بجامعه الازهر .. رحل ابراهيم ابراش وجاء احمد التيان

بقلم: سهيله عمر

مع انني اخذت قرارا من سنوات ان لا اتعرض لسياسه الجامعات في قطاع غزه لانني بعيده كل البعد عنهم ولا احتكاك لي بهم بالمطلق، الا ان تعيين الدكتور احمد التيان رئيسا لجامعه الازهر حفزني لكتابه هذا المقال لانه ممكن يفيد نوعا ما في لحلحه ازمات جامعات غزه، وللتذكير بالمقالات التي كتبتها مسبقا.
بدايه كما يعلم الجميع اانا لا علاقه لي بجامعه الازهر من قريب او بعيد. بل لم ادخلها الا اقل من خمس مرات على مر حياتي ومن قرابه عشرين عام. الا انني استشففت حجم الفساد بها وبالجامعه الاسلاميه من خلال اقصائي من التدريس بهم مع ان مؤهلاتي عاليه وهي اعلى من اكبر استاذه بهم بسبب اتباع المحسوبيه الحزبيه في توزيع المواد. وكتبت عده مقالات عن الفساد الاكاديمي بجامعه الازهر والجامعه الاسلاميه والجامعات الاخرى. و تستطيعون العوده الي مقالي "جامعات فلسطين للواسطة او التجربة او التطوع" الذي كتبته عام 2015 و يبرز ملخص معرفتي بسياسات جامعات فلسطين بالعموم.
مختصر القول في مقالاتي ان جامعات فلسطين مسيسه حتى النخاع. على سبيل المثال، هل يستطيع ان يعمل في الجامعه الاسلاميه الا حمساوي حتى النخاع. وقس على ذلك كافه كلياتها وجامعاتها الاخرى التي تاسست من خلال كوادرها. كالكليه الجامعيه التطبيقيه وكليات المجتمع وجامعه فلسطين التقنيه بغزه وجامعه الاقصى وجامعه الامه وجامعه الاسراء.
وهل يستطيع ان يعمل في جامعه الازهر الا فتحاوي حتى النخاع. وقس على ذلك كافه كلياتها وجامعاتها التي تاسست من خلال كوادرها. كجامعه القدس المفتوحه وجامعه غزه وجامعه فلسطين.
وفيما يخص جامعه الازهر، فانني كنت اتقدم للعمل بها منذ عام 2003 لكلية هندسة الكهرباء وتكنلوجيا المعلومات وكانت حينها كلية تكنلوجيا المعلومات فقط. كان رئيس القسم د سامي ابو ناصر والعميد د نبيل ابو شعبان يدعون انه لا يوجد حاجة لمدرسين جدد لكن كان يتم التعيين من تحت بطن سواء بنظام الساعه او غير ذلك. كتبت عدة شكاوي انه تم التعمد من اقصائي من التدريس بجامعه الازهر منذ عام 2003 الى اليوم ولم يسمح لي بتدريس ماده واحده في كليه الهندسة وتكنلوجيا المعلومات. لم ارى منهم الا كل اشكال اللف والدوران والتعنت. بل لم يسمح لي بمقابله حتى النائب الاكاديمي او رئيس الجامعه للتظلم. وشعرت انهم يضعون سدود وحدود بينهم وبين الطلاب وعامه الناس وان مقابله النائب الاكاديمي او رئيس الجامعه بجامعه الازهر ضرب من المستحيل. كان اخر اهم مقال لي كتبته عام 2016 "الى ادارة جامعة الازهر .. الا يوجد بينكم رجل رشيد"
ولست انا فقط من انتقدت سياسه جامعه الازهر. هناك مقال للكاتب ماجد هديب االملم بسياسه جامعه الازهر "جامعه الازهر .. فساد وافساد" كتبه عام 2016 يشرح فيها سياسه الجامعه في الكواليس وكيف ان التعيينات تتم بها بالمحاصصه.
طبعا مقالاتي كانت بهدف الاصلاح ولاخراج الجامعات من عباءه الحزبيه، الا انها زادت من حجم عداء الجامعات لي لانني اول من طرقت بناقوس الخطر. أي انها لم تجد أي اذن صاغيه ومن هنا قررت مقاطعتها والتوقف عن الكتابه فيما يخص سياسات جامعات غزه واخذت دور المراقب فقط. وكتبت ايضا مقالات عن فساد يعض الجامعات بالخارج لست بصدد ذكرها هنا لكن تستطيعون العوده اليها في موقعي مكافحه الفساد http://www.anticorruption.000space.com
المهم انني بدات اسمع عن اضرابات نقابه العاملين بجامعه الازهر لرفضها التجديد للمره الرابعه للدكتور عبد الخالق الفرا. واستغربت كيف لم تعترض نفابه العاملين على سياسات اداره الجامعه طيله هذه السنوات منذ بدأ انشاءها، واليوم فقط انتبهت لوجود خلل اداري في الجامعه. طبعا احد اركان نقابه الموظفين كان رئيسها السابق "د احمد التيان". وايضا تابعه ازمات الطلاب بجامعه الازهر من خلال الاعلام فقط.
وتم ايضا تعيين "د ابراهيم ابراش" كرئيس مجلس الامناء. وانا من المتابعين من حين لاخر لمقالات د ابراهيم ابراش. وكنت استشف دائما في مقالاته الشجاعه والثوره على الفساد. وانه يكتب بايحاء ذاتي عندما يشعر بالرغبه للكتابه مثلي تماما. طبعا هو سياسي محنك وانا انسانه مجمل مؤهلاتي تقنيه ومهنيه ولست بسياسيه. لذا لا مجال للمقارنه بيني وبينه في التحليل السياسي. المهم انني فهمت من كافه تصريحاته انه تم ترشيحه لمنصب رئاسه امناء جامعه الازهر بهدف رئيسي هو اصلاح سياسه الجامعه ومعالجه ازمات الطلاب بها. الا انه اضطر للاستقاله بعد ان وجد الموج جدا عالي وان هناك تدخلات من اطراف سياسيه بالخارج بجامعه الازهر ومن ثم لا قرار حقيقي له. وبرزت الخلافات على اثر اضرابات نقابه العاملين بجامعه الازهر على ترشيح د عبد الخالق الفرا لولايه رابعه. وبدى ان هناك بعض الاطراف بمجلس الامناء تريد فرض د عبد الخالق الفرا لولايه رابعه، بينما يرفض هو ونقابه العاملين ذلك باعتبار انه خارج القانون ويريدون تجديد السلطات في الجامعه بما انه الجامعه يوجد بها العديد من الكفاءات.
ومن ثم كانت استقاله د ابراهيم ابراش نوعا ما متوقعه ان كان رجل اصلاحي ويرفض التدخل باي قرار يراه صائبا. وان كنت لا اعرف طبيعه ادارته، فالكتابه شيء والاداره الحقيقيه شي اخر
حسب رؤيتي، على اثر استقاله د ابراهيم ابراش، تم عمليا ارضاء نقابه العاملين بتعيين رئيس نقابه العاملين د احمد التيان كرئيس للجامعه. أي عمليا انتقلت السلطه لنقابه العاملين. بمعنى اخر زيتهم في دقيقهم. ولهذا قل التوتر بالجامعه بما ان النقابه حققت ما تريد وبقت المشكله في قرار مجلس الامناء بحل نقابه العاملين. واعتقد انه قرار صوري لتخفيف من حده تدخل نقابه العاملين بسياسه الجامعه.
حقيقه انا لا اعرف عن د احمد التيان شيئا الا انه قريبي من الدرجه الثانيه. أي نلتقي في نفس الجد والجده. توفيت امه هو صغير بالاعداديه. وتركته هو مع سبع اخوه ليربيهم ابيهم. واضطر الزواج من اختها لمواصله تربيتهم لانها الوحيده التي ستجيد احتضان ابناءه، واجادت تربيتهم. ابوهم اسعد التيان رجل مكافح بامتياز يحظى باحترام كل الناس ويفتخر به كاب ناضل لتربيه ابناءه وتعليمهم افضل تعليم بامكانيات متواضعه . وكانت جدتي وجدي يفضلونهم في المحبه عن باقي الاحفاد تعاطفا معهم انهم يتامى ولاحترامها لابيهم. وانا لم اتحدث مع د احمد التيان بسبب فارق السن ولاننا عائله محافظه لا يختلط الرجال مع النساء بها. وعلى العموم معظم ابناء اعمامي وعمومتي واخوالي وخالاتي لا اعرف حتى اسمائهم بسبب قله الزيارات معهم فهذا ليس مستغرب.
وانا يلوح في ذهني تساؤل، ان كان ممكن التوافق على تعيين د احمد التيان وهو رئيس نقابه العاملين السابق كرئيس للجامعه، فلماذا استقال ابراهيم الابراش ؟؟؟
طبعا يبقى سر جامعه الازهر في اروقه جامعه الازهر، ولن يجيب احد على السؤال. الا انني استقرأ اليوم ان نقابه العاملين بجامعه الازهر استحوذت على جزأ من السيطره بها .
واتمنى ثم اتمنى ثم اتمنى ان ينتقل الصراع بهدف الاصلاح وليس بهدف السيطره فلا تتعرض جامعه الازهر لانقسام سياسي على النفوذ


سهيله عمر
[email protected]