خالد عبد المجيد، القيادي الفلسطيني، الخليلي، الإسم الذي التصق به منذ استشهاد الرائد الفلسطيني المقدسي، ابن حي (صور باهر) القريب من مدينة القدس، الشهيد خالد (فايز حمدان) في الغارات التي شنها الطيران الحربي "الإسرائيلي" على مدينة السلط الأردنية يوم الموافق 4/8/1968، بهدف تدمير القدرات العسكرية لحركة فتح وقات العاصفة، وقوات التحرير الشعبية، والمنظمات الفدائية الأخرى في مدينة السلط ومناطق البستان، وعين حزير، ومخيم عمال الأشغال العامة في العارضة، ومصنع الأسمنت في الفحيص، ومزارع وادي شعيب، حيث شمل القصف جميع قواعد المقاومة ومعسكرات التدريب، واستشهد معه عدد من المناضلين، كان من بينهم المهندس عمر السرطاوي شقيق الشهيد الدكتور عصام السرطاوي.
خالد عبد المجيد، عضو حركة القوميين العرب، الجناح الثالث في الحركة القومية العربية التي ولدت ونشأت اربعينيات وأوائل خمسينيات القرن الماضي (حزب البعث + حركة القوميين العرب + الحركة الناصرية). ومن خلالها تلمس طريقه مع النواة المؤسسة لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وكان على رأس تلك النواة القائد القومي الدكتور صبحي غوشة، وعضو القيادة القومية السابق في حزب البعث في حينها، وعضو أول لجنة تنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية بهجت أبو غربية، والدكتور سمير غوشة، وابراهيم فتياني (أبو النايف)، وسفيان خليل سفيان (أبو الحكم)، ومصطفى وزوز، والمحامي خالد الخروف، وكمال النمّري، والرائد فايز محمود حمدان (الرائد خالد)، و (أبو جمال عسكر)، والدكتور رفعت عودة ...
خالد عبد المجيد، عضو المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشارك نشط في مؤسسات المنظمة قبل انقسام العام 1983. ويعتبر من اصحاب الإتجاه القومي، حين يؤكد على إنتمائه لمدرسة المرحوم الاستاذ بهجت ابو غربية، القومي الملتزم بالمبادئ الوطنية.
رفضاوي المزاج، والذهنية، لكنه رجل ديناميكي، يملك كاريزما، شديد الملاحظة، والإنتباه، لاقط سياسياً، يناور، لكنه يحافظ على منظومته السياسية والفكرية التي اقتنع بها. وكان هذا هو الموقف العام لجبهة النضال التي اصطفت في إطار جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية (جبهة الرفض) التي تأسست عام 1975، وبعد ذلك التحالف الوطني الفلسطيني (1983 ــ 1985)، ومن ثم جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطينية (1985 ــ 1990).
ويؤكد خالد عبد المجيد، موقفه الذي اتخذه سنوات الإنقسام في الوضع الفلسطيني في النصف الثاني من العام 1983، ضد الإقتتال الفلسطيني الداخلي الذي دارت رحاه مابين مناطق بعلبك وسهل البقاع وصولاً الى طرابلس في لبنان، وبذا كان مغرداً خارج السرب العام لجبهة النضال بهذا الجانب في ذلك الوقت تحديداً وفق ما اشار اليه اكثر من مرة، بالرغم من مزاجه السياسي المنزاح باتجاه مطالب الذين انشقوا، أو خرجوا، أو تمردوا، أو طالبوا، أو ... في حينها.
قناعاته، وتركيبته السياسية، والوطنية، ومزاجه يَحِنُّ الى ايام جبهة الرفض، فهو رفضاوي قلباً وقالباً بالرغم من البراغماتية التي يتمتع بها بشبكة علاقاته الوطنية الفلسطينية، والعربية مع أطراف مختلفة في سوريا ولبنان والأردن ... وغيرها من البلدان ومنها الجمهورية الإسلامية في ايران.
لكن، مشكلة الإنقسام داخل جبهة النضال، اضعفت من فعاليتها بشكلٍ عام، رغم الإستعادة العامة لدورها في الداخل في ظل دخول عدد كبير من قياداتها الى فلسطين الى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات، وعلى رأسهم المرحوم الدكتور سمير غوشة، والدكتور أحمد مجدلاني.
والمؤسف، أن الإنقسام داخل صفوفها، والذي وقع بدايات العام 1990، بات أمراً واقعاً، ومؤسفاً، وبات من الصعب تجاوزه من سنواتٍ طويلة، فتحوّل الثقل الى الداخل، واستمر خالد عبد المجيد بقيادة جزء اساسي من التنظيم في الخارج مع وجود ضعيف في الداخل لأسباب مختلفة.
معرفتي بالرفيق الدكتور سمير غوشة، والرفيق خالد عبد المجيد، وهيثم عبد القادر، وابو جمال سالم، وأبو عادل محمد عادل .... والأخرين قديمة، وقد قامت على الإحترام والتقدير. كما هي واقع الأمر مع الإخوة في عموم جبهة النضال في الداخل والشتات.
(الصورة الأولى : خالد عبد المجيد)
(الصورة الثانية : تفقد موقع عسكري لجبهة النضال جنوب لبنان قبل العام 1982)
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت