إن مدينة القدس ومقدساتها وعلى وجه الخصوص المسجد الاقصى المبارك بات يمر بتحديات خطيرة للغاية وإن الدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحامه وتقسيمه باتت تتصاعد وخاصة في ظل الازمة السياسية والفشل في التوصل لتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة حيث يتصاعد مسلسل التهويد وبدعم مطلق من أصحاب اجندات التطرف الاسرائيلي وبمساندة واضحة من حكومة ترامب الامريكية، وان تصريحات ما يسمى وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جلعاد أردان، بتصعيد حملات الاقتحامات الاسرائيلية للمسجد الاقصى من قبل المتطرفين اليهود خلال فترة الأعياد اليهودية، هي تصريحات خطيرة وغير مسؤولة وتقود المنطقة الى الانفجار الكامل حيث تحاول وتعمل سلطات الحكم العسكري الي تغير جوهري فى الوضع القانوني القائم في القدس المحتلة حيث تمارس حرب التهويد المستمر من خلال الاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأملاك وهدم البيوت والتمييز العنصري في شتى المجالات.
في ظل هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير لا بد من كافة دول العالم والمحافل الدولية التدخل السريع ووقف جميع الإجراءات التي اتخذتها حكومة الاحتلال بعد احتلال مدينة القدس عام 1967 بحق المسجد الأقصى المبارك وما تقوم به حاليا من انتهاك لحرمة المسجد وضرورة الحفاظ على الوصايا الاردنية الهاشمية كأساس لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وأن ما تقوم به حكومة الاحتلال من إجراءات لتهويد القدس وتغيير معالمها ومصادرة مزيد من الأراضي في عموم انحاء الضفة الغربية وهدم المنشآت الفلسطينية والعمل على اقامة الحواجز الاحتلالية التي أدت إلى عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني بهدف بسط السيطرة عليها وتهويدها والتي أصبحت ايضا مسرحًا لقتل واعتقال وإهانة الفلسطينيين وانتهاكا لحريتهم في الحركة والوصول لأماكن عملهم وعبادتهم ويأتي هذا في سياق تكريس احتلالها العسكري الاستيطاني وبشكل متسارع من أجل منع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس .
ان جماهير الشعب الفلسطيني مدعوة الى الزحف نحو الاقصى لحمايته وتعزيز المقامة الشعبية والعمل بكل الطاقات والإمكانيات والتصدي للمخططات التي تستهدف وجوده وبنيانه والحضور الدائم فيه لإفشال أي محاولة للمساس به ولا بد من مساندتهم من قبل الامة العربية والإسلامية وكل الاحرار في العالم، وفي ظل ذلك لا بد من تفعيل الوصايا الاردنية ودعم تواجد الاردن من اجل الحفاظ على القدس والعمل بكل مسؤولية ومساندة الشعب الفلسطيني في معركة المسجد الأقصى المبارك وتفعيل صمود ابناء القدس ومواجهة الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية بمشاركة الفعاليات والمؤسسات ولجان حماية المسجد الاقصى والقوى السياسية ضمن برنامج وطني متصاعد يكفل التصدى للاحتلال .
إن التاريخ لم ولن يرحم من قتلوا الشعب الفلسطيني واغتصبوا حقوقه المشروعة في العيش بحرية وامن وسلام وعدالة فالحقيقة اليوم باتت واضحة ولا يجوز الاستمرار في الصمت علي هذه الجرائم الإسرائيلية المنظمة، وان مدينة القدس هي مدينة عربية كانت وستبقي عبر التاريخ وكل وقائع التزوير الاسرائيلي لا تمت للواقع بصلة وعلى الامة الاسلامية والعربية الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك بكل جزء فيه وبكل ذرة من ترابه، وإنه لا حق لأحد فيه غير المسلمين من قريب أو بعيد وأن المدينة المقدسة هي من أهم ثوابت النضال الفلسطيني والعربي وأن ابناء الشعب الفلسطيني الذين اعتادوا على الذود عن مقدساتهم لن يدخروا جهدا في تعزيز وحدتهم ورص صفوفهم وحماية مقدساتهم الاسلامية والمسيحية وصد ودحر الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية