محطة سوداء ... وتاريخ طويل !!!!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح


 محطة تاريخية سوداء ... ماتت فيها الضمائر ... واغلقت العقول ... وكانت محاولة لشطب التاريخ .. بل انها محاولة لشطب شعب واقتلاعه من ارضه .... محطة تاريخية سوداء لن تقلب صفحاتها في ظل ضياع الحقوق وامتهان الكرامة ... وسلب الحرية ... واضاعة حق طبيعي بممارسة السيادة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس . قرن وعامين (102) مضى على وعد بلفور الأسود .... وعد من لا يملك الى من لا يستحق ... ذكرى وعد مشؤوم صدر في الثاني من نوفمبر من العام 1917..... ما بعد اتفاقية التقسيم والتجزئة بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي والمسمى سايكس بيكو في العام 1916 .... وبعد حرب عالمية أولى تم دفع ثمنها على حسابنا وحقوقنا . نكرر بكل عام ما قلناه بالذكرى السابقة ....حتى وصلنا الى الذكرى اليوم ....والجديد فيها ....المزيد من الآلام والحرمان ....الأحزان والدموع والكوارث الانسانية وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية.... كما تبعاتها السياسية ومخاطرها على الأمن والسلم الاقليمي والدولي..... وحتى استمرار الاحتلال والحصار والعدوان الذي لا يتوقف ... والجرائم التي تكرر بكافة المحطات ... والتي تؤكد ان هذا المحتل المجرم قد بنى كيانه على محطة سوداء ... لقرار اسود سيبقى عارا وانتهاكا انسانيا سياسيا وقانونيا يجب معالجته بإرادة سياسية دولة يجب ان لا تقبل ان يسجل عليها التاريخ انها قد ماتت بضمائرها واصابها العمى والضياع ... وحتى لا تتكرر تجربة أليمة وسوداء لأي أمة او شعب اخر . ناشدنا الدول والزعماء ... .ناشدنا أصحاب الفكر والرأي .... ناشدنا الإعلام الحر وأصحاب الضمائر والمناديين بحقوق الانسان...فلم يستمعوا الينا ..... ولم تحرك كلماتنا ضمائرهم ..... قلوبهم واحاسيسهم ولا حتى ميزان العدل لديهم . خطابات .... مقالات .... مسيرات ... اعتصامات وندوات .... وورشات عمل.... .كلها تتحدث عن ظلم هذا الوعد....وظلم هذه الدولة المتجبرة المتغطرسة التي اطلقته عبر وزير خارجيتها .... ليقلب خارطة المنطقة ....وليبقي على عار التاج الملكي البريطاني بتاريخه القديم والحديث. عار سياسي أخلاقي انساني.... سيبقى يلاحق المملكة المتحدة التي اعطت تعليماتها لوزير خارجيتها بلفور ..... بإصدار هذا الوعد الاسود تخلصا من اليهود في اوروبا والقذف بهم في احضان بلاد العرب ..... وعلى حساب الفلسطينيين وارضهم وحقهم التاريخي . الثاني من نوفمبر بالعام 1917 تقدمت بريطانيا عبر وزير خارجيتها بلفور بهدية مجانية .... لإرضاء واسترضاء اليهود والحركة الصهيونية بعد مؤتمرهم الاول بالعام 1897... مقابل ما جرى لهم بعهد النازية الهيتلرية وما سمي بالهولوكوست . لكن أن يدفع الشعب الفلسطيني على حساب حقوقه وارضه وحريته ثمن قرارات المؤتمر الصهيوني الاول.... وما اسفرت عنه نتائج الحرب العالمية الاولى ..... وما انتجته اتفاقية سايكس بيكو.... يستحق التوقف كما يستحق وقوف العالم باسره ....حتى تصحوا الضمائر ....وحتى تستيقظ الانسانية ....وحتى يرفع علم العدالة في سماء هذا الكون ....هذا اذا ما كان هناك في هذا العالم ما يمكن لنا مناشدته ومخاطبته . تجديد معالم المعاناة .... ومضمون الحرمان وما أزهقت من أرواح وما سالت من دماء .... وما هجر من عائلات وما دمر من منازل ......
ظلم تاريخي يتجدد مع كل عام ....لتزداد الامور صعوبة ومحن ...ولا زال العالم يقف متفرجا صامتا .... وعلى أكبر تقدير مناشدا ومطالبا..... وليس عازما على احقاق الحق واعادته لأصحابه . رسالتنا المتجددة .... رسالة المحرومين المهجرين ...الصابرين المرابطين الثابتين على حقهم المتمسكين بحقوقهم المصممين على اجتياز طريقهم صوب حريتهم مهما غلت التضحيات . ....مناشدتنا نخاطب بها الجميع ....كما ونذكر بها الجميع بحقنا برفع قرار الظلم عنا ....بقرار أممي ملزم ولديه الاليات المحددة بضرورة الاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين بعاصمتها القدس .... وعودة المهجرين لوطنهم ورفع كافة أشكال الظلم .... حيث يوجد الملايين من المهجرين بمخيمات اللجوء والشتات .... وجزء منهم تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي وجبروته وغطرسته وجرائمه .
الظلم التاريخي والمستمر والذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لا زال قائما ومستمرا ومتصاعدا .... ولا نجد من التحرك الدولي ما يتناسب مع مساحة هذا الظلم .... ولا زالت بريطانيا صاحبة القرار الاسود بتاريخها لا تعترف بظلمها ...ولا تعترف بجريمتها .... حتى عبر تصريحات مندوبها الجديد بمجلس الامن الدولي ولا تقر بحقوقنا ودولتنا وعاصمتنا القدس ...لا زالت بريطانيا على موت ضميرها ..... ونسيان جريمتها ....وحالة ضياع عدالتها .... حتى أنها لا زالت بحالة ضياع انسانيتها لذا يجب ان يتم تجريمها ومحاسبتها ومحاكمتها على فعلتها .
ان اصحاب حقوق الانسان ...اصحاب العدالة والكرامة الانسانية المطالبين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ..... يواجهون المتلسنين من المنافقين الكاذبين الخارجين عن جذورهم الانسانية.... وعدالتهم القانونية الخارجين عن الحسابات السياسية وغير الواعين لمخاطر الابقاء على اثنا عشر مليون فلسطيني..... وهم يعانون ويحرمون ويسلبون على مرأى ومسمع العالم باسره . فماذا تنتظرون؟! والى أين ستأخذوننا ؟! وماذا أنتم فاعلون ؟!. هل ستتحرك ضمائركم ....ويكون العام القادم.... عام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس ... وحتى يعيش الشعب الفلسطيني بحريته وسيادته وكرامته على ارضه وفي ظل دولته .
 نأمل ونعيش الأمل مع كل عام ...فلا تخيبوا امالنا ...ولا تفسدوا علينا احلامنا ....بالعيش كباقي الشعوب بحرية وسيادة ودولة ..وكما قال مفجر ثورتنا ....الشهيد القائد ابو عمار لا تسقطوا غصن الزيتون ......تعاطوا مع الموقف السياسي للقيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس .... التي يسعى بكل قوة لتحريك عملية السلام من خلال المؤتمر الدولي .... وحتى نصل لتسوية سياسية وفق حل الدولتين .... ليعيش الجميع بأمن وسلام فلا تضيعوا هذه الفرصة الثمينة ...التي يصعب تكراراها وحتي نشطب محطات سوداء ... لتاريخ طويل .

الكاتب: وفيق زنداح

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت