لا تسيل فيها الدماء ولكن تنهمر فيها الدموع وتتحسر فيها القلوب

احذروها ...

بقلم: لؤي ارزيقات

العقيد لؤي ارزيقات

انها الجريمة التي تسللت لمنازلنا خلسة وانتهكت خصوصياتنا وسيطرت على عقول ابنائنا واستولت على معلوماتنا المهمة والتي نسلمها طواعية احيانا لتصبح ادوات لابتزازنا وكثير منا يستسلم لتهديدات المبتزين والبعض ينهي الامر من بداياته ويتوجه للجهات المسؤولة ..جريمة عابرة للحدود تستهدف الجميع دون استثناء لا اعتبار عندها للسن او الجنس ولا تعبىء لطفل او لرجل ولا حتى لامراة فكلهم اهداف يمكن الوصول اليهم لابتزازهم...  .
تبدا خيوطها بعد ان يسدل الليل ستائره ويتغلب النعاس على الكثيرين منا فيفيق المتربص للبحث عن ضحيته والتي قد تكون قد بدات اولى خطواتها للتعرف على العالم الافتراضي بعد انشائها مواقع  عبر الفيس بوك والواتس اب وغيرها ...

تنتشر كالنار في الهشيم في المجتمع من عالم لا يُعرف من هم سكانه وشخصياته التي قد تكون بعضها وهمية ...

جريمة استشرت بمجتمعاتنا واعدادها بارتفاع وضحاياها تزداد يوما بعد يوم ونتائجها كارثية قد تصل لحد تفكك الاسرة من طلاق وتشريد وضياع...تقتل بلا سلاح وتفتك بلا قنابل ولا تسيل فيها الدماء ولكن تنهمر فيها الدموع وتتحسر فيها القلوب وتضطرب فيها العقول وتصول  ضحيتها وتجول لا تدري ماذا تفعل ان لم تجد المعين والمرشد لها...

تُرتكب من مسافات بعيدة ولا ترى فيها الوجوه ولكنها تُخلف الضحايا ...ادواتها ليست اسلحة نارية ولا قنابل عنقودية وانما جهاز حاسب ولوحة مفاتيح وهاتف ذكي وكاميرا لا اكثر من ذلك ..يرتكبها متربص محترف في استخدام ادواتها  التكنولوجية وبارع في التخفي والتنقل بين المواقع الوهمية . موادها صور ومعلومات شخصية لم نستطع الحفاظ عليها نسلمها له بكلمات معسولة جميلة لكنها مغموسة بسم قاتل
جريمة من نوع اخر لم تعرفها المجتمعات قديما ولم يتعرض لها احد الا في مجتمعنا المعاصر .  انها الجريمة الالكترونية وهي جريمة العصر ونحن السبب لها لاننا نثق باشخاص غيبيين وليسواحقيقيين.
احذروها....
من خلال الحفاظ على معلوماتكم وعدم التفريض بها لاي كان وبعدم قبول الصداقات الا من اشخاص موثوقين ومعروفين  وبمراقبة ابنائكم وارشادهم  وتوجيههم وعدم الاستسلام لمطالب المبتزين المتربصين  وبتغيير كلمات السر باستمرار والتوجه للشرطة بشكل فوري اذا ما وقعنا كضحايا لها

بقلم العقيد لؤي ارزيقات الناطق الاعلامي باسم الشرطة الفلسطينية

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت