أكد رئيس "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، أن الحركة ستبذل كل الجهود والمرونة وستذلل كل الصعاب لإنجاح مسار الانتخابات لأنها فرصة للخروج من المأزق الفلسطيني.
وقال السنوار في لقاء مع الشباب الفلسطيني، مساء الإثنين، بمدينة غزة "أدعوكم إلى أن ترفعوا صوتكم بالمطالبة بإجراء الانتخابات الشاملة، كي نجمع شملنا، ونلم بيتنا، ونجتاز الأزمة، ونخرج من هذا المأزق".
وطالب بلقاء وطني مقرر يجتمع فيه قادة الفصائل ليضعوا النقاط على الحروف، ويزيلوا أي إشكال يمكن أن ينشأ في الطريق، مضيفًا أن هناك تفاصيل يجب الاتفاق عليها، مثل قانون الانتخابات، والحريات، والنزاهة، وضمان احترام النتائج.
وتابع: "الفصائل طرحت هذه القضايا ليس لوضع العقبات، ولكن لتفكيك المشكلات التي يمكن أن تعترض هذا المسار."
وطالب السنوار الشباب بدعم رؤية الفصائل الوطنية، والتي تمثل مخرجًا من المأزق الفلسطيني، مشددًا على أن مشروع التحرير والعودة لا يمكن أن يتحقق إلا بالشباب.
وأضاف أننا نقدم لكم اليوم موجزًا عن التحديات التي واجهتنا خلال العامين الماضيين، وكيف حاولنا أن نعالجها، وفيم نجحنا وفيم أخفقنا، وعن التحديات في المرحلة القادمة، وكيف سنواجهها بكم ومعكم.
وبيّن أن حركة حماس عملت على أكثر من محور خلال العامين الماضيين واجهت فيها تحديات كبيرة.
محور العمل الوطني
وأكد السنوار أن حركة حماس بدأت بخطوات كبيرة على مستوى إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مضيفًا أن الجميع رأى أننا أوجدنا بيئة دافئة من خلال إيجاد زخم إعلامي كبير حول هذا الموضوع.
وبيّن أن "حركة حماس طرقت باب القاهرة، والتقينا بإخوتنا في حركة فتح، ووقعنا اتفاق 2017، واستقبلنا حكومة الوفاق استقبالًا حافلًا، ثم فتحنا الوزارات للوزراء، وسلمنا المعابر والجباية في المعابر، وسمحنا بعودة آلاف الموظفين إلى مواقعهم."
وتابع "التقينا مع إخوتنا في الفصائل بالقاهرة، ووقعنا على ورقة تفاهم، وكنا ندرك أن 10 سنوات من الانقسام لا يمكن أن تحل في 10 أيام أو 10 أسابيع، وأننا ندرك أن هناك عقبات كبيرة، لكننا امتلكنا إرادة عظيمة، وبدأنا بالعمل على الأرض."
وأضاف السنوار أن" البعض في ذلك الوقت لامنا على الإيجابية الكبيرة التي تعاطينا بها، وقالوا لعل الإخوة في الطرف الآخر يفهمون الرسالة خاطئة فيتشددون أكثر، فقلنا لا بأس."
وشدد على استعداد حركة حماس وجهوزيتها لتقديم كل التنازلات من أجل تحقيق المصالحة، لافتًا إلى أن مسيرة المصالحة توقفت عقب محاولة استهداف موكب رامي الحمد الله.
وأضاف أن" الأيادي التي نفذت التفجير هي أيادٍ فلسطينية، شغلهم ضباط الشاباك وبتعاون من بعض ضباط المخابرات في رام الله، ونجحوا في قتل مسيرة المصالحة." كما قال
وأشار إلى أن مسيرة المصالحة توقفت، لكننا لم نعلن أننا يئسنا، ولم نرفع يدي الاستسلام، وقلنا إننا جاهزون في كل لحظة للعودة والبدء من النقطة التي توقفنا عندها.
وبين السنوار أنه" في الأسابيع القليلة الماضية قدمت الفصائل رؤية لتحقيق المصالحة، أخذناها وناقشناها في حركة حماس، وسجلنا عليها حوالي 5 ملاحظات، لكننا قلنا سنضع ملاحظاتنا جانبًا، وأيّدنا المبادرة، وانتظرنا الجواب."
وتابع:" ثم طُرح موضوع الانتخابات؛ وقلنا على الفور إننا جاهزون للانتخابات، وسنذلل كل العقبات، لأنها فرصة للخروج من المأزق الفلسطيني."
وكشف السنوار أن حركة حماس عملت في هذا المستوى مع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في غزة، فعقدت مئات الاجتماعات لمناقشة قضايا الوطن، وقضايا غزة.
وأضاف: "عملنا على صيغ محترمة في العمل المشترك، وكان من النتائج الواضحة تشكيل هيئة مسيرة العودة بمشاركة كل القوى في غزة، ونجحنا في تشكيل غرفة العمليات المشتركة والتي تضم 13 جناحًا مسلحًا."
وبيَن السنوار أن الغرفة المشتركة قدمت أداءً رائعًا في 12 جولة مع العدو الصهيوني؛ وحققت نتائج جيدة، متابعا: عملنا معًا متحدين في مواجهة صفقة القرن، ونظمنا الفعاليات والأنشطة الكثيرة، بمشاركة كل القوى الوطنية والإسلامية.
العلاقات العربية
وأكد السنوار أن حركة حماس عملت على مستوى العلاقات العربية والإسلامية والدولية، فبدأت بالعمل لتحقيق هدفين، الأول تفكيك أي مشكلة مع أي قطر عربي، والهدف الآخر تعميق العلاقة مع الأقطار الصديقة.
وتابع: "طرقنا باب القاهرة، وفتحت لنا أبوابها، وبفضل الله وجدنا تجاوبًا كبيرًا، وتقدمنا بصورة رائعة؛ ما حقق لنا إنجازات عملية أهمها وقف الحملات في الإعلام المصري ضد فلسطين والمقاومة وحماس والقسام."
وشدد السنوار على أنه "لا نستطيع الاستغناء عن إخواننا في مصر وعن الشعب المصري، والإنجاز الآخر هو فتح المعبر، وفتح بوابة صلاح الدين لإدخال البضائع."
وأكد أن "حركة حماس عملت كذلك على تعزيز العلاقة مع قطر، وقد تبرعت قطر خلال السنوات الماضية بقرابة مليار دولار لقطاع غزة."
ولفت إلى أن" حركة حماس طرقت أبوابا كثيرة، وللأسف أوصدت بعض العواصم العربية أبوابها في وجهنا"، مردفا "أن بعض القادة العرب قالوا إذا أردتم أن نفتح لكم الأبواب فحلوا مشكلاتكم مع الأمريكان والخواجات."
محور بناء القوة
وأكد السنوار أن "لإيران الفضل الأكبر بعد الله في بناء قوتنا وتعزيزها، مشددًا على أنه لولا الدعم الإيراني للمقاومة في غزة وفلسطين لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه."
وقال "عملنا على بناء هذه القوة ليس للدفاع عن قطاع غزة، وليس لحماية رؤوسنا، بل لتحقيق أحلام شعبنا بإذن الله تعالى بالتحرير والعودة، مردفا: إننا بنينا قوة عسكرية يحق لنا أن نفتخر بها خلال السنوات الماضية."
وأضاف أنه "رغم قلة الإمكانات ورغم الحصار الذي يفرضه علينا أهل جلدتنا إلا أننا بنينا بفضل الله قوة يعتد بها، وأقول لكم إننا نقف على أرضية صلبة."
وأضاف أن "العالم سيرى أننا ما صبرنا على الجوع وعلى الجراح وعلى الحصار إلا لنبني قوة نمرغ فيها قوة الاحتلال وجيشه في التراب."
وشدد السنوار على أن" حركة حماس وقفت للعدو بالمرصاد، ولم تسمح له بالتغول على شعبنا، ولا أن يغير في قواعد الاشتباك، وكنا له بالمرصاد على مدار 12 جولة في العامين الماضيين."
وبين السنوار أن" نموذج حد السيف أثبت أن دماء مجاهدينا في الإعداد والتجهيز اقتلعت الحكومة الإسرائيلية وليبرمان ليدخلوا في أزمة، لم تحلها تنظيم الانتخابات مرتين، وربما يذهبون إلى انتخابات ثالثة."
وتابع" لم نتردد في مواجهة العدو، وفي الوقت ذاته عرفنا كيف ندير المواجهات بحكمة واقتدار دون أن ندحرج البلد إلى حرب مفتوحة، مضيفا أننا ندرك أن حالة الاشتباك مع العدو يجب أن تستمر، لكن لا يمكن استمرار حالة الاشتباك العسكري، لذلك أبدعنا في مسيرات العودة، واستنزفنا العدو على مدار أسابيع متتالية."
وأشار إلى أن "حالة الاشتباك المستمرة قد أدت إلى بقاء روح المواجهة مع الاحتلال بصورة دورية؛ ما أوجد حالة منع للقادة العرب الذين يحاولون الهرولة للتطبيع مع الاحتلال وإنهاء القضية الفلسطينية."
وأكد السنوار أن " رجال الضفة لو أتيحت لهم الفرصة لينطلقوا فلن يبقوا هذا العدو إلا أيامًا قليلة لكنسه عنها، لافتًا إلى أنه رغم كل المحاولات، إلا أن آلاف العمليات نفذت في الضفة خلال الأعوام الماضية، من عمليات دهس وقنص وطعن وتفجير عبوات ناسفة."
ونبه إلى أن "حماس حافظت على جذوة المقاومة والمواجهة واشتعالها مع العدو طيلة المرحلة الماضية في غزة والضفة؛ ما أوجد حالة كبح أمام قادة العرب الذين يريدون أن يهرولوا للتطبيع مع الكيان."
وأشار إلى أنه" للأسف الشديد وجدنا عواصم العرب تفتح أبوابها لقادة الاحتلال"، مردفا أن" الأمور لو سكتت في الضفة وغزة، إلى أين ستصل حالة الانهيار والانحدار لدى قادة أمتنا وقادة العرب."
محور استتباب الأمن بغزة
وأكد السنوار أن" الأجهزة الأمنية بغزة تبذل جهودا كبيرا لاستقرار الحالة الأمنية بقطاع غزة"، كاشفا في الوقت ذاته عن جهود جبارة تبذلها مخابرات عديدة تتقدمها المخابرات الإسرائيلية لضرب الحالة الأمنية والاستقرار في قطاع غزة."
ولفت إلى أن" الاحتلال الصهيوني يستخدم أصحاب الفكر المتشدد في ذلك، مبينًا أن المخابرات الصهيونية استخدمت أصحاب الفكر الأسود في محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، وتفجير موكب الحمد الله، وتفجير حواجز الشرطة في قطاع غزة."
وتابع "لو كشف حجم النجاحات التي تحققها الأجهزة الأمنية في محاربة هذه الشبكات والمجموعات التي تريد أن تضرب حالة الاستقرار في قطاع غزة لذهل الجميع."
وأكد السنوار أن "الكل يجمع على أن حالة الاستقرار في قطاع غزة حالة رائعة وفريدة، رغم كل الجهود لإغراقه في الفوضى والفلتان".
وفي السياق ذاته كشف عن أن لدى الجهات المختصة الكثير مما لم يكشف في نتائج التحقيقات لاغتيال القائد مازن فقها، وسيتفاجأ الاحتلال بكمية المعلومات التي نملكها.
محور العمل الحكومي
وأكد السنوار أن "حركة حماس سعت مع الجهات المختصة لتقديم أفضل خدمات ممكنة لأبناء شعبنا في قطاع غزة حتى لا تنهار منظومات الصحة والتعليم والأمن، مضيفا سنحاول تطوير مستوى الخدمة الحكومية، ونفتح مجالًا للعمل."
وتابع: "كنا نتمنى من المصالحة أن تأتي حكومة الوفاق لتتحمل مسؤولية البلد، ونتفرغ نحن وفصائل المقاومة للبناء والإعداد للتحرير والعودة."
وبيّن السنوار أن "الأزمة الإنسانية ضربت كل بيت في قطاع غزة، وآثارها دخلت كل جيوب شبابنا ورجالنا ونسائنا من خلال الحصار الذي يريد من شعبنا أن يركع."
وأضاف "أننا حذرنا من أن استمرار حالة الحصار في غزة فإن الأمور ستنفجر في وجه الاحتلال، وسنشغل صفارات الإنذار لمدة 6 أشهر كاملة."
وتابع "بعد ذلك رأينا كل الجهود لحل الأزمات في غزة، ورأينا المعبر يفتح، وبوابة صلاح الدين تفتح، والأموال القطرية تدخل."
وبين السنوار بأنه "يوجد للمشكلة الإنسانية في قطاع غزة حلان، الأول هو تقديم تنازلات استراتيجية للقضية الفلسطينية، فيما الحل الثاني هو أن نحدث توازن قوى، ونرغم هذا العدو على أن يكسر الحصار عن شعبنا، وهذا ما نعمل عليه."
وأضاف "أننا صبرنا كثيرا، ولن نصبر أكثر، وسنرغم هذا العدو على كسر الحصار."
محور الانقسام
وأكد السنوار أن "مشكلة الانقسام هي التحدي الأكبر على طاولة كل مسؤول فلسطيني"، مشددًا على أن حركة حماس تبذل كل الجهود الممكنة لإنهاء حالة الانقسام.