إثر قيام محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ابتسام عناتي بزيارة إلى عيادة سجن الرملة، أول أمس الثلاثاء 05/11/2019 إلتقت خلالها عدداً من الأسرى المرضى من بينهم الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك.
تقول عناتي على إثر لقائها أبو دياك "بدا الأسير متعباً للغاية وأبلغني أنه خلال الاسبوعين القادمين سوف يعود لأخذ العلاج الكيماوي، وأن وزنه يهبط بشكل سريع، إذ كان وزنه 80 كيلو وأصبح حاليا 48، ويعاني من نقص حاد في الدم؛ أبلغني أن دمه 9 وحدات ويتم نقله إلى المستشفى لوضع وحدات دم، حيث يتم إعطائه من وحدتين إلى ثلاث وحدات في كل مرة، وقال أنه يشعر بآلام حادة ويتناول المسكنات لتخفيف وجعه، ولأنه كان متعباً للغاية اختصرت الحديث معه حتى يتمكن أخوه سامر من نقله إلى القسم لكي يرتاح.
ولم يكن الأسير منصور موقدة أفضل حالاً، فأخبرني أنه يعاني من أوجاع وآلام مستمرة. وأفاد أنه تم أخذ خزعة منه بسبب دهنيات في الرقبة وسوف يتم إجراء عملية لإزالتها للتأكد من أن الورم دهني، ولكن لم يتم تحديد موعد العملية - الورم موجود من خمس سنوات، وأضاف أنه يتناول 12 حبة دواء يومياً.
وفي لقائي مع الأسير سامر أبو دياك الأسير سامي، أبلغني أن هنالك 6 حالات ثابتة في المستشفى أوضاعهم الصحية صعبة للغاية، وطالب أن تتم متابعة أوضاعهم بشكل جدي، فأخيه سامي يعاني من آلام شديدة ولا يوجد لوضعه الصحي سوى المسكنات، فالمرض وصل إلى ذروته وطالب كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العمل بشكل جدي لإطلاق سراحه كي يمضي ساعاته الأخيرة بين أهله ومحبيه.
وأفاد ممثل الأسرى أحمد أبو خضر أن عدد الأسرى المقيمين في المستشفى 16 وهم سامي أبو دياك، منصور موقدة، خالد الشاويش، ناهض الأقرع، صالح صالح، معتصم رداد، محمد عبد الشيخ وهو طفل عمره 16 سنة المتهم بقضية طعن على أبواب المسجد الأقصى مصاب في الظهر والبطن ب 8 رصاصات ورصاصة في اليد اليمنى تم إزالة رصاصة واحدة من الظهر، أحمد الخطيب طفل عمره 16 سنة مصاب في القدم، جمال زيد عمره 60 سنة حضر من سجن عوفر يعاني من مشكلة في البنكرياس والأسبوع القادم لديه عملية أخذ خزعة من البنكرياس للفحص، صلاح حسنين من أصول مصرية ويحمل الجنسية الفرنسية تم اعتقاله من المسجد الأقصى بحجة محاولة طعن وتم الحكم عليه 13 شهر، طارق قعدان أنهى إضرابه بعد 90 يوماً وفي أي لحظة سوف يتم نقله إلى السجن، والأسرى سامر أبو دياك، إياد رضوان، عليان العمور، جلال الجبار.
أما الأسير المضرب عن الطعام إسماعيل علي 105 يوماً، قام أحمد بزيارته وكان وضعه الصحي صعب، وتحدث مع الاستخبارات بخصوصه وأبلغوه أنه عليه إنهاء الإضراب حتى يتم إعطائه أي شيء جوهري وهو يرفض ذلك، ولا يقوم أي محامي بزيارته لأنه ممنوع من الزيارة، والأسير أحمد زهران مضرب منذ 45 يوم يعاني من التهابات حادة وفطريات بالفم ولا يستطيع شرب الماء ويرفض إجراء أي فحص ولا يأخذ أي نوع من الفيتامينات أو المدعمات، مصعب هندي من تل نابلس مضرب منذ 40 يوماً ويرفض إجراء أي فحص وأخذ أي مدعمات.
وكانت رسالة سامي التي طلب مني أن انقلها كما هي:
"إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن افارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا.
هل ستلقى هذه الكلمات آذاناً صاغية لدى المسؤولين؟!
وأنا أقول لكم إذا توفيت وأنا بعيد عن والدتي؛ لن أسامحكم.
في حين كانت رسالة الأسرى المرضى في سجن الرملة على لسان ممثل الأسرى في السجن:
"إلى كل المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم، الحكومية منها وغير الحكومية، نحن نشعر ويوجد لدينا قناعة أنكم جزء من معاناتنا، ونطالبكم أن تبذلوا مزيداً من الجهد من أجل الإفراج عنا، وأن تنقلوا معاناتنا بالشكل المطلوب. نقول لكم ضعوا خطة حقيقية وبرنامج جدي من أجل العمل على الإفراج عنا.
نحن اشلاء تتحرك على كراسي متحركة ونريد أن نكون عند أهالينا من أجل أن يقوموا بخدمتنا.
وكان حريات قد عقد الأسبوع الماضي مؤتمراً وطنياً للتصدي لجريمة الإهمال الطبي خرج بالعديد من التوصيات وهو يعمل في إطار اللجنة الوطنية لإنقاذ حياة الأسرى المرضى لتنفيذها، وفي مقدمتها التحرك على الصعيد الدولي والأمم المتحدة وحثهم على تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والضغط على الدولة القائمة بالاحتلال للإلتزام بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتحميلها المسؤولية عن حياة الأسرى المرضى وممارسة أقصى درجات الضغط عليها لإطلاق سراح الأسير سامي أبو دياك قبل فوات الآوان وزملائه المرضى الذين يتهددهم خطر الموت.