أخيراً وبعد كل عناء لقد استطعت تحقيق ربحاً جيداً كل يومٍ أعيل فيها أسرتي وذلك بعد أن تعلمت التجارة الالكترونية، ويعتبر هذا الربح مصدر سعادة وأمل لعائلتي التي كانت تمر بوضع اقتصادي سيء.
قبل أن أروي لكم قصة نجاحي في تحقيق الربح من التجارة الالكترونية، أود أن أعرفكم على نفسي: أنا ندى محمود أسكن في حي النصيرات في غزة وأبلغ من العمر 35 عاماً ولدي أربعة أبناء.
سابقاً قبل تعلم التجارة الالكترونية، كنت أبحث ليلاً نهاراً عن أي وظيفةٍ لمساعدة زوجي في توفير حياة كريمة لأبنائنا الأربعة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي على غزة الذي دام أكثر من 12 عاماً.
راتب زوجي لا يكفي احتياجات أسرتنا
يعمل زوجي موظفاً في السلطة الفلسطينية، ولكنه لا يتقاضى سوى 700 شيكل من إجمالي راتبه الذي يقدر حوالي 2500 شيكل بسبب الخصومات التي طالت نسبة 50% من رواتب موظفي غزة فضلاً عن القرض الذي قمنا بالحصول عليه من البنك لشراء منزل بالتقسيط. وبفعل الأزمة المالية التي نمر بها، لم يعد يكفي الراتب لتوفير الاحتياجات الأساسية للأسرة من طعام وشراب وملبس لكي نستطيع توفير أبسط المستلزمات الحياتية لأبنائنا.
قبل أن يتم فرض هذه الخصومات المالية على الموظفين، لقد كانت تسير حياة عائلتي أفضل بكثير، فلم نكن نجد عائقاً في توفير حياة كريمة لأبنائنا دون اللجوء إلى الاستدانة من الأقارب أو أصحاب المحلات التجارية. ولكن أصبحنا الآن نقتصر فقط على توفير الاحتياجات الضرورية جداً، كما ونضطر إلى الاستدانة من أصحابنا وأقاربنا لتوفير رسوم أبنائي الاثنين اللذين يدرسان في الجامعة.
دموع ابني و الديون المتراكمة
وفي إحدى المرات أثناء تسوقي لشراء المستلزمات المنزلية، اقتحم إحدى أبنائي الصغار الذي لم يبلغ من العمر ما يقارب 5 سنوات محل ألعاب للأطفال ووقف متجمداً عند لعبة ما يريد شراءها ولم أكن أملك حينها النقود الكافية لشرائها. أخبرته بذلك وحاولت معه مراراً وتكراراً لأقنعه بشرائها في المرة القادمة ولكنه للأسف شرع بالبكاء. لم أفلح في إيقافه عن البكاء حتى علقت فكرةً مدهشة في عقلي واستطعت أخيراً إقناعه بشراء لعبة أجمل وأكبر منها في المرة القادمة. توقف عن البكاء وحضنته باكية لا أعلم إن كنت أستطيع الإيفاء بوعدي لطفلي الصغير.
والأسوأ من ذلك هو أن الديون تراكمت علينا يوماً بعد يومٍ، كما وبدأ يطالب الأقارب والأصدقاء بحقوقهم، وكنا دوماً نطالبهم باستحياء بتمديد مهلة سداد الدين، لكنهم لم يعارضوا يوماً لمعرفتهم بالأحوال المادية التي نمر بها في هذه الفترة. وفي ذات يومٍ، اتصلت إحدى صديقاتي المقربات إلي وصارحتها للمرة الأولى بالوضع الخانق الذي تمر عائلتي به، وحينها أخبرتني أن زميلتها تحقق ربحاً بمقدار 25 دولار يومياً بعد اجتيازها لدورة التجارة الالكترونية في شركةٍ ما، وطلبت من صديقتي التواصل مع زميلتها لمعرفة المزيد عن الدورة.
بصيص الأمل اصبح واقعاً ملموساً
بعد ترددٍ كبير من الانضمام إلى الدورة، لقد قررت الالتحاق بالدورة في شركة سيو برو بغزة ولاسيما بعد أن شجعني أقاربي وأصدقائي بتجربتها لعلها تحيي الروح في عائلتي من جديد. وكما كنت أحلم، لقد بدأت أجني أرباحاً بمقدار 20 دولاراً كل يومٍ بعد مرور شهرٍ من التحاقي بالدورة. وبعد مرور ثمانية أشهر على عملي في التجارة الإلكترونية، استطعت تسديد كافة ديوني التي كانت تشكل عبئاً كبيراً علينا، والآن أحاول ادخار أرباحي المستقبلية لدفع رسوم أبنائي للفصل القادم.
والأجمل من ذلك هو أني استطعت إيفاء الوعد لطفلي الصغير واشتريت له لعبة كبيرة. وأثناء دخولي المنزل، ناديت عليه وفاجأته بها. لقد اندهش كثيراً وأعطاني قبلة كبيرة على خدي من شدة الفرحة. بكيت حينها من الفرحة ودعوت الله أن يديم عليّ هذه النعمة لأسعد عائلتي أكثر فأكثر.
من حسن حظكم
و من حسن حظكم شركة سيو برو الأن تطرح الدورة مع تخفيض 50% على السعر الكلي احتفالاً بوصول طلابها الى 250 طالب و طالبة.