قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "إن دولة الاحتلال ومؤسساتها وأذرعها المختلفة يصعدون في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية التوسعية الهادفة الى حسم مستقبل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من جانب واحد وبالقوة، بشكل يضمن التعامل معها كقضية سُكان جل ما يبحثون عنه مشاريع وبرامج اغاثية في إطار حكم الفلسطينيين لأنفسهم بالمعنى الإداري فقط، بعيداً عن جوهر الصراع كقضية شعب يرزح تحت الاحتلال الأجنبي، يُطالب بممارسة حقه في تقرير المصير أسوة بالشعوب الأخرى ويسعى لنيل حقوقه الوطنية العادلة التي أقرتها الشرعية الدولية وقراراتها".
وأوضحت الوزارة في بيان، يوم الأحد، أن دولة الاحتلال تمارس سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير الاستعمارية لتنفيذ تلك المخططات، ضمن دوائر ثلاث: نمط تعامل مختلف مع قطاع غزة يقوم على تكريس فصله الكامل عن الضفة الغربية وشن المزيد من الحروب التدميرية عليه بهدف تركيعه وابقائه في مربع الحصار والدمار الاقتصادي، وطريقة تعامل أخرى مع الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية تتلخص في تصعيد عمليات القضم التدريجي للأرض الفلسطينية، وتخصيصها لصالح الأسرلة والاستيطان والتهويد.
وتابعت: هذا يُفسر لنا عمليات الاستيلاء الضخمة والمتتالية لمساحات شاسعة في محيط القدس ومناطق متفرقة من الضفة الغربية، كما حدث بالأمس وهذا اليوم في الاستيلاء على أراض في الرام، وبيت حنينا، و500 دونم من أراضي حزما، و124 دونماً من أراضي قرى مجدل بني فاضل ودوما جنوب نابلس لإقامة تجمع استيطاني ضخم في تلك المنطقة، وتحويل المدن والبلدات الفلسطينية الى مجرد تجمعات سكانية منفصلة بعضها عن بعض، يتم استخدامها كخزان للأيدي العاملة الفلسطينية في إطار نظام فصل عنصري بغيض.
وأشارت في بيانها، إلى أن هذه المخططات تلتقي مع الدائرة الثالثة التي تتمثل في حرب الاحتلال المفتوحة على المواطنين الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم في كل من القطاع والضفة، وهو ما شاهدنا حلقاته العنيفة في ممارسات الاحتلال وعدوانه المتواصل على بلدة العيسوية، وفي اعتداءات ميليشيات المستوطنين المسلحة ضد قاطفي الزيتون في طول وعرض الضفة الغربية المحتلة، والتي تجاوزت الاعتداء عليهم بحرمانهم من الوصول الى أراضيهم، كما حصل مؤخرا في بلدتي بورين وحوارة جنوب نابلس، وقيام قوات الاحتلال بتهديد المزارعين باستدعاء عصابات المستوطنين لطردهم بالقوة اذا اصروا على البقاء في أراضيهم، وفي نصب المستوطنين خياماً داخل اراضي بلدة جيوس.
وأكدت في ختام بيانها، أن القيادة الفلسطينية تعمل على ترجمة خطة تحرك واضحة المعالم وبشكل يومي عبر وزارة الخارجية والمغتربين وعديد المؤسسات ومن خلال الاتصالات والمتابعات مع المحيط والمجتمع الدولي، كما تتطور هذه الخطة مع التطورات على الأرض رغم معرفتنا بعناصرها ومكوناتها.
وأشارت إلى أن الوزارة تواصل تعزيز النجاحات الدبلوماسية الفلسطينية لضمان الوصول لحشد أوسع دعم خارجي واستعداد دولي لحماية الحق الفلسطيني المشروع في أرضه ومقدساته ووطنه ودولته. وأمام هذا الهجوم الشرس والممنهج للاحتلال وأدواته، يصبح لزاماً علينا تفعيل كل أدوات الحراك وكامل العلاقات التي نملكها لصالح توفير الحماية الدولية لشعبنا حتى لحظة الوصول للحرية والاستقلال.