خرج العشرات من المتظاهرين بولاية الوادي (جنوب الجمهورية الجزائرية)، مساء أمس الثلاثاء في مسيرة سلمية، إنطلقت من أمام مقر الولاية، وجابت شارع محمد خميستي نحو ساحة الشهيد حمه لخضر، المتظاهرين باختلاف مستوياتهم العمرية والاجتماعية والعلمية والايديولوجية، لكن جمعهم وطن اسمه الجزائر والجزائر فقط "، حاملين شعارات متعددة تدعم قرارات وقيادة المؤسسة العسكرية ومختلف المؤسسات الدستورية في البلاد، الداعية لاجراء انتخابات رئاسية في يوم 12 ديسمبر القادم.
بصوت واحد وموحد صرخ السوافة (نسبة لأهل منطقة واد سوف)، في هاته الهبة الجماهيرية النوفمبرية، التي وصفها بعض المشاركين بأنها استحقاق وطني، وهناك من وصفها بانها خروج يشابه خروج وفرحة إستقلال الجزائر، بالشعار الوطني المعروف "جيش شعب خاوة خاوة " إشارة إلى حجم الترابط والعلاقة القوية بين الشعب والمؤسسة العسكرية وقيادتها المدركة المجاهدة، هذا الشعب الذي أقسم أن تحيا الجزائر، هذا الشعب الذي أضحى أكثر ذكاء ووعي وفطنة، لأنه صاحب تجربة قاسية مع أصعب فوضى عاشها في تسعينيات القرن الماضي، وتلك المؤسسة العسكرية، سليلة الجيش الذي بفضل تضحياته صنعت الامة الجزائرية معجزة اسمها الثورة التحريرية، ثورة ضد أعتى قوة استعمارية غاشمة عرفها القرن العشرين، ومعجزة أخرى وهي الانتصار لوحدها على أخطبوط الإرهاب خلال فترة المأساة الوطنية، وهاهو الشعب الجزائري بفضل مرافقة تلك المؤسسة وضمانها ووفاء قيادتها، يثبت أنه الاستثناء من القاعدة، ويبدع في صناعة وميلاد مجد جديد سيرى النور قريبا…!!،
مجد يجعلنا نحن أبناء الجزائر أمام الأمر الواقع، لضرورة التجند الواسع لحماية مكاسب ومخرجات تلك الهبة الشعبية الراقية بتلك الوسائل السلمية الحضارية والنبيلة، التي أبهرت العالم من أجل الوطن والوطن فقط، من أجل الحياة الكريمة وغد أفضل للجزائر والاجيال اللاحقة، وهنا كانت شعارات أهل واد سوف الثورة والجهاد واسناد الثورة وحماية ظهرها بالجنوب الشرقي والحدود، أهل الوادي نساء ورجال، داعمة أيضا للاستحقاق الدستوري المتمثل في الانتخابات الرئاسية التي ستقام يوم 12 ديسمبر القادم، والتي تفصلنا أيام عن بداية حملة المترشحين الخمسة الذين سيكون أحدهم رئيس للجزائر، وهذا بعد أن سلكت البلاد الطريق الاسهل والانسب والاصلح لها ولسيادتها، وسيادة مؤسساتها الدستورية والامنية والعسكرية، من خلال المقاربة الناجعة المتمثلة في الحوار ، إلى غاية العبور إلى بر الأمان، قاطعة الطريق على دعاة الفتنة وتفتيت وتقسيم البلاد، ممّن عملوا ويعملون المستحيل من أجل تقديم أنفسهم على أنهم هم الأوصياء على إرادة الشعب، وبالتالي روّجوا لمقترحات ومقترحات مضادة وموازية .
فعلا هذا ما صرح به من تحدث إلينا، وهو دعمهم ومساندتهم لقيادة الجيش الوطني الشعبي، إضافة لتثمينهم للقرارات المتخذة على مستوى القيادة العليا للبلاد، داعيين القائد المجاهد قايد صالح نائب وزير الدفاع قائد الأركان، لمواصلة العمل من أجل الحفاظ على الوطن، لاسيما ما تعلق بملف العدالة الذي يثار هاته الايام قبل الدخول لمرحلة العد التنازلي لموعد العرس الوطني ،دلك اليوم الذي ستكون بِمثابة البوَابة التي ندخل من خلالها في مرحلة واعدة، توطد لممارسة ديموقراطية حقيقية في واقع جديد، هذا الموعد الذي يعتبر نُقطة انطلاق لمسار تجديد منشود، مما يدعونا للعمل جماعيا وبقوة لأجل إنجاح هذا الاستحقاق، كونه سيمكننا من انتخاب رئيس جديد يتمتع بكامل الشروط الشرعية، رئيس يأخذ على عاتقه قيادة مصير البلاد وترجمة تطلعات الامة الجزائرية، التي في غالبيتها ستذهب إلى الانتخابات، هذه الأخيرة التي مهما قيل عنها وسيقول عنها الرَّافضة والانفصاليون وذوو الأجندات المريبة والسفهاءُ من الناس، تعد الحل الديمقراطي الوحيد والناجع الذي سيسمح لبلدنا من تجاوز وضعها الرّاهن، بعد نجاح حراك شعبنا الابي الذي لا يقبل بمثل هكذا تعينات من دوائر مكتبية من وراء البحر…!.
وعليه هاهو شعبنا يخرج في هذا الثلاثاء النوفمبري، ليؤكد أنه سيقول كلمته عبر الصندوق، ويختار من يقوده لبناء جزائر المستقبل الواعد، المستقبل الذي نحلم به جميعا، وهذا ما أكدته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، في كم من مناسبة في إطار جهودها المستمرة والمخلصة حفاظًا على النهجِ الدستوري والالتزام بمرافقةِ الشعب في هذه المرحلة الحساسة.
بقلم: عماره بن عبد الله - كاتب جزائري
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت