاجة المسافرين، لعل معظم ما سبق كانت أساليب تقليدية قديمة باتت مكشوفة لدي شعبنا الفلسطيني الذي يمتاز بوعيه الأمني العالي فاستحدث الأمن الصهيوني وحدات أمنية تستخدم التكنولوجيا الحديثة والفضاء الالكتروني ووسائل وتطبيقات ذكية للحصول على المعلومات و ترويج روايتها وغزو المجتمع الفلسطيني واستهدافه أمنيا.
ان المجتمع الذي يتمتع بأمن قوي تكون قادر على مواجهة التحديات الأخرى بقوة ونجاح أكبر، وفي السياق فان العديد من الثورات قد هزمت بسبب التهاون والضعف في الجانب الأمني لأجل ذلك كله لقد اعتنت المقاومة الفلسطينية بمختلف ألوانها السياسية بالجانب الأمني فشكلت أجهزة أمن لها من أجل تحصين هذا الجانب الهام في مواجهة أجهزة الأمن الصهيونية ومخططاتها الخبيثة ، فحققت المقاومة نجاحات كبيرة في جبهة التصدي للأمن الصهيوني من خلال عمليات مدروسة ومنظمة شنها أمن المقاومة ضد المجتمع الصهيوني و جيشه فأثبت الأمن المقاوم امتلاكه للذكاء والقدرة على فهم الصراع مع العدو الصهيوني فانتج واقعاً جديداً لصالح مشروع المقاومة .
الأمن الصهيوني كما الحرباء في وسائله يتلون بألوان وأشكال مختلفة من أجل الوصول لغاياته الخبيثة فتارة يستخدمون الاسقاط المباشر على الحواجز و في قضايا أخري الاغراءات المالية أو التسهيلات على المعابر وفي قضايا أخري ابتزاز المرضي كل ذلك من أجل الوصول للمعلومة التي أصبح الحصول عليها صعب للغاية بفعل حالة الوعي الشعبي ، فتحول الأمن الصهيوني لأساليب جديدة منها الاعلام الالكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي كصفحة المنسق وصفحة أفخاي أدرعي و صفحات إخبارية صهيونية وأخري لمجموعات تدعي الدعوة للسلام بين الاحتلال والمجتمع الفلسطيني في شكل جديد من أشكال الحرب الأمنية حيث يدير هذه الصفحات خبراء نفسيون وأمنيون لذلك لابد من التأكيد على أهمية الحذر الشديد وعدم التواصل مع هذه الصفحات لما تشكله من خطر من خلال نشرها للرواية الصهيونية الخبيثة ومحاولاتها بث الفتنة وجلب عملاء جدد لخدمة المشروع الصهيوني.
ومن الوسائل التي ينشط بها الاحتلال الصهيوني حديثا لتجنيد العملاء للعمل لصالحه والحصول على المعلومات هي الاتصالات الهاتفية تحت مسميات مختلفة منها جمعيات خيرية تقدم مساعدات أو استغلال الشباب من خلال المال أو عاطفياً من خلال المحادثات مع فتيات المخابرات الصهيونية اللواتي يستدرجن العملاء المحتملين لوحل العمالة ، وسائل عديدة تتطلب منا جميعا أن نقف في وجه هذا العدو الصهيوني لإفشال مخططاته الاجرامية ضد شعبنا من يسقط في وحل المخابرات الصهيونية واستدراجهم عليه أن يعلم أنه سيكون خنجرا في ظهر شعبه وعارا على وطنه .
أمن المقاومة هو درع لحماية الشعب والمقاومة وعلى كل مواطن تعرض لأي نوع من الابتزاز الصهيوني و محاولات التجنيد أن يبلغ الأجهزة الأمنية وأمن المقاومة قبل أن يسقط في وحل العمالة والخيانة لله ولشعبه فكن محبا لوطنك خادما له فوطنك هو كل ما تمتلك .
لقد خلف الاحتلال الصهيوني حالة من الرفض له في أعماق المجتمع الفلسطيني نتيجة جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني ولقد وظف أمن المقاومة امكانياتهم التوعوية والإرشادية لتوجيه المجتمع بخطر الانزلاق في شباك الأمن الصهيوني فعملوا على تحصين الجماهير من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة في مختلف مناطق الوطن مما كان له كبير الأثر في حماية الجبهة الداخلية من أخطار الدسائس الصهيونية وكان أمن المقاومة بمثابة الحارس الأمين للمجتمع الفلسطيني من محاولات استهدافه أمنية من قبل الأجهزة الأمنية الصهيونية.
واني أطالب الجهات المختصة في وطننا الحبيب بضرورة حظر الصفحات الالكترونية الصهيونية من الفضاء الالكتروني ومعاقبة كل من يثبت عليه التواصل معها باعتبارها أحد أبواب المخابرات الصهيونية، فالعميل للاحتلال الآن اختلف عن صورته النمطية قديماً فأصبح الاحتلال يهتم بصورة من يجنده ليجد قبولا اجتماعيا وحضور في مختلف الأماكن فقد تجده من المتعلمين والمثقفين ومن صفوة المجتمع فلم يعد العميل فقط هو ذلك الشخص المنبوذ اجتماعيا الذي يتعاطى المخدرات وسيء الخلق فلابد من الحرص على عدم إعطاء أي شخص معلومات هامة والحرص على عدم الثرثة والانجرار للحوارات التي تكون مدخلا لاستخراج المعلومات فكل شخص مؤتمن على ما يعمل ويعلم ولتكن المعلومة على قدر الحاجة وفي أضيق صورة ممكنة فلا نستهين بأجهزة الأمن الصهيونية وخبثها.
الأمن ساحة معركة بين المقاومة والاحتلال وميدان لصراع العقول تأثيره كبير ولا يقل عن الحرب التقليدية بالذخيرة، لقد أوصل أمن المقاومة الحرب الأمنية الى قلب الرأي العام الصهيوني الذي بات يشكك بما يصدر عن قادته الأمنيين ويصدق ما يصدر عن الناطقين باسم المقاومة وقادتها مما يؤكد لنا نجاح أمن المقاومة في مهمتهم في التصدي للأمن الصهيوني ومهاجمته لأنهم مؤمنون بحقيقة مهمتهم وسيذهبون لأبعد مدي في نجاحهم، مقاومة قوية وأمن قوي وشعب يلتف خلف خيار المقاومة سينتج انتصارا عظيما.
بقلم/ محمد شاهين